محمد سيف الدولة يكتب: تنظيم الناس هو الأهم الآن
هذه دعوة لكل الناس في بر مصر أن يبدءوا فورًا في بناء وتأسيس لجان ومجالس شعبية لإدارة ثورتهم وتجسيدها في سيادة شعبية فعلية على أرض الواقع. إنها ذات الفكرة التي أبدعها الناس أنفسهم بشكلٍ عفوي وتلقائي أثناء الثورة، وحققوا بها نجاحاتٍ مبهرة، سواء في اللجان الشعبية لحفظ الأمن أو في إدارة ميدان التحرير في أوقات الحرب والسلم، والآن يتوجب تعميمها في كل مكان وفي كل مجال.***** وهذه يمكننا أن نطهرها ونفعل أدوارها، ونعيد تأسيسها على أسس شعبية مستقلة، لكي تشارك في عملية البناء المشترك للنظام الجديد الذي نريده.*****- لجان شعبية للشوارع والأحياء والقرى، ليس فقط في مجال حفظ الأمن، وإنما في كل المجالات.- مجالس شعبية لعمال المصانع.- اتحادات للفلاحين.- نقابات مستقلة لكل مَن ليس له نقابة.- لجان لمكافحة الظلم والفساد والاستبداد في كل المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة.- وفي المساجد، يجب أن نعيد لصلاة الجمعة وخطبتها دورها الأصيل كمؤتمرٍ جماهيري أسبوعي يلتقي فيه المصلون بصفتهم مواطنون وجيران ليتشاوروا في شئونهم المشتركة.- ونفس الأمر ينطبق على الكنائس في أيام الآحاد.- وبعد أداء طقوس الصلاة نقوم باستضافة بعضنا بعضًا، مرةً في هذا المسجد والتالية في تلك الكنيسة.- ويمكننا أن نحوِّل مراكز الشباب المنتشرة على امتداد الجمهورية إلى مؤسسات شعبية تضمُّ كل الشباب والأهالي في الأحياء والقرى المختلفة.- والطلاب في الجامعات وفي المدارس، من السهل أن ينظموا أنفسهم من خلال اتحاداتهم المستقلة، ومن خلال أية لجان أو تشكيلات نوعية يرغبون فيها، خاصةً بعد سقوط حرس الجامعة، وتحررنا جميعًا من اعتداءات أجهزة الأمن وجبروته. وغيرها الكثير والكثير؛ بحيث في النهاية يكون كل منا عضو في كيانٍ شعبي منظم ومستقل، له رأي فيما يدور حوله، وفيما يجب أن يتم، ولا يهم بعد ذلك الأسماء التي نُطلقها عليها: لجان، مجالس، جمعيات، اتحادات، نقابات.. المهم أن تكون شعبية.*****- الحفاظ على زخم الثورة وتواصلها، فمن الخطورة بمكان أن نترك جماهير الثورة تعود لمنازلها؛ لتراقب في صمتٍ تطور الأحداث، وتنتظر الفرج، وأن نتركها بلا مهماتٍ يومية تنمي من وعيها وتُحافظ على روحها الثورية، وتثبت من عزائمها.- المشاركة الشعبية الكاملة في الحفاظ على منجزات الثورة، والمشاركة في استكمال مهامها ومطالبها، والرقابة على مجريات الأمور في الفترة الانتقالية وما بعدها.- تحويل قوة الشعب العفوية والتلقائية إلى قوى منظمة دائمة جاهزة ومستعدة.- تنظيم وإدارة وبلورة الحوار المجتمعي، داخل كل وحدة شعبية، حول الاحتياجات والمشكلات المشتركة للناس، والحلول المقترحة، وطرق وأدوات التنفيذ.- ثم تنظيم وإدارة وتطوير وتصعيد ذات الحوار بين كل الوحدات الشعبية وبعضها البعض.- تكوين مرجعية شعبية حقيقية لكل السياسات والقرارات الجديدة.- بالإضافة إلى أنها ستكون فرصة لإعادة اللحمة بين القيادات الطبيعية والسياسية وبين الجماهير، بعد عصور من المنع والحظر والتجريم.- وفرصة أيضًا لتوظيف كل الطاقات والإمكانات في مكانها الطبيعي بين الجماهير، بدلاً من تبديدها في حوارات نخبوية لا طائلَ ورائها.*****ولن تكون هذه التنظيمات الشعبية بديلاً عن القوى السياسية ولجان الثورة المتعددة وجهودها الضرورية الدائرة الآن على قدمٍ وساق، لصياغة وإدارة ورقابة المرحلة الانتقالية، بل ستكون بوصلة لها فيما تتخذه من مواقف وسياسات، وظهرًا وحصنًا لها في مواجهة أي انحرافاتٍ أو التفافات.***** كانت تحرمها علينا، وتتيحها بأوسع السبل لأنصار النظام الساقط من الحكام والساسة ورجال الأعمال. وهو ما تسبب في خلل كبير في موازين القوى، وفي تأخُّر ثورتنا ثلاثة عقود كاملة *****والآن بعد ان استعدنا حريتنا، يجب أن تكون مهمتنا الأولى هو بناء تنظيماتنا الشعبية المستقلة، في كل شبر من أرض مصر. ودون ذلك، فإن كل ما حققناه حتى الآن وكل ما يمكن أن نحققه، يمكن أن يسرق منا في لحظات.والله ولي التوفيق-------------* [email protected]
Comments