المحتوى الرئيسى

دعاء سلطان تكتب: الثورة تريد إسقاط الإعلاميين

02/21 20:29

الثورة لم تكتمل بعد.. ما معنى كلمة الثورة أصلا؟الثورة معناها القضاء على القديم بكل قيمه ورموزه ومطبليه ومنافقيه والمنتفعين من وجوده، من أجل بناء جديد لا يحتفظ من القديم إلا بأصالته وزخمه.هذا هو معنى الثورة كما هو مكتوب في التاريخ وكما هو مفهوم لكل ذي عقل.. ما المشكلة الآن؟!لا اعتقد ان ثورتنا قد اكتملت.مبدئيا.. حكومة النظام مازالت في مكانها.. تعين وتقيل وتتحكم.. ليس هذا موضوعي، فكتاب السياسة أولى بالكتابة عن هذا الأمر، لكن كيف نتصور أن الثورة قد قامت في مصر بينما أجد في اليوم التالي لانتصارنا باسقاط الرئيس المخلوع، سيد علي وهناء السمري على قناة المحور يحييان الثورة وينافقانها مثلما نافقا منذ دقائق النظام السابق؟!ثم بعدها بيوم واحد يخرج علينا خيري رمضان بكل ما يملكه من برودة مؤيدا للثورة المصرية بعد أن كان متخذا في اليوم السابق فقط موقفا مخزيا من الثورة ومن الشهداء وأهاليهم المحزونين.. أنا حقا مشفقة على أولاده الذين لا ذنب لهم في أن والدهم يملك هذا القدر من التلون والتغير.كيف يمكن أن أقول إن الثورة قد نجحت بينما مازالت منى الشاذلي تقدم حلقة عن الشرطة لتلميع جهاز أمن الدولة باستضافتها لثلاثة من الداخلية ومحام واحد، لم تستطع حتى أن تقف في وجههم ولديها حجة الشهداء القوية.. كيف تنجح ثورة مازال الإعلاميون القائمين في دولتها يتولون بمنتهى النشاط تلميع فلول النظام السابق؟!كيف يمكن أن تنجح ثورة يتحدث إعلامييها بلسان: "عفا الله عما سلف" و"رأيي خطأ يحتمل الصواب.. ورأيك صواب يحتمل الخطأ"، بينما دم الشهداء الذين سقطوا أمام أعينهم وأعيننا مازال ساخنا.. لا تسامح في الدم ولا خطأ في الحكم على القاتل يا سادة، وانتم بكلماتكم وبمساندتكم للنظام البائد مساهمين بقوة وشراسة في وقوع مزيد من الشهداء والجرحى.. الحياد في مواجهة القاتل هو مشاركة في جريمته.كيف تنجح ثورة مازال إعلاميوها يبحثون عن رمز يعبدونه.. الآن ينافقون الجيش، وينافقون الحكومة لحين إيجاد رمز يتعبدون في محرابه؟كيف تنجح ثورة نفوس إعلامييها مازالت غير حرة.. تنتظر التعليمات؟كيف تنجح ثورة يعتقد تامر أمين أنه سيكون مؤرخا لها كما كان مؤرخا لفساد النظام السابق؟كيف تنجح ثورة ومازال هؤلاء مستمرين كأن شيئا لم يكن؟ والله إني أشفق فعلا على أولادكم واتمنى أن تجدوا لهم أباء وأمهات آخرين ليربوهم على الكرامة وعزة النفس ونصرة المظلوم، لا على الخدمة في البيوت والانكسار أمام التعليمات ونفاق ذوي النفوذ والسلطة.كيف نثق في إعلامية زرفت دموعا حارة بعد خطاب مبارك الأول تعاطفا مع قاتل الشهداء وآخر كان قادرا على قمع كل معارضي السيد الرئيس، ثم بعدها بأيام صار الاثنين محاربين شرسين للرجل الذي كان ولي نعمتهم؟!لقد كونتم ثروات ضخمة من لعب دور المعارضين الخائبين لهذا النظام، فكافكم أرجوكم، واتركوا للشرفاء فرصة للظهور، فلم تكونوا شرفاء يوما، وإنما كنتم تلعبون دورا مساندا للنظام ومهاجما للحكومة.. كلكم كنتم تستأسدون على الحكومة ولا تقتربون بكلمة للنظام.. كفاكم ما جنيتموه من مكاسب، فهذه ليست مرحلتكم، وليس لكم دور فيها، ومن العار أن تحاربوا الآن أولياء نعمتكم.الثورة لن تنجح إلا بإسقاط فلول هذا النظام وإعلامييه بأكملهم.. لن تنجح إلا إذا قرر الشرفاء ألا يظهروا أو يتحاوروا أو يعطوا شرعية لأمثال هناء السمري وسيد علي وخيري رمضان وتامر أمين وعمرو أديب ورولا خرسا ومنى الشاذلي ولميس الحديدي وعمرو الليثي وغيرهم.. هؤلاء هم من شوهوا الوعي المصري بثقافتهم المحدودة وتلقيهم واستجابتهم للتعليمات كأحسن ما تكون الاستجابة.. هؤلاء مازالوا يلعبون في عقول المصريين، ومازلوا يتلقون التعليمات من فلول النظام الذي ينتمون إليه، ولن تنجح ثورة إلا بعد إقصائهم جميعا، فالثورة على النفاق الآن لابد أن تكون أقوى من الثورة على النظام الذي سانده المنافقون.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل