المحتوى الرئيسى

ليبيا على شفا جرف عميق بقلم: زياد ابوشاويش

02/21 19:30

ليبيا على شفا جرف عميق القذافي الابن يصب الزيت على النار!! بقلم: زياد ابوشاويش متأخراً كالعادة أطل النظام الليبي على الشعب عبر ممثله السيد سيف الإسلام معمر القذافي بعد منتصف ليلة الاثنين ليضع الليبيين أمام خيارين لا ثالث لهما على حد قوله، فإما التفاهم على تغييرات وإصلاح حدده الشاب في عدة نقاط لخصها بالانتقال للجماهيرية الثانية عبر وضع دستور للبلاد وإعادة الحكم المحلي والمحافظات وتخفيف الحكم المركزي إلى آخر ما هناك من إصلاحات يرى أنها أقرت من جانب والده وما يمثل ولم تأخذ فرصتها في التنفيذ بسبب مداهمة الأحداث، وأن المؤتمر الشعبي العام مدعو للاجتماع للموافقة عليها خلال مدة نتفق عليها، أو تكون بلاده ليبيا أمام خيار الدمار والحرب الأهلية ومجموعة من الاحتمالات المرعبة تحدث فيها بإسهاب ينم عن ارتباك وعدم تركيز حيث قال أن التقسيم سيقع وأن التدخل الغربي محتم إن استمرت الانتفاضة، كما بشر الناس بالعودة لأيام الفقر وأنهم لن يجدوا قوت يومهم، ووصل به الأمر حد الإعلان عن فوضى عارمة ستدوم في بلاده أربعين عاماً وبعودة الاستعمار الأجنبي. الحديث المعهود عن البلطجية ومتعاطي المخدرات والسكارى كرره السيد سيف الإسلام بطريقة ملفتة ولا تنم عن وعي لخطورة وصف الثائرين على حكم أسرته بهكذا أوصاف بعد سقوط مئات الشهداء منهم، وأعاد الكلام الممجوج عن مؤامرات خارجية عربية وأجنبية، ووصل به الحال تسمية جنسيات عربية بعينها في محاولة لحرف المشكلة عن سكتها باعتبارها ثورة شعب ضد الظلم وضد التمييز. إن أخطر ما تحدث به القذافي الابن هو تصوير العرب باعتبارهم أعداء يتربصون بليبيا لتقاسمها مع البلطجية والأفاقين وتقاسم نفطها وخيراتها دون أن يرف له جفن وقد كرر ذلك أكثر من مرة. إن التحريض الذي مارسه سيف الإسلام الذي لا صفة رسمية له والذي يشير حديثه باسم الحكومة الليبية والجيش الليبي إلى صدق ما تقوله بعض المعارضة بأن ليس هناك أصلاً نظام في ليبيا، قلنا إن التحريض الذي مارسه هذا الشاب يدل دلالة قاطعة على وجود توجه لديه ولدى والده للاستعانة بالأجانب في حسم ما أسماه الابن معركة بقاء ليبيا، هؤلاء الأجانب من الأفارقة الذين أطلقهم منذ بدء الانتفاضة في المنطقة الشرقية لترويع الناس وذبحهم. لغة التهويل والتخويف التي استخدمها القذافي في كلمته للشعب الليبي والتي حرص أن يحكيها باللهجة العامية كانت مليئة بالاستعلاء وعدم فهم ما يجري، ولو نزل سيف الإسلام لشوارع طرابلس لرأى ما يخفف من غلوائه ولهجته التهديدية. إن أي عاقل ما كان يمكن أن يلقى خطاباً بهذه الصيغة المتناقضة والمذعورة ولا بهذا المضمون الجنوني والذي يضرب شمالاً ويميناً دون إدراك لمعاني الكلمات أو مراميها. لقد توقعنا على ضوء ما سمعناه عن الرجل خطاباً عاقلاً واضحاً يتفهم ألم الليبيين ومكمن انزعاجهم من حكم العشيرة والعائلة وانعدام الحرية وانتشار الفساد، خطاباً يقر بالحاجة لتغيير جذري يطول كل مفاصل الدولة والطبقة الحاكمة كما يبشر بحل يعيد إلى الشعب سلطته الحقيقية ويعطيه الحق في اختيار من يحكم بلده وليس خطاباً يدل على رعونة وعدم تبصر وعنجهية. كنا نتمنى أن يخرج العقيد معمر القذافي الرجل المثقف صاحب الخبرة والتاريخ الثوري ليلقي الكلمة الحاسمة حول رحيله عن الحكم وتسليم السلطة بشكل فوري لممثلي الشعب ومن يختاره عبر انتخابات حرة نزيهة وديمقراطية، كما كنا ننتظر أن يحدثنا الأب وليس الابن عن مستقبل يحمل العدالة للشعب الليبي، خطاب يدل على فهم عميق من مفجر ثورة الفاتح من سبتمبر، الذي كان ذات يوم أمل هذه الأمة في وحدة عربية ليتحول بعد مدة وبعد تهديدات أمريكية لسلطته وضياع ملكه إلى رئيس ينفذ أجندة أمريكا وإملاءاتها مع الأسف. انتظرنا حلاً يجنب الليبيين حماماً من الدم والتشظي الجغرافي والفقر وعودة الاستعمار، ليخرج علينا السيد سيف الإسلام القذافي بخطاب يفتح أبواب الجحيم أمام الليبيين وينذرهم بخراب عظيم. إن من سمح لهذا الشاب بالحديث عن النظام والحكومة سيتحمل أمام الله والناس والتاريخ كافة النتائج المرعبة والمدمرة لهذا الخطاب الذي خلط الحابل بالنابل ولا يمكن وصفه سوى بالخبط العشوائي وقد زاد الطين بلة، متمنين أن لا يكون فيما قال معبراً عن والده الذي ما زال يمكنه إصلاح الحال وتهدئة الأمور إن تخلى عن أحلامه وعن ألقابه المضحكة كلقب "ملك ملوك إفريقيا"، كما عن تمكين أولاده وأقربائه من حكم البلد كما هو واقع الحال اليوم. إننا ننتظر قراراً شجاعاً من العقيد القذافي الذي تعودنا منه الجرأة والمبادرة لحماية الجماهيرية العربية وشعبها العربي الشقيق، وأن يكف يد معاونيه من العائلة وألسنتهم عن مخاطبة الشعب مطلقا وأن يقوم هو شخصياً بالإعلان عن تغييرات تصبح متأخرة لو تحدث فيها غداً كما فعل بن علي ومبارك من قبل، كما ننتظر منه وقف استخدام الجيش في قمع المتظاهرين والمنتفضين وإلا تحول مفجر عصر الجماهير إلى قاتل لهذه الجماهير والأمر هنا ذو دلالات كبيرة. الأمة العربية تضع يدها على قلبها خوفاً على ليبيا ولا تتمنى لها ولشعبها إلا الخير والسلام والقذافي نصب نفسه قائداً لهذه الأمة ذات يوم ووجد الملايين من الموافقين على قيادته لها وقد حان الوقت كي يستعيد بعض هذا الحب وهذه الثقة بالحفاظ على وحدة بلده وأمن شعبه. نحن ندعوه كي لا يخذلنا، ندعوه كي يحفظ صلاته الحقيقية مع عروبته وأمته وأن يكف ألسنة السوء من مقربيه عن العرب المتواجدين في ليبيا لأن الأغلبية لا تؤخذ بجريرة أفراد حتى لو كانوا مدانين وثبت جرمهم. وأخيراً ندعو الله أن يحفظ ليبيا وشعبها الشقيق. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل