خط فاصل ونواصل 2 بقلم : نور الدين محمود أبو النور

وكان اليوم الأول الذي بدأ بتجمع شبابي وسط القاهرة وأمام مجمع التحرير ليكون شاهداً على ما سوف يستجد من أحداث هذه الثورة .. تزداد الأعداد الغفيرة لحظة بعد أخرى حتى وصلت إلى ما يقرب من العشرة آلاف متظاهر في ذلك اليوم المشهود .. يوم بداية ثورة الشباب .. يبيتون من ليلتهم في العراء رافضين النداءات المتتالية التي تصدر من الرئيس وأعوانه .. تتضح معالمها من اليوم الأول .. يطلبون ما غرس في نفوس شعب مصر المغلوب على أمره لسنوات كثيرة مضت .. يعلنونها صراحة غيروا الدستور .. أسقطوا مجلسي الشعب والشورى .. لا للغلاء .. لا للمحسوبية .. لا للاطتهاد .. لا لكل ما هو سئ .. أخيراً لا للحاكم نفسه .. يا للهول .. يطلبونها صراحة ارحل يا ريس .. كفاية ..كفاية إرحل واتركنا لحالنا بعد الآن .. لا للظلم والثراء على حساب الشعب .. ارحل غير مأسوف عليك ورجالك وحاشيتكم ونظامك بالكامل .. يقف العالم على أطراف أصابعه كاتما الأنفاس من هول تلك الوقفة الاحتجاجية التي جاءت من شباب ظلمناهم في يوم ما ..ولطالما تشدقوا ببلد الأمن والأمان .. ظلمناهم يوم أن جعلهم النظام لا يبالون من أي شئ .. أي شئ حتى كدنا نفقد الثقة فيهم .. هم من سيتحملون المسئولية في يوم ما .. وهاهي الأجيال تتعاقب .. جيل سبقهم حرر الأرض وهاهم جاءوا ليحرروا العِرْض .. لن يذق لأي من الشعب طعماً للنوم في تلك الليلة والجميع يحلم بشئ ما .. البعض يحلم بعصر الحريات والآخرون يحلمون برغيف الخبز المتوفر والآخرون يحلمون بانتصار النظام على حفنة من الشباب هم أعوان النظام المستفيدين منه أيما إفادة .. لكل آماله وأحلامه التي تتفق وظروفه الحياتية .. تهتز الحكومة وتتخبط وتتوه وسط موجات متتالية من الشباب