المحتوى الرئيسى

> الغش العلمي في الهند والسند

02/21 22:50

ربما لا يذكر البعض قصة نائب رئيس جمهورية الولايات المتحدة «جو بايدن» ولكن أنا أذكرها. كان «جو بايدن» من مدة مرشحاً لرئاسة الجمهورية ولكنه أرغم علي ترك السباق في بدايته بسبب فضيحة بخصوص خطبة له اقتبس فيها بعض الجمل من زعيم حزب العمال البريطاني في هذا الوقت «نيل كنك» دون أن يذكر اسم نيل كنك. عدم ذكر صاحب «حقوق النشر» ولو مجرد جملة أو جملتين كان كافياً حسب مقاييس الأخلاق الأمريكية لأن يقضي علي أي أمل لـ«جو بايدن» أن يستمر وعاد إلي السياسة مرة أخري بعد سنتين من العزلة يفضل فوز الرئيس باراك حسين أوباما فقط منذ بضعة أيام هناك ثورة عارمة في الرأي العام الألماني بسبب وزير الدفاع هناك بخصوص رسالة الدكتوراة في القانون التي يحملها الوزير. التهمة الموجهة لوزير الدفاع الألماني هي أنه اقتبس بعض الفقرات من أعمال منشورة دون أن يضع قائمة المراجع بأسماء العلماء الذين اقتبس منهم «لقد درست في ألمانيا في الستينيات من القرن الماضي واستطيع أن أؤكد أن أفظع صفة ممكن أن يتصف بها طالب هو أن يكون كذاباً. هناك صفة واحدة أسوأ من ذلك كثيراً وتعني القضاء علي مستقبل أي شخص خصوصاً إذا كان طالب علوم أو هندسة عموماً أي طالب جامعي وهي الغش. لقد اعترف الوزير الألماني بخطئه وطلب العفو وعلي الرغم من أن المحرك خلف كل هذه الدعاية السلبية قد يكون تنافساً سياسياً غير شريف إلا أن التهمة في ذاتها غير أخلاقية لدرجة لا يمكن للرأي العام الألماني أن يسكت عليها نحن نعيش هذه الأيام في ظروف قد تغير المجتمع العالمي إيجابياً أو سلبياً إلي الأبد والأمر في يدنا. أنا شخصياً وبعد أن تأكدت أن العنف مرفوض عالمياً من كل الأطراف المتنازعة سياسياً أشعر بتفاؤل حذر بالنسبة لمستقبل مصر والعالم. الحذر هنا منبعه الازدواجية في المعايير عندما يكون الغشاش شخصية مشهورة سواء كانت شهرة محلية أو شهرة عالمية. لقد تابعت لفترة ليست بالقصيرة تحركات شخصية علمية دأبت علي الغش المنظم معتمدة علي إمكانيات إعلامية عالمية كبيرة وهي بالتالي تعتمد علي استعداد غير عادي للنفاق طالما الشخصية لها من الشهرة ما يكفي خصوصاً إذا كانت الشهرة عالمية ومعضدة من سفارات كبري ودول كبري. أقول الآن إذا كان شباب وشيوخ 25 يناير جادين في رغبتهم في التغيير الجذري إلي الأفضل وأنا لا أشك في أنهم جادون في ذلك فيجب أن يعلموا أن الهروب إلي الأمام هي الصفة المشتركة بين كل غشاش في العالم في هذه الأيام. لقد رأيت بعيني أحد أشهر هؤلاء الغشاشين العالميين يستضاف في أحد أشهر البرامج المرئية بمعاونة مجموعة من مستشاريه الإعلاميين لتمثيل مسرحية هزلية تمثل الشعب الطيب والعالم معتمداً أن أحد لن يجرؤ علي فضحه وفضح ناشره وفضح من خلفه خصوصاً الذي ينتقد رؤساء جمهورية سابقين ويمتدح الشباب الذي هو في غني عن مديحه. صديقك هو من صدقك وليس من صدقك. أشعر أن علي أن أصدق أبنائي واخواني وأساتذتي في العالم كله الذين خاطروا بأنفسهم وبحياتهم في سبيل إيمانهم بينما كنت أجلس أنا أمام التليفزيون في منزلي في أمان. اليوم سوف أصدقهم وسوف أذكر اسم «مسيلمة الكذاب» ولكن لن يكون هذا علي صفحات الجرائد أو في الفضائيات إلا إذا أجبرت علي ذلك. سوف اسمي أسماء العلماء المذيعين في العالم كله رغم حملهم للألقاب والجوائز الرنانة ولكن عملاً بالقانون وعملاً بالأخلاق التي تعلمتها من والدي الرجل العسكري والضابط بالجيش المصري أقول سوف اسمي هؤلاء المزيفين في قاعة المحكمة وليس علي قارعة الطريق ورغم أنهم لايستحقون أكثر من قارعة الطريق في رأيي ولكن لن اسمح لنفسي مهما كنت متأكداً من عدالة ما أقول أن آخذ القانون في يدي أو أن أكون «خصماً وحكماً» القانون هو القانون وإلي أن يتغير القانون بصورة قانونية يجب أن احترم القانون حتي ولو لم أكن مقتنعاً به ولذلك سوف أصبر علي النفاق والغشاشين إلي أن أقابلهم في ساحة العدل والقانون لعلهم هم ودار نشرهم ورؤساء تحرير صحفهم وتليفزيوناتهم يفقهون. الكلام طبعاً عن جمهورية السند في الهند.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل