المحتوى الرئيسى

نفسية أطفال الثورة.. 16 نصيحة للعبور بأمان

02/22 16:08

  تباينت ردود الأفعال بين الأطفال نتيجة تأثرهم بأحداث ثورة 25 يناير، فبعض الأمهات اشتكت من عودة التبول اللا إرادي لدى الطفل، والبعض الآخر يواجهن حالات فزع ليلي واضطراب في السلوك، بالإضافة إلى ردود الفعل الغربية، وسيل من الأسئلة المفاجئة، التي تحير الوالدين في الرد عليها. البعض يرى تجنيب طفله تماما هذه الأحداث خوفا عليه من آثارها السلبية، التي تتمثل في مشاهدة العنف، والتعبير الثوري عن الرأي بألفاظ خارجة أحياناً، وغيرها. ويجدها البعض الآخر فرصة ذهبية لا تتكرر لتعليمه بعض القيم الإيجابية، التي تتمثل في الانتماء وحب الوطن والدفاع عن الخير، والتعبير عن الرأي بطريقة متحضرة. «لكن النظرة ليست أحادية، فالأطفال أذكى من أن تكذب عليهم وتواري عنهم الحقائق، كما لابد من ترشيد المتاح لهم من معلومات»، هذا ما أوضحته الدكتورة داليا الشيمي خبيرة المساندة النفسية في الحروب والكوارث، ومؤلفة أول كتاب باللغة العربية عن الأطفال في الحروب والكوارث. وتشير د. داليا في حوارها لـ«المصري اليوم» أنه لا مفر من تعرض الأطفال لوسائل الإعلام المختلفة، ولا أحد ينكر أن الأطفال سمعوا أصوات الطلقات النارية، ورأوا الدبابات والعساكر بأعينهم، ولابد أنهم تعرضوا لمشاهد العنف في التلفاز، والمؤكد أنهم لاحظوا انعدام الأمان في وقت من الأوقات، حين فرضت أوقات الحظر وأغلقت المتاجر والمحال، وانطلقت اللجان الشعبية لحماية البلد. كل هذه الشواهد أثرت بلا شك على نفسية أطفالنا وسلوكهم العام، بشكل يتفاوت من طفل لآخر. تؤكد الشيمي أن الأطفال هم أكثر فئة تتضرر في مثل هذه الظروف، نتيجة لإنخفاض قدرتهم على استيعاب الأمر وفهم ما يدور بما يملكونه من إدراك ضيق ينمو بالخبرات، إضافةً إلى عدم قدرتهم على التعبير عن كل ما يدور بداخلهم بصورة دقيقة. «كما يعتبر الطفل مرآة صادقة للوالدين، وبالتالي فهو يجسد – لكن داخلياً – كل قلقهم وضيقهم من الأحداث، ولا يملك الانتماء الذي يجعله يرى أن فوز فصيل على فصيل أخر شئ إيجابي، وبالتالي ففي كل الأحوال يعتبر نفسه خاسر». كل هذه الأسباب وغيرها تجعل الأطفال أكثر المتضررين من ظروف مثل تلك التي نعيشها، وتكون الخسائر بالنسبة لهم كبيرة، فتظهر ردود فعل مثل الفزع الليلي، القلق والشعور بعدم الراحة، التذمر، الفوبيا أو الخوف المرضي من الأصوات أو الظلام، الانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللا إرادي، قضم الأظافر، والكذب، والعنف في التعامل مع الأشياء والأشخاص، وظهور مشكلات في الكلام كالتلعثم، واضطرابات الأكل سواء كانت زيادة أو نقصان، أو عدم قدرة الطفل على التواجد بمفرده، أو غير ذلك من علامات سبق وأن تخطاها بحكم نموه ولكنه يفقدها على أثر هذه الأحداث بصورة مؤقتة.   دليل التعامل مع أطفال الثورة   وتوجه د. داليا الوالدين إلى أهم طرق التعامل مع الأطفال في الأزمات التي تشبه أزمة مصر ثورة الغضب، وتشمل: - التزام الصدق التام في إعطاء المعلومات التي تناسب سن ونضج وذكاء الطفل، ويفضل عزل الأطفال دون السابعة عن كل وسائل الإعلام التي تتحدث عن الثورة. - متابعة الأخبار التي تصل إلى الطفل من المدرسة أو التلفزيون ومناقشتها أولاً بأول. - إشعاره بالأمان، بتكرار وسائل الطمآنة مثل تلمس جسده، تقبيله، دون تكرار كلمة «إطمن» بشكل مباشر لأنها تشير له أن هناك ما يدعو للقلق. - اشغل طفلك دائماً بالتفكير في ألعابه وشاركه فيها، واحرص على تواجده بين أقرانه. - تجنب الحديث معه أثناء الشعور بالإحباط أو الحزن الشديد، وحذار من البكاء أو الانهيار أمامه. - التغاضي عن بعض التقصير الذي قد يبدو من الطفل نحو بعض الأوامر والتوجيهات. - ملاحظة كل تصرف غريب يبدو على الطفل ومناقشته فيه بطريقة بسيطة، فمثلاً لو لم يستطع ضبط التحكم في الإخراج، أخبره أن الجو بارد وربما يكون ذلك هو السبب لذلك علينا أن نرتدي ملابس أكثر ثقلاً ونقوم لدخول الحمام أثناء النوم. - من عوامل الطمأنة وجود الأب مع أولاده حتى لو أن عمله لا يسمح، فلابد أن يتحدث إليهم كل فترة ليطمئنهم. - عدم الانخراط في الحديث عما يحدث كثيراً، بحيث لا يتحول الحديث معه إلى الدخول في الموضوع، والاستمتاع بأنه ضحك على الكبير وأخذه للحديث في المنطقة التي يرغب في تفسيرها. - تنظيم برنامج يومي مثير أياً كانت الظروف بحيث يعتبر الطفل هذه الفترة مُختارة وليست مفروضة عليه، مثل مسابقة في الرسم أو حكي القصص، أو أي نشاط تختاريه. - اجعل الطفل يتحدث كثيراً، بحيث يقول كل ما يدور في ذهنه وتصححيه له، ولا توقف حديثه مهما بدا سخيفاً أو أسئلته مكررة، فربما يكون استمع إلى الأحداث عبر وسائل الإعلام أو حديث بينالديه وبين أشخاص أخرين، ويرغب في أن يكون رؤية خاصة به. - إذا لم تستطع عزل الطفل عن الأحداث، فابدأ بتفسير الأمر له بأنها أوقات بسيطة سوف تمر، وحدثه عن أنه في كل زمان يوجود خير وشر. - الأطفال في سن أكبر لابد من مشاركتهم في الفعل، فمثلاً في أحداثنا قد يكون من المفيد أن ينزل الطفل إلى الشارع - من 8 أو 9 سنوات – ليمد اللجان الشعبية بالمياه، أو بالغذاء مثلاً، كما يمكن أن يكون لهم دور فيما بعد بأن يساهموا في تنظيف الشوارع. - لابد من انتهاز هذه الفرصة لتنمية الوازع الديني عند الأطفال، فهو من أهم العوامل التي تساعد على خفض القلق والتوتر، بأن نتحدث عن حماية الله لنا، وحبه لنا، ونروي لهم قصص الأنبياء وما عاشوه، ومع ذلك تمسكوا بالفضيلة وأصبحوا أنبياء. - إذا كنت من النوع الذي يدخل في خوف شديد لا يمكن أن تخفيه، فتقبل أن يتحول طفلك إلى حامي لكِ، ولا تسخر من ذلك، فقدره أن يكون معك وبالتالي فإن من خلقه جعله مؤهل لذلك، فدعه هو يتمم على باب الشقة، ويأخذك في أحضانه ويربت عليك، اسمح لطفلك بأن يكون هو القائد وشجعه على ذلك، بأن تسعد في حضنه وتجعله يشعر بطمآنتك. - اظهر لطفلك بطريقة غير مباشرة وجود كل السلع التموينية وكل ما يحبه داخل المنزل، فكثير من الأطفال يقلق من احتمال غياب اللبن الذي يحبه في ظل ظروف مثل هذه، ولكنه لا يعبر عن ذلك مباشرةً وبالتالي يظل في حالة قلق.   جلسة تفريغ نفسي وناشدت الشيمي في حوارها لـ«المصري اليوم» الأسر لإشراك أطفالهم في جلسات التفريغ النفسي للأطفال، خاصةً أنهم على وشك الدخول للمدارس، وهذه الجلسات «المجانية» تُعقد لكل الأطفال (بين أعمار 6 سنوات وحتى 11 سنة)، وليس فقط من يوجد لديهم معاناة ظاهرة، فالكل في حاجة إلى تفريغ نفسي عما تلمسوه في هذه المرحلة الصعبة التي مرت على مصرنا خلال فترة 25 يناير وحتى الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل