المحتوى الرئيسى

هرمنا.. هرمنا..ونحن ننتظر هذه اللحظة..!!بقلم:طلال قديح

02/21 17:38

هرمنا.. هرمنا..ونحن ننتظر هذه اللحظة..!! طلال قديح * من تونس الخضراء ، لكنه رجل اشتعل رأسه شيبا، وغارت عيناه ، وذبلت وجنتاه، وخارت قواه، وثقلت خطاه..ومع هذا كله لم ييأس ولم تفتر إرادته ، وظل يمنّي نفسه بأن الفجر آت..آت مهما اشتد الظلام .. ظل الأمل يضيء له الطريق ويشحذ عزيمته مذكرا بأنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.. وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل..!! هرمنا .. هرمنا.. صرخ بأعلى صوته بهذه الكلمات -وهو يتحسس براحة يده شيب رأسه- لتخرج من نفس موجوعة أضناها الظلم وهدها الفقر والجوع فتنطلق صادقة إلى عنان السماء وتطغى على كل ما عداها من صرخات وشعارات فتلامس القلوب وتحرك المشاعر والأحاسيس فتبكي العيون دمعا مدرارا تفاعلا مع هذا الشيخ الذي تاقت نفسه كثيرا للحرية وحلم بغد مشرق وضّاء يوفر للأجيال حياة حرة كريمة مستقرة. كانت صرخته أعلى وأبلغ من كل ما عداها من الصرخات والشعارات وهي أكثر من أن تعد أو تحصى..لا لشيء إلا لأنها خرجت من قلب أرهقه الهم والغم ومن نفس مكلومة طفح بها الكيل وفاض. وكانت صادقة صدق مشاعره مرهفة رهافة حسه ومن هنا تجاوب معها كل من سمعها وزفرت نفسه بآهات وآهات حرقة وألما.. سمعناها وزادتنا ألما وضاعفت من أحزاننا وهي بلا حدود. عالمنا العربي مثقل بالهموم مليء بالمعضلات .. وكأنه كتب على أبنائه إلا أن يعيشوا يحلمون وهم يمنون أنفسهم بواقع مختلف لعلهم يتذوقون فيه حلاوة الحياة الهانئة كبقية الشعوب..!! إن الأعداء والطامعين في خيراته وثرواته لا ينفكون عن زرع كل أسباب الفتن والخلاف لتظل لهم اليد العليا ويبقى العرب منقسمين لا يجمعهم ودّ ولا وئام. إن العرب متى توحدت جهودهم وكلمتهم قادرون على صنع المعجزات.. فلديهم الموقع الاستراتيجي والثروات الهائلة والعقول النيرة والخبرات العلمية ما يمكنهم من منافسة الأمم الأخرى في كل المجالات .. إن العلماء العرب في ديار الغرب أكثر من أن يعدوا ، وإسهاماتهم العلمية والاقتصادية يقر بها العالم أجمع. فهلا أتيح لنا كأمة أن نعود سادة أقوياء كما كان أجدادنا في دمشق وبغداد والقاهرة والأندلس.. ربّ صرخة واحدة تغيّر التاريخ والجغرافيا.. وامعتصماه !! دفعت المعتصم ليفتح عمورية من بلاد الروم فينبلج فجر جديد مليء بالعزة والأنفة.. نحن أحوج ما نكون إلى هؤلاء الرجال الذين نباهي بهم ونفخر.. ونعتز بأنهم أجدادنا الغر الميامين.. وأمة العرب أمة ولادة ومنجبة للأبطال .. وستجد أبناءها عند حسن ظنها ينطلقون انطلاق المارد من قمقمه متحدّين كل الحواجز والصعاب بهمتهم القصعاء ونفوسهم الشمّاء وطموحاتهم التي يضيق عنها الفضاء. أيها الشيخ التونسي الجليل لن تذهب صرخاتك هدرا وسيسمعها بطل عربي لينتفض قائلا: لبيك .. لبيك يا أخا العرب.. فلا تقنط أبدا وستقر عينك، ويهدأ روعك وتعود الابتسامة إلى شفتيك بعد طول غياب..أبشر..أبشر. • كاتب فلسطيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل