.. ورزقي علي اللهشباب الثورة علي طائرة الرئيس
قلبي مع شباب الثورة.. قلبوا النظام وخلعوا الرئيس وأثبتوا أنهم طاقة جبارة لا تحدها حدود ولا توقفها قوة، وبعد كل ما قدموه أشعر أنهم يعيشون الآن حالة من التوهان.. وللحقيقة أقول أنهم ليسوا السبب في هذه الحالة، ولكن نحن الذين لم نستطع تقديم رؤي وأفكار لاستثمار طاقاتهم الجبارة.. رؤي وأفكار تتفق مع حجم ما قدموه من عملية إنقاذ لوطن عاش حالة اختطاف من قراصنة لا أدري من أي كوكب جاءوا وهبطوا علي أرض مصر الطيبة وشعبها الطيب لينهبوا ويسلبوا ويتحكموا في مقدراته!كثير من هؤلاء الشباب علي مستوي متميز من العلم والثقافة، ويملكون القدرة علي التخاطب والتفاهم والتحاور.. لذلك فإنني أقترح علي من بيده قيادة دفة البلاد أن يسارع باستثمار هذه الطاقة للمساعدة في تعجيل إصلاح ما يمكن أن تكون حركة الاصلاح الثورية قد تسببت في حدوثه - دون عمد أو قصد سئ - من تعطيل لعجلة الانتاج وخروج بعض الاستثمارات وتقهقر لحركة السياحة.الطريق إلي تحقيق ذلك يمكن أن يتم عن طريق اختيار النماذج المتميزة من شباب الثورة، وتنظيم برنامج خاص لهم من خلال رحلة يطوفون فيها حول العالم، ليلتقوا بصفوة رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب وممثلي الوكالات السياحية، وينقلوا لهم صورة مصر الجديدة بعد الثورة، ليشرحوا كيف أن المجال متاح ومهيأ الآن بشكل أفضل مئات المرات عما كان من قبل، للعودة إلي مصر وضخ المليارات في جو أكثر أمانا واستقرارا وشفافية، في مناخ تظله حرية وديمقراطية بلا حدود.هؤلاء الشباب الطموحون إلي مصر العظمي، هم الآن الواجهة الشريفة الطاهرة النقية، التي يمكن أن تتحدث بالصدق ويستقبل كلامها باحترام من قبل رجال الأعمال والساسة علي مستوي العالم.. هؤلاء السفراء المشرّفون ستكون رسالتهم واضحة: نحن طمحنا إلي الحرية حتي تحققت ودفع وطننا مقابل ذلك ثمنا باهظا.. نحن لم نأت إليكم لنستجديكم أو أن نطلب معونة، ولكن ندعوكم لتعودوا مطمئنين الي بلادنا، وسنكون الضمانة لأمن وسلامة استثماراتكم.في إطار فكرتي المتواضعة أقترح علي أولي الأمر أن تكون أكبر طائرة من طائرات الرئاسة هي الطائر الميمون الذي يطير بشباب الثورة حول العالم.. وأقترح أن يزين جسم الطائرة بصور الجماهير العظيمة التي ثارت واحتشدت في الميدان، وصور الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن.. لو حدث مثل هذا الأمر فسوف يشعر العالم أجمع كيف تقدر الدولة أبناءها المخلصين، وسيدرك أيضا المستوي الراقي والمتفتح الذي تدار به مصر الآن.ثورة شباب مصر التي بهرت العالم يجب تسويقها لكل شباب وشعوب الدنيا، بل إن أفكارا اقتصادية كثيرة يمكن أن تكون مفتاح تشغيل مصانع بأكملها، وتوفر فرص عمل وتحقق مكاسب بالمليارات إذا أحسنا استثمار الطاقة الجبارة والعقلية الراقية التي كشفت عن نفسها، وفوق كل ذلك فإن شباب الثورة يمكن أن يضيف الكثير والكثير الذي يمكن أن يزيد الفكرة ثراء.يا ناس.. انتهي عصر التفكير البطئ الممل.. انتهي عصر الأفكار العقيمة.. كونوا علي مستوي الحدث.. كونوا علي قدر طموح هذا الجيل المخلص المحترم.
Comments