»الحرامية« بيتحسبوا
آسف لكتابة هذا اللفظ »حرامية«.. ولكن لا معني اطلاقا لما دار من حديث بين الوزير المخلوغ أنس الفقي والمذيع »الألمعي« محمود سعد علي الهواء مباشرة وعلي التليفزيون الحكومي وبعد الثورة عندما تحاسبا علنا وتبادلا الاتهامات وهما الاثنان اللذان كانا يتعاونا حتي الأمس القريب في خداع ٠٨ مليون إنسان.. الحديث الذي دار بينهما في حضور الإعلامي »الفلتة« المناوي لا يمكن وصفه إلا بأنه: »وصلة ردح« لا يمكن تصوره في أي مكان إلا في مغارة حرامية بدأوا في محاسبة بعضهم البعض.. هل صحيح أن محمود سعد يتقاضي ٧ ملايين جنيه في السنة أي ٠٠٦ ألف جنيه في الشهر وإذا كان يظهر علي الشاشة ٥١ ساعة في الشهر فإن هذا يعني ان ساعته علي شاشة الحكومة التي تدعي »الشحاتة« ب٠٤ ألف جنيه مصري.. الساعة الواحدة ب٠٤ ألف جنيه يا شعب مصر!!.. إذا كان هذا هو أجر محمود سعد الذي عمل سنوات تحت قيادة الفقي.. فكم يأخذ الفقي نفسه؟ الفقي الذي قال بلسانه علي التليفزيون الحكومي انه مستعد أن يكشف عن ثروته وأن يحاسب وأن يعاقب إذا ثبت ادانته.السؤال الذي يجب أن يجيب عليه محمود سعد وكذا أنس الفقي وكل المسئولين في الحكومة المخلوعة وأولهم يوسف بطرس غالي هو هل يعرفوا أنهم يتقاضون رواتبهم من الاعلانات. هل يعرفون أن فلوس الاعلانات تخصم من الضرائب علي الشركات التي تضع قيمة الاعلان علي السلعة التي يدفع ثمتها الشعب الفقير؟.. الأستاذ محمود سعد ومعه الفقي الذي طالما جلس وبكي ليشحت من الناس لكي يجمع ٠٠١ ألف جنيه لكي يعالج طفلا.. ظل سنوات يؤيد ماما سوزان ويتكلم بلسانها لكي يشحت لبناء مستشفي ٧٥٣٧٥.. إذا كانت الشحاتة بهذا الشكل.. فلماذا لم يدفع سعد والفقي والمناوي وخيري ولو مليونا واحدا لبناء مستوصف واحد!.. وصلة الردح علي تليفزيون الدولة لم تكن سوي تصفية حسابات بين أشخاص أسنانهم مازالت تنزف بدماء فقراء الشعب من مرضي الكبد والسرطان والفشل الكلوي.. وصلة الردح ما هي إلا دليل ادانة لكل من استأثر بميكرفون التليفزيون الحكومي أحد معاقل الفساد العفن الذي يجب أن تمتد إليه يد الاصلاح والتنظيف والتطهير بماء النار لا المنظفات ولا حتي الكلور فقط.. عفن النظام مازال متغلغلا و»معشش ومتمكنا من الجهاز الإعلامي الأول والأكبر والأكثر تأثيرا وخطورة.. انقاذ مصر وتطهيرها يجب أن يبدأ من هذا المكان وفورا.. لن يحدث شيء لو خلع كل ناهبي الملايين في التليفزيون المصري.. أي موظف أو مذيع أو قاريء نشرة يمكن أن يدير العمل.. بدون ناهبي الملايين لن يتراجع ايراد الاعلان.. أما ترك هؤلاء.. فهذا هو الفساد والظلم بعينه.. الحرامية جالسون أمام الكاميرات يخرجون ألسنتهم لكل ثائر فقير وكل أم مكلومة وكل أب فقد ابنه برصاص الفساد.
Comments