المحتوى الرئيسى

د. حمدي حسن يكتب: بركاتك يا أحمد عز يبدو أن الله استجاب دعاءك فعلاً

02/22 12:31

في يوم مشهود من أيام مجلس الشعب؛ حيث كان هناك العديد من الاستجوابات تقدَّم بها نواب الإخوان والمستقلين، تتهم الحكومة بالإهمال والتقصير، قام المهندس أحمد عز وفي محاولة صبيانية للشوشرة على المستجوبين وإبداء عدم الاهتمام بما يتهمون به الحكومة بالمرور على نواب الوطني في مقاعدهم مكونًا منهم مجموعات، يقوم هو برفع يديه بالدعاء، وهم يؤمِّنون على دعائه، ثم ينفجرون في الضحك والقهقهة، ويتغامزون ويشيرون إلينا، دون مبالاة، لا بالمجلس ولا برئيسه، الذي اتخذ موقفًا سلبيًّا، وكأنه لا يسمع ولا يرى، رغم أن ما يحدث أمامه يقع تحت مسؤليته المباشرة في حفظ الأمن والنظام داخل القاعة! ولكن من يتصدَّى للإمبراطور أحمد عز؟! كان عز يرفع يديه إلي السماء داعيًا: "اللهم أورثنا مقاعدهم- ويشير إلينا- واجعلها غنيمةً لنا ولأولادنا من بعدنا، ويؤمِّن على دعائه نواب الوطني قائلين آآآآآآآآآمين!. ويبدو لنا الآن أن أبواب السماء كانت مفتوحةً، فاستجاب الله له، فأورثه فعلاً، ليس فقط مقاعدنا في المجلس (لمدة شهرين فقط)، بل أيضًا مقاعدنا في السجون والمعتقلات، ونرجو أن تكون دائمةً لهم وأشياعهم ولأولادهم، الذين انتهبوا المال العام والحرام وثروات البلاد، وعاثوا في البلاد ظلمًا وإفسادًا. حتى الآن لا أكاد أصدق أن (الرئيس مبارك) أصبح اسمه وصفته ونعته (الرئيس المخلوع)؛ ذلك أنه كان كلما ذُكر اسمه في المجلس بداعٍ أو بدون داعٍ كان نواب الوطني ينطلقون فورًا وتلقائيًّا في تصفيق حادٍّ، وكانوا يتبارون أيهما يصفِّق أقوى وأطول، وكأنهم مبرمجون أتوماتيكيًّا على ذلك، ثم تطورت الأمور خطوةً أخرى ابتدعها أحمد عز، وذلك بالوقوف قيامًا مع التصفيق الحادّ والمتواصل، وكأن الرئيس حاضر داخل المجلس، وسبحان من له الملك والدوام!. أتخيل ماذا سيكون مكانة وقيمة "الرئيس المخلوع" لو كان حقَّق ما يصبو إليه شعبه، ويطالب به الآن، فيعيد احترامه للدستور وللقانون، بدلاً من التلاعب بهما، ويعلن عن تغييرات حقيقية لا وهمية، ويوقف العمل بحالة الطوارئ، ويُنهي عن الفساد ويحاربه فعلاً بدلاً من ممارسته وحمايته، ويحافظ على أموال وثروات الشعب بدلاً من تبديدها، ويلاحق الفاسدين بدلاً من حمايتهم، ويكفل احترام الشرطة للمواطنين بدلاً من ترويعهم واعتقالهم وتعذيبهم، ويطلق الحريات العامة وحرية قيام الأحزاب وإصدار الصحف بدلاً من تقييدها، ويتخذ مواقف وطنية حازمة ومشرفة ضد صلف العدو الصهيوني ويناصر أهالينا في فلسطين بدلاً من حصارهم، بل وتسليمهم للأعداء!. كان المشير طنطاوي أحد رجالات الرئيس، بل كان أحد رجالاته الكبار، وكذلك الفريق سامي عنان، وأيضًا الفريق أحمد شفيق، وهاهم رأوا بأعينهم الطريقة المهينة التي اضطر الرئيس المخلوع الشعب إليها ليعامله بهذا الشكل ويرفض حتى أن تستمر رئاسته 6 أشهر أخرى، وكيف كان الموقف سيتبدَّل لو كان حقَّق مطالب الشعب بما يُرضي الله، والقسم الذي أقسمه حين تولَّى منصبه بأن يحقق مصالح الشعب ويحافظ على الوطن. إنها الفرصة الذهبية أو بالأصح المنحة الإلهية التي أتاحها الله سبحانه لمن كانوا يومًا أحد أركان الرئيس المخلوع؛ كي يكتبوا أسماءهم، هم وليس مبارك المخلوع، بحروف من نور في سجلِّ الوطن وتاريخه إذا حققوا مطالب الثورة فورًا ودون إبطاء أو تعطيل. في الحقيقة إنني أشعر بأن هناك تلكؤًا متعمَّدًا في تنفيذ مطالب الثورة والثوار، ولا أدري ما سببه، بل إن هناك إجراءاتٍ تهدف إلى غسل أيادي مسؤلين محدَّدين من جرائم ارتكبوها وضبطوا بها متلبِّسين، إنَّ حبس حبيب العادلي بتهمة غسيل الأموال مرفوض؛ لأنه ضبط ويده ملوثة بدماء مئات الشهداء المصريين، وهذه محاولة مرفوضة بل ومشبوهة. ونقل قيادات الشرطة المسئولة عن المذابح والجرائم من محافظة لأخرى هو عملية غسيل جرائم؛ يقوم بها وزير الداخلية الجديد لحماية هؤلاء المجرمين بدلاً من تقديمهم للمحاكمة. إبقاء رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الرهيب حتى الآن في منصبه يمارس مهامه القذرة يثير ملايين علامات التعجب حول الهدف من إبقائه وعدم تقديمه إلى محاكمة عاجلة هو وبقية أفراد جهازه النازي،  ووجود بعض الوجوه المرفوضة، سواءٌ كانوا وزراء أو مسئولين كانوا من كبار دعائم النظام المخلوع؛ يثير الشبهات وليس التساؤلات حول الهدف من استمرارهم في مراكزهم وسلطاتهم، وهم يرفضون الثورة ويهدفون لإجهاضها وإفشالها. إن قيادات الجيش ومجلسه الأعلى يحتاج إلى وقفة مع النفس تسترجع فيها القوة الإلهية "سبحان المعز المذل"، التي سبَّبت هذا كله وجعلتهم في هذا الموقع، وأنهم الآن أصحاب القرار من دون الرئيس المخلوع دون ترتيب أو تقدير من أحد، إلا الله المعز المذل سبحانه. أخيرًا.. هل يقبل القادة المحظوظون المنحة الإلهية أم سيرفضونها؟! هل سيحققون مطالب الشعب وثورته كاملةً بل وزيادة، أم سيلتفون عليها كلها أو على بعضها؟! الفرص لن تتكرر والتاريخ لن يرحم أحدًا، وأمامنا المثل والنموذج، جعله الله رب العالمين، أمام أعيننا يوم رحل الرئيس المخلوع عن عرشه رحل الفريق سعد الشاذلي لملاقاة ربه في ذات التاريخ الذي رحل فيه الإمام الشهيد حسن البنا.. سبحانك يارب!. اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى.. اللهم آمين. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل