المحتوى الرئيسى

مسيرة رد الجميل تطالب باحترام (الكبير)

02/20 14:31

 «اصحى، فوق، مبارك هو أبوك».الهتاف ردده ما يقارب ألفى متظاهر أمام جامع مصطفى محمود من المنضمين لمسيرة «رد الجميل..إحنا آسفين يا ريس» المؤيدة لمواقف الرئيس المتنحى حسنى مبارك. وقفت سناء، 40 سنة، فى وسط الجموع تردد الهتاف وتحمل علم مصر، وتبكى بحرقة شديدة على الرئيس السابق. «أنا جاية من المنصورة مخصوص علشان أشارك فى المسيرة»، تقول سناء التى تعمل بمحل للأدوات المكتبية. «إحنا اتعودنا واتربينا على احترام الكبير، والرجل مهما عمل لازم نسامحه ونقدره، ده فى سن والدى»، تقول سناء، التى تعبر بكلماتها عن موقف أغلب المتظاهرين. «حتى لو مبارك معملش أى حاجة حلوة، لازم نحبه، ده ريسنا ولازم نحترمه وحيفضل جوة قلوبنا»، كما تقول سوزان فاضل، الموظفة بإحدى محاكم القاهرة، وتكمل حديثها بأن «دا إنسان، وطبيعى أى إنسان يغلط، وإحنا مسامحينه لو كان قصر فى حاجة». المفارقة أن الغالبية العظمى من المتظاهرين أكدوا تأييدهم لتغيير حكومة مبارك، وجزء كبير منهم يرفض مبارك نفسه، لكن هدفهم من التظاهر هو الإصرار على ضرورة احترام الكبير، وضرورة احترام الأب، وأهمية التزام الأدب أثناء الحديث عن رمز الدولة، كما أن الجميع رفض التعليق على ما تنشره الصحف الآن من أخبار الفساد غير المسبوق فى عهد الرئيس، ولا رده على مطالب ميدان التحرير العادلة بطلعة من طائرات إف 16 للترويع.رئيس الجمهورية ما هو إلا موظف يختاره الشعب لأداء مهمات محددة، ويملك هذا الشعب محاسبته أو حتى خلعه من منصبه، «لكن 5 آلاف عام من الانصياع للفرعون، قد خلقت ثقافة سياسية مدمرة تخلط بين المساحات، وتزيل الحواجز بين الرئيس والإله»، والحديث للدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى. التراث الفرعونى رسخ لفكرة الحاكم الذى يختاره الإله ويعبده الشعب، واستمرت الفكرة بتنويعات مختلفة على مر تاريخ مصر، مثل البطريرك المطاع فى الديانة المسيحية، والشيخ الذى يقدسه مريدوه فى المذهب الصوفى الإسلامى. شكاوى الفلاح الفصيح فى التراث الفرعونى، هى نموذج لعلاقة الشعب المصرى بحاكمه على مر العصور، فى رأى الدكتور عبدالله. فالفلاح لا يحاول مثلا محاسبة الفرعون، أو اتهامه بالظلم، أو التصريح بأنه لا يستحق منصبه، «لكنه يعامله كأب أو إله، يشكو إليه المظالم، ويستجدى عطفه، ويطلب منه الرحمة والعطف». المشاركون فى مظاهرات تأييد مبارك، فى رأى الدكتور أحمد عبدالله، يخافون التغيير، «لأنهم كانوا متفرجين فى عهد مبارك، وسيظلون متفرجين فى عهد من يأتى بعده»، يشاهدون تصرفات الرئيس، وربما يقيمونها أو ينتقدونها، لكنهم لا يتحملون مسئولية تغييرها. «ما فعله الشعب المصرى، أو جزء منه، هو أنه قد تحدى تقاليد آلاف السنين، وقرر أخيرا محاسبة الفرعون وخلعه»، كما يقول الدكتور عبدالله. التحدى الحقيقى الآن، والحديث مازال للدكتور عبدالله، هو أن يختار المصريون رئيسا جديدا يتولى مهام منصبه تحت رقابة وسلطة الشعب، «فنحن لا نريد قائدا ملهما، أو بطريركا جديدا، أو أبا عجوزا، بل شخصا ذا كفاءة يتحمل المسئولية». يرتفع الهتاف مرة أخرى «بالروح بالدم، نفديك يا مبارك»، وترفع امرأة منتقبة لافتة تقول «الثورة تنجح بالأدب، وليس بقلة الأدب».المظاهرة التى التأمت على صفحات فيس بوك وعدت بخروج 40 ألف «وفىّ» لمبارك، لم يظهر منهم فى الميدان أكثر من ألفين فى ذروة المظاهرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل