دعوة للصبر

رغم أني أؤيد حق كل مصري في الاحتجاج علي ما تعرض له من ظلم وتهميش علي مدي سنوات طويلة ومع أننا نعرف جميعا أن هناك الملايين من الفئات التي اكتوت من السياسات الظالمة للعهد البائد سواء من ناحية الاجور أو المعاشات أو الرعاية الصحية أو التعليم‮.. ‬إلا انني أقف تماما إلي جانب الدعوة التي وجهها المجلس الاعلي العسكري للقوات المسلحة والتي أقر فيها بحق الاحتجاج‮.. ‬واكد فيها علي أنه ليس الوقت مناسبا حاليا نتيجة لفوضي الاحتجاجات والمظاهرات التي تعطل الانتاج وتعز حاليا بأمن مصر‮.. ‬لقد نجحت ثورة شباب التحرير في إسقاط النظام والكشف عن الفساد الذي شاب الحكم في مصر علي مدي ‮٠٣ ‬عاما‮.. ‬ويجب أن نلتقط انفاسنا ونفرح لماحدث‮.. ‬ونترك فرصة للمجلس أن يقوم بتحقيق المطالب التي ادت إلي حدوث الثورة‮.‬يجب أن تعطي الفرصة لأصلاح الأؤضاع الصعبة التي تمر بها البلاد حاليا ووضع السياسات التي يمكن أن تخفف من حالة الاحتقان الذي تشعر به كل الفئات التي قام النظام السابق بخنقها وتهميشها‮.. ‬ومع إقرارنا جميعا بأن هناك قرارات عاجلة يجب أن يتخذها القائمون علي اصلاح الاوضاع مثل اصلاح الاجور والافراج عن المعتقلين السياسيين‮ .. ‬والاصلاحات الدستورية والتي تعتبر من المطالب الرئيسية للشعب‮.. ‬الا أن حالة الانفلات التي يعاني منها الشعب المصري وحالة الفوضي التي تجتاح الشارع المصري قد تبطئ من حدوث الاصلاحات التي ينتظرها الجميع‮.. ‬يكفي ما اعلنه د‮. ‬سمير رضوان وزير المالية والذي اثار فزع الشرفاء الذين يهمهم صالح البلاد‮.. ‬وعلي الاخض الاعباء والخسائر التي حدثت خلال الاسبوعين الماضيين من جراء توقف الانتاج والتي وصلت إلي أكثر من ‮٠٤ ‬مليار جنيه مصري وهو رقم مرشح للزيادة بمرور الوقت اذا لم تتوقف ثورة الاحتجاجات والاعتصامات التي اجتاحت معظم قطاعات الدولة ومنها قطاعات لم تتأثر مما عانت منه كل الفئات المهمشة مثل قطاع البنوك مثلا‮.. ‬نفس هذه الفرصة يجب أن نعطيها لحكومة تسيير الاعمال برئاسة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء والتي تسعي بكل جهدها لتوفير الاحتياجات المعيشية والحياتية العاجلة حاليا للشعب المصري‮..‬