المحتوى الرئيسى

مثقفون أتراك: الصهيونية العالمية تتحدَّى الثورة المصرية

02/22 11:25

أنقرة- أحمد صالح: أكد عدد من الكتاب والمثقفين الأتراك أن سقوط مبارك يمثل هزيمةً وصدمةً كبيرةً للعالم وقواه الحاكمة من إمبريالية عنصرية وصهيونية عالمية، مشيرين إلى أن هذا هو أكبر تحدٍّ يواجه الثورة المصرية؛ حيث يبحثان حاليًّا عن البديل؛ في محاولةٍ لإبقاء مصر في "محور الاعتدال"، بعد فقد الحليف الأكبر في الوطن العربي. وحذَّروا من خطورة سارقي الثورات، مشيرين إلى أن هؤلاء يسعون إلى ركوب موجة الثورة والاستيلاء عليها؛ عن طريق تأسيس الكثير من الائتلافات والأحزاب باسم الثورة، بعد فشلهم في جرِّها بعيدًا عن مسارها الأصلي طيلة 18 يومًا. وأبدى الكتاب في تحليلاتهم- التي تناولها الإعلام التركي بكل أشكاله المقروءة والمسموعة- إعجابًا شديدًا بالشعب المصري ونظامه الذي أدار به ثورتهم من لجان شعبية وعدم وجود تحرش وغيره. وقالت أويا إككوننج، الخبيرة في الشئون الأمريكية- في مقال بجريدة (مللي كزتة)-: "لقد جذب الشعب المصري أنظار العالم كله بما قدمه من لوحة ثبات وصبر ومثابرة خلال 18 يومًا من الحرب الشعواء عليهم.. ثورة لم تكن عنيفةً بالمرة مقارنةً بثقافة الثورات، هذه الثورة هي نقطة التحول التاريخية الجديدة في تاريخ الشرق الأوسط". وترى أكوننج أن أمريكا هي العائق أمام تحقيق الديمقراطية في العالم، معللةً ذلك بأن أمريكا وقوى الاحتلال منذ 7 أعوام في العراق و9 أعوام في أفغانستان؛ قد فشلت في تحقيق الديمقراطية التي تدَّعي أنها ذهبت لأجلها. وقال الكاتب الإسلامي إسماعيل مفتي أوغلوا، وزير العدل الأسبق لوكالة "أجانس 5" أن الحلول النصفية بعد الثورة لا تصلح إطلاقًا، مضيفًا: "ليس الحل في المسألة المصرية هو القيام بالتنازلات أو أنصاف الحلول، وإنما هو أن تكون الكلمة فعليًّا للشعب والأمة بالمعنى الحقيقي باجتثاث هذا النظام الذي تغلغل وأفسد مصر". ويرى أن القوى الخارجية تقوم بدورها الآن من وراء الستار لإعاقة أن تكون الكلمة العليا للشعب؛ حيث إنها تجيد تسويق النماذج التي ترفع شعارات كالديمقراطين المحافظين والإسلاميين الديمقراطيين، والليبراليين والديمقراطيين ومدعي التحديث. الزلزال المصريويصف الكاتب مصطفى كاسدار جريدة (مللي كزتة) ما حدث أنه زلزال مصري حين قال: "لقد ألقى التمرد الشعبي والمارد المصري حسني مبارك وأتباعه ونظامه القامع في مزبلة التاريخ، وهذا أزعج أمريكا و"إسرائيل" جدًّا". وأكد أن أمريكا اضطرت إلى إنهاء علاقاتها مع تلك الأنظمة الآيلة للسقوط، حين رأت عدم الفائدة منها بعد يقظة الشعوب، وأُجبرت أمريكا على التخلي عن تلك الأنظمة لكبح جماح الغضب الشعبي؛ حتى لا تخرج  الأمور عن سيطرتها، ثم ستقوم بعد ذلك بالسماح ببعض التغييرات والحريات الجزئية. الإخوان والثورة  علي بولاجيؤكد الكاتب الإسلامي علي بولاج (جريدة زمان) أن العالم كله كان ينظر إلى الثورتين المصرية والتونسية ويترقَّب دور القطاعات الإسلامية، خاصةً دور الاخوان المسلمين خلال الأحداث، وأصبح الجميع يحرِّض على الإخوان، بأن لهم أجنداتٍ خارجيةً وأهدافًا غير وطنية، مع أنهم أعلنوا مواقفهم واضحةً من تحقيق الحريات، والعدالة في البلاد، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، لكن هذا لم يطمئنهم، وهم لا يريدون إلا أن يتخلَّى الإخوان عن مبادئهم ويفرِّطوا في كل أساسياتهم. وأضاف أنه طوال السنين الماضية حافظ مبارك على كرسيه بالتحريض الدائم ضد الإخوان، وجعلهم فزاعةً في وجه الغرب، معجبًا بطريقة الإخوان أثناء الأحداث، قائلاً: "إن الإخوان قد استخلصوا دروسًا كثيرةً من التاريخ، فخلال الأحداث ما كانوا يعطون اهتمامًا كبيرًا للظهور الإعلامي أو أنهم من وقفوا وراء الثورة، معتمدين في ذلك على القاعدة الشعبية والاجتماعية لهم، وثقتهم في أنفسهم أنه إذا أجريت انتخابات حرة نزيهة فسوف يكون أول من يستطيع أن يصلوا السلطة إذا أرادوا". ويحلل الكاتب سامي كوهن (جريدة ملليت)- في مقالته تحت عنوان: "عدوى التغيير في الشرق الأوسط"- فيقول: "أسباب الثورة قد تكون مختلفة، لكن أهدافها تتلخص في كلمة واحدة، وهي "التغيير"، وهي جزء من مسار قوي جدًّا للحركات الشعبية في العالم العربي، وهذه العدوى سوف تنتقل إلى كل البلاد، وأنها بدأت في الانتشار بالفعل، وذلك بالرغم من الاختلافات الاجتماعية والسياسية والتاريخية، فالشعوب العربية ستصمد في ثوراتها وفي المقابل ستقابل بأبشع الأساليب، يعني تكرارها ليس سهلاً، وها هي تنتقل العدوى كما نرى". ويستعرض دنز كوكجة (جريدة أقشام) التسلسل التاريخي لرؤساء مصر وسياستهم بعد سقوط الملك فاروق، خاصةً مبارك الذي وصفه بأن كان متفقًا مع أمريكا دون أي اشتراطات، وفاز بانتخابات عديدة بالأغلبية بسياسة فجرت البلاد. الحيطة الحيطة   د. أبو بكر سفيلوحذَّر الدكتور أبو بكر سفيل، المفكر الإسلامي، من الموقف الغربي، وأشكال تحكمه الجديدة عند غياب المستبدين، في أن الغرب وأمريكا دائمًا لم يعطوا أيَّ اهتمام؛ لا للهوية الإسلامية، ولا عاداتها، ولا حتى مطالبهم، ووضعوا كل العوائق أمام حريتهم وسيطروا عليهم بما وضعوه من أنظمة خائرة.د. أبو بكر سفيلوحذَّر الدكتور أبو بكر سفيل، المفكر الإسلامي، من الموقف الغربي، وأشكال تحكمه الجديدة عند غياب المستبدين، في أن الغرب وأمريكا دائمًا لم يعطوا أيَّ اهتمام؛ لا للهوية الإسلامية، ولا عاداتها، ولا حتى مطالبهم، ووضعوا كل العوائق أمام حريتهم وسيطروا عليهم بما وضعوه من أنظمة خائرة.  لماذا يُرفض الإخوان؟!وتعجب الكاتب خير الدين كرمان (جريدة يني شفق) من الهجوم الشديد على جماعة الإخوان وتخويف العالم منها، معللاً ذلك بأن مصر كدولة تحتل أهميةً كبرى عند الصهاينة في الشرق الأوسط وأهميتها تختلف عن أي بلد آخر؛ حيث لو أصبح الإخوان في السلطة أو حتى لها كلمة فيها سيكون ذلك في صالح القضية الفلسطينية، وستأخذ مصر دورًا جديدًا في السباق نحو قيادة الدول الإسلامية، وستوجد وسطًا جيدًا بالوحدة والأخوَّة والتضامن بين الدول الإسلامية. ويقول الكاتب إن أمريكا ترسم صورة للإخوان بأنهم إرهابيون، ووصفتهم بكل الأوصاف من تشددية ورجعية.. إلخ، لكن كثيرًا من الكتاب الذين فهموا خداع هذا الصورة الأمريكية السوداء علموا أنها غير واقعية بالمرة، فضلاً عن أن الإخوان يؤمنون بالديمقراطية الإسلامية. وأكد الكاتب أن السبب الحقيقي لهذا أن الإخوان يمثلون خطرًا على المصالح الأمريكية والصهيونية، وأنهم لا يخضعون للإملاءات، ويتفق الكاتب أيضًا مع مطالب الإخوان ومنطقيتها وأنهم طمأنوا العالم وصرحوا بأنهم لا يريدون السلطة وحدهم، وأنهم لا يسعون إليها، متسائلاً: "ما الإرهاب في ذلك؟ وأين هو التشدد؟!".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل