المحتوى الرئيسى

باحث ألماني يتنبأ بتأثير ثورة مصر

02/21 13:16

الباحث الألماني أكد أن ثورة مصر ستقوض الأنظمة المماثلة في كل الدول العربية (الجزيرة نت)خالد شمت-برلين  أكد الأكاديمي الألماني البارز البروفيسور أودو شتاينباخ أن نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك ونظامه سيؤثر بشكل كبير على مصر ومحيطها، كما توقع أن تراجع الدول الغربية موقفها من بعض القوى وفي مقدمتها الإخوان المسلمون. وفي مقابلة مع الجزيرة نت، اعتبر شتاينباخ الذي يرأس مركز آسيا وأفريقيا بجامعة ماربورغ الألمانية، أن الثورة المصرية أفضت تلقائيا إلى تقويض بنيان الدولة التي نشأت في البلاد بعد 23 يوليو/تموز 1952، متوقعا أن تؤسس الثورة في النهاية لدولة جديدة تحل مكان نظام يوليو/تموز. وأضاف شتاينباخ أن هذه الثورة "أحدثت تغييرا جذريا سيؤدي إلي إهالة التراب خلال فترة وجيزة على كل الأنظمة المماثلة للنظام المصري السابق، وإنهاء الدور السياسي للجيش في كل الدول العربية".ونوه الباحث الألماني إلى أن "مبارك الذي أظهر جهله بأهمية ومكانة البلد الذي حكمه لثلاثين عاما، هو المسؤول عن تهميش الدور المصري الذي فشلت دول عربية وإقليمية في القيام به"، متوقعا أن "تنشغل مصر في المرحلة المقبلة بأوضاعها الداخلية التي ستشهد تجاذبات بين القوى السياسية والفكرية المختلفة، لكنها ستسعى لاحقا لاستعادة دورها المؤثر وأهميتها الجيوإستراتيجية اللذين فقدتهما طوال حكم الرئيس المخلوع". "أرجع شتاينباخ تردد الدول الغربية في اتخاذ موقف واضح من ثورتي تونس ومصر وتمسكها برئيسي البلدين المخلوعين حتى النهاية، إلى الدور الذي أداه بن علي ومبارك في حماية مصالح الغرب وخدمة اهتماماته الأمنية "تردد الغربوقال الباحث الألماني إن مصر حتى لو أصبحت دولة ديمقراطية حقيقية فلن تصبح شريكا للغرب إلا إذا كانت مستقرة، وأشار إلى أن الدول الغربية ستبقى طويلا مترددة في موقفها من دعم عملية التحول الديمقراطي بمصر، لافتا إلى اتفاق الأميركيين والأوروبيين في اعتبار الديمقراطية بالدول العربية عاملا مساعدا لوصول الحركات الإسلامية للسلطة وسيطرة القوى الشعبية.وأرجع شتاينباخ تردد الدول الغربية في اتخاذ موقف واضح من ثورتي تونس ومصر وتمسكها برئيسي البلدين المخلوعين حتى النهاية، إلى "الدور الذي أداه بن علي ومبارك في حماية مصالح الغرب وخدمة اهتماماته الأمنية في المنطقة، وتعاون هذين الرئيسين السابقين في منع وصول الإسلاميين إلى السلطة".وأشار إلى أن حكام الدول العربية المتوسطية المغضوب عليهم من شعوبهم شكلوا جدار حماية حال دون قدوم أعداد كبيرة من المهاجرين العرب إلى الشواطئ الأوروبية، ونوه إلى أن تدفق آلاف التونسيين حاليا إلى إيطاليا مثّل كابوسا مزعجا تخوفت أوروبا من حدوثه إذا انهارت الأنظمة الحليفة لها على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط.ولفت إلى أن "رعب الأوروبيين في الماضي من طوفان الهجرة العربية لم يجعلهم يبذلون أي جهد لحث حلفائهم القادة العرب على التجاوب مع تطلعات شعوبهم للتغيير والتعددية".الإخوان وحماسمن جهة أخرى، اعتبر الباحث الألماني أن مخاوف حكومات أوروبا وأميركا في الماضي من جماعة الإخوان المسلمين المصرية لم تكن مبررة بأي حال، وقال إن الغرب رسم لنفسه صورة هلامية مفزعة عن الإخوان، دون أن يكون له أي معرفة بهذه الجماعة ولا بكيفية تجذرها في المجتمع المصري، أو بدورها الاجتماعي والخيري المؤثر داخل الأوساط الشعبية المصرية.وأضاف "سعت الدول الغربية باستمرار لجعل الإخوان مرادفا لتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، وربطت الجماعة بالدولة الدينية في إيران، وكل هذا دلل على أن تصورات الغرب للإخوان بعيدة عن الواقع ومختلقة بمساعدة حسني مبارك وأمثاله".واعتبر شتاينباخ أن الغرب إذا أراد أن تكون له مصداقية في العالم العربي "فعليه الاعتراف بدور الإخوان المسلمين والحوار معهم وتقبل دمجهم كقوة سياسية في مسار التحول الديمقراطي المصري"، مؤكدا أن هذا الحوار سيزيل كثيرا من التصورات السلبية التي رسمها الغرب لنفسه بلا حق عن هذه الجماعة.وتوقع أن يشمل تقارب الغرب مع جماعة الإخوان المسلمين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وأشار إلى أن الدول الغربية أدركت الآن أنها وقعت في خطأ فادح عندما رفضت عام 2006 القبول بانتخاب الفلسطينيين حماس.الثورة وإسرائيلورأى الأكاديمي الألماني أن الثورة المصرية ستسهم في تزايد الضغوط على إسرائيل للبدء في عملية تسوية شاملة مع الفلسطينيين، وأوضح أن مصر الجديدة ستتمسك باتفاقيات السلام مع الدولة العبرية لارتباط هذه الاتفاقيات بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية القادمة من الغرب، مشيرا في المقابل إلى أن "أي حكومة ديمقراطية جديدة ينتخبها المصريون أو الفلسطينيون أو التونسيون لن تتحمل الاحتلال الإسرائيلي  للأراضي الفلسطينية طويلا، وستسعى لإزالته والضغط على تل أبيب للشروع في مفاوضات الحل النهائي".وخلص البروفيسور شتاينباخ إلى أن بقاء السياسة الإسرائيلية على ما هي عليه سيدفع نظام الحكم الديمقراطي الجديد في القاهرة يوما ما وفي ظرف استثنائي لإلغاء اتفاقيات السلام مع إسرائيل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل