المحتوى الرئيسى

الفيلم يتناول مواضيع أخرى مثل التفكك العائلي "شتي يا دني".. يروي"العودة الصعبة" لمخطوفي حرب لبنان الأهلية الثلاثاء 19 ربيع الأول 1432هـ - 22 فبراير 2011م

02/22 12:24

بيروت- أ ف ب لا يتضمن فيلم "شتي يا دني" للمخرج اللبناني بهيج حجيج، الذي تبدأ عروضه في بيروت الخميس، أي مشهد عن الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، لكنه يتناول احد التداعيات المستمرة الى اليوم لهذه الحرب، وهي قضية المخطوفين والمختفين قسريا خلالها، ويعالجها من زاوية "العودة الصعبة للمخطوف" الى عائلته ومجتمعه، من دون أن يغوص في تفاصيل ظروف الخطف ومرحلة الاعتقال. ويتمحور الفيلم على شخصية رامز (يؤدي دوره حسان مراد)، وهو واحد من آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للخطف خلال الحرب في لبنان. وبعد اختفائه 20 عاما قضاها في أحد السجون حيث تعرض للتعذيب، عاد الى حياته الطبيعية، وهو في العقد الخامس. لكن رامز العائد، مريض ومضطرب ومحطم نفسيا ومنفصل عن الواقع، ويصاب بنوبات هلع فيتخيل نفسه ملاحقا من جلاديه السابقين. عودة "قاسية" وتهز عودة رامز عائلته وتحدث فيها اضطرابا، وتربك مشاريع ولديه ايلي وناديا (ايلي متري وديامان بو عبود) وزوجته ماري التي تجسد شخصيتها جوليا قصار، وتنشأ علاقة عميقة بينه وبين زينب (كارمن لبس) التي تعيش في انتظار عودة زوجها المخطوف أيضا. وعلى مسار مواز لأحداث الفيلم، وضمن خط درامي مستقل عن القصة الأصلية، تظهر مرات عدة في الفيلم نايفة نجار (برناديت حديب) التي كانت تعمل في جريدة "السفير"، والتي خطف ابنها خلال الحرب، وكان في الثالثة عشرة من عمره، فبقيت تسعة أشهر تنشر مقالات ورسائل الى الخاطفين لكي يعيدوا إليها ابنها، قبل أن تفقد الأمل وتنتحر. واضفت المقاطع التي تظهر فيها نايفة النجار بالابيض والاسود، وكذلك المشاهد التي تصور بو عبود عازفة الفيولانسيل، والحوارات التي تجمع الام بولديها، وعلاقة ماري بزينب في نهاية الفيلم، لمسة سينمائية اوروبية على اجوائه. وقال حجيج لوكالة فرانس برس "+شتي يا دني+ ليس فيلما عن الحرب، بل عن تداعياتها"، وأضاف "انه فيلم عن الذاكرة، اذ لا يمكن ان نلغي ما عشناه بممحاة". وفي الملف الصحافي الذي وزع على الصحافيين، قال حجيج إن الفارق الرئيسي بين "شتي يا دني" وفيلمه السابق "مخطوفون" الذي تناول قضية المختفين قسريا خلال الحرب بأسلوب وثائقي، هو ان "شتي يا دني"، الروائي، "لا يتناول الاختفاء، بل العودة الصعبة للمخطوف". وشرح "الفيلم ليس عن مرحلة الخطف بل عن الحياة اليومية في بيروت اليوم من خلال عودة هذا الرجل المخطوف، ومن خلال طريقة تلقي محيطه عودته، وتعاطي عائلته ومجتمعه مع هذه العودة". أزمة عائلية ومن خلال عودة المخطوف، "يضيء الفيلم على مواضيع أخرى، كالتفكك العائلي"، على ما قال حجيج، مضيفا "مع عودة رب العائلة المخطوف، دخلت العائلة في أزمة، وهذا ما يعكس الوضع الراهن المتمثل في المجتمع اللبناني الذي يعاني أزمة تفكك". ومع ذلك، "تشعر ان العائلة اللبنانية، حتى لو كانت مهتزة ومفككة قليلا، تبقى عائلة متماسكة، وهذا ما حاولت اظهاره"، على حد قوله. وقال حجيج "ثمة حضور مهم جدا لنايفة نجار. هي تظهر في مقاطع في الفيلم لا علاقة لها بالقصة في ذاتها، ولكنها تشكل ضمير الفيلم. هي المشكلة الاصلية. أكثر من مرة خلال الفيلم اعود اليها لاعود بالفيلم الى أساس المشكلة. هذه الام التي حملت بابنها تسعة اشهر قررت ان تقتل نفسها بعد تسعة اشهر من اختفائه". وشدد حجيج على أن "الفيلم هو تحية للمرأة، من خلال نايفة نجار. وكذلك ثمة تحية للمرأة من خلال زينب المخلصة لذكرى زوجها المخطوف، ومن خلال ماري، زوجة رامز، التي تولت مسؤولية بيتها واولادها من دون زوجها وهي تحاول بعد عودة زوجها وأبي أولادها، اعادة تركيب العائلة". ويستند "شتي يا دني"، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني لحجيج بعد "زنار النار" (2004)، الى نص مسرحية قصيرة بعنوان "إنها تمطر أكياسا" كتبها سام بردويل وإيمان حميدان. وقال حجيج ان العمل على الفيلم استغرق أربع سنوات، وبلغت كلفته نحو 500 ألف دولار، مشيرا الى أنه أنتج بفضل أموال خاصة وبدعم منظمة الفرنكوفونية ومن صندق "سند" الذي أسسه مهرجان ابو ظبي السينمائي. وكان "شتي يا دني" فاز في 22 تشرين الأول/أكتوبر بجائزة "اللؤلؤة السوداء" لأفضل فيلم روائي طويل من العالم العربي، في الدورة الرابعة من مهرجان ابو ظبي السينمائي. وشارك "شتي يا دني"، بعد أبو ظبي، في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي السنوي الثاني الذي نظمته مؤسسة الدوحة للأفلام بين 26 و30 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وعرض ضمن محور "البانوراما العالمية"، من خارج المسابقة. بعد ذلك، حقق "شتي يا دني" إنجازا جديدا، اذ فاز بطله حسان مراد بجائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي السابع والثلاثين للأفلام المستقلة في بروكسل. ثم نال المخرج بهيج حجيج جائزة أفضل إخراج في مهرجان وهران الدولي الرابع للفيلم العربي، محققا بذلك التتويج الثالث ل"شتي يا دني". وقال حجيج في حديثه لفرانس برس عن عمله التالي "فيلمي الجديد لن يكون عن الذاكرة، بل عن ازالة الغموض في مجتمعنا الشرقي الزائف"، لكنه لم يفصح عن تفاصيل اضافية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل