بالمنطقالثورات لا يمكن سرقتها وأبناؤها هم وحدهم نجومها!
تصورت أنني أغفلت، أو أن الصورة لم تكن كاملة ولا واضحة، ففي يوم الجمعة الماضي كانت عيون العالم كله تتركز فوق بقعة معينة وواحدة من هذا الكوكب الذي يعيش فيه الجميع.. بقعة واحدة في قلب القاهرة اسمها كما أصبح العالم يعرف الآن ميدان التحرير!! أما ما تصورته أو أغفلت رؤيته فيتلخص في أن المنصة التي أقيمت في وسط هذا الميدان، كانت تضم بالطبع الشيخ القرضاوي ووجوها كثيرة لا أعرفها، بحثت بينها عن وجوه شباب الثورة، وتصورت ان التغطية التليفزيونية لم تكن دقيقة، أو كاملة، فمن غير المعقول ان يتم هذا الاحتفال دون أن يقتصر فقط علي الشباب الذين صنعوه!! أما الاحتمال الثاني الذي طرأ علي ذهني فقد تصورت خلاله ان التواضع الشديد، والبعد عن الأضواء، هما السبب وراء عدم وجود هؤلاء الشبان وحدهم فوق المنصة الرئيسية للاحتفال الذي خطف أبصار العالم أجمع!وبالأمس فوجئت بقصة خبرية في جريدة الأهرام كتبها الزميل ماهر مقلد، وأكد خلالها ان الناشط وائل غنيم حاول صعود المنصة لالقاء كلمة باسم شباب ثورة ٥٢ يناير ولكن »الحراس« منعوا صعوده بعد ان اعترض أحدهم طريقه ومنعوه من الصعود في محاولة لتهميش دوره ودور شباب ٥2 يناير الأمر الذي أثار حفيظة الشباب علي الرغم من التزام غالبية رموز الثورة الصمت علي كل ما يجري من أحداث، وأكد أحد النشطاء المقربين من وائل غنيم هذه الواقعة، وقال ان هناك بالفعل حراس كانوا يتحكمون في المنصة، ورفضوا صعود وائل الذي فوجئ بمنعه واضطر إلي الانصراف سريعا، وأكد الناشط الذي أصيب في وجهه خلال تلك الأحداث باصابة بالغة، أن الموقف تحت الدراسة، ونحن لا نريد الكشف الآن عن التفاصيل، وطلب عدم ذكر اسمه كان هذا نص ما نشرته صحيفة الأهرام، وأتصور أن ما تشير إليه من دلالات ينبغي الالتفات إليها جيدا وتماما.. فالثورات لا تسرق أبدا، وأبناؤها هم وحدهم نجومها وأبطالها، وعلي الدخلاء أن يمتنعوا.. دخلاء تستروا من قبل وراء شعارات و»ايديولوجيات« فاشلة، وآخرون التحفوا بشعارات دينية لم تكن أبدا صادقة، ولا مخلصة.
Comments