المحتوى الرئيسى

في مايو أو سبتمبر‮: ‬معرض الگتاب موعدنا

02/20 10:59

من  المتوقع أن يعقد اليوم الأحد اجتماع عاجل واستثنائي‮ ‬في الهيئة المصرية العامة للكتاب‮ ‬بين قيادات الهيئة واتحاد الناشرين المصريين‮. ‬للاتفاق علي موعد إقامة المعرض‮. ‬وثمة أكثر من موعد مرشحاً‮ ‬لذلك‮. ‬إما مايو أو سبتمبر‮. ‬وسيراعي في الموعد الذي يتم الاتفاق عليه ألا يتعارض مع مواعيد معارض أخري‮. ‬الجميع اتفق علي أهمية إقامة هذا المعرض حتي لو كان في سبتمبر لا يفصله عن معرض يناير‮ ‬2012‮ ‬سوي شهور معدودة‮. ‬فربما كانت مصر الخارجة لتوها من أضخم تغيير عرفته مع بداية الألفية الثالثة والعشر سنوات الثانية من هذا العقد‮. ‬ربما كانت مصر في هذا المنعطف الخطير في أمس الحاجة لإقامة المعرض‮.‬واجتماع اليوم يأتي كجزء من مفاوضات شفوية قبل كتابتها علي أوراق الدولة حول إمكانية عقد معرض القاهرة الدولي للكتاب في مايو‮. ‬والذي جري أن الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار في حكومة تسيير الأعمال الحالية تلقي اتصالاً‮ ‬تليفونياً‮ ‬من الفريق الدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء‮. ‬فهم منه أنه لا يوجد مانع من إقامة المعرض‮. ‬بعد أن كُلِّفَ‮ ‬زاهي حواس بتسيير وزارة الثقافة لحين تعيين وزير لها‮. ‬ثم تطور الأمر عندما علمنا أنه تقرر تشكيل حكومة جديدة‮. ‬قيل أنها قد تشمل عناصر من المعارضة‮. ‬ثم جري التراجع عن هذا الكلام‮. ‬لكن المهم أن زاهي حواس يسيِّر شئون الثقافة علاوة علي الآثار‮.‬اتصل زاهي حواس بالدكتور صابر عرب‮. ‬وسأله سؤالاً‮ ‬محدداً‮: ‬متي ترغبون أن يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ ولم يكن صابر عرب يملك حق الإجابة إلا بعد العودة لاتحاد الناشرين المصريين‮. ‬عاد لمحمد رشاد رئيس الاتحاد وسأله نفس السؤال‮. ‬وفضل محمد رشاد التريث والعودة لأعضاء مجلس الإدارة‮. ‬واتضح لهم أن هناك موعدين يصلحان لإقامة المعرض‮. ‬الأول في الصيف‮ ‬2011‭.‬‮ ‬والثاني الخامس من مايو‮. ‬وعند مقارنة الموعدين اكتشفوا أن الصيف فترة هجرة من القاهرة للمصايف ولا يشكل مناخاً‮ ‬مناسباً‮ ‬لإقامة معرض للكتاب‮. ‬لذلك تم الاتفاق علي الفترة من الخامس من مايو حتي‮ ‬16‮ ‬مايو القادم‮. ‬أي أن المدة الزمنية‮ ‬12‮ ‬يوماً‮ ‬وهي أطول من المدة التي كانت مقترحة من قبل والتي كانت عشرة أيام فقط‮. ‬ثم عاد محمد رشاد ليبلغ‮ ‬صابر عرب أن الأمر قد يكون مناسباً‮ ‬له إما مايو أو سبتمبر‮.‬أهمية الحرص علي إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب مفهومة‮. ‬ولكن لا مانع من إعادة التأكيد عليها‮. ‬فلو أقيم المعرض في هذا التاريخ قد يكون أول مناسبة ثقافية في الزمن المصري الجديد‮. ‬وأمام الإرهاق والتوتر والمتابعة اليومية لما يجري في مصر‮. ‬قد يكون مطلوباً‮ ‬أن نطل علي العقل المصري في النقلة التي تعرض لها‮. ‬أيضاً‮ ‬فإن هذا المعرض سيذكر المصريين بقوة مصر الناعمة ودورها العربي والإسلامي والعالمي الذي ربما خفت في السنوات الماضية‮. ‬وهذا الخفوت لا يبرر إهماله أو النظر إليه باعتباره من مخلفات الماضي‮.‬وفي حالة إقامته سيقبل المجتمع المصري عليه بشكل رائع‮. ‬وربما يصبح عيداً‮ ‬للثقافة المصرية والعربية في زمن جديد وعصر جديد أحلم وأتمني أن نصل إليه بأقل الخسائر الممكنة‮. ‬ولا يجب أن ننسي أن‮ ‬40٪‮ ‬من حركة النشر تتم من أجل هذا المعرض‮. ‬وأيضاً‮ ‬أكثر من‮ ‬50٪‮ ‬من حركة البيع علي مستوي السنة كلها تجري خلال أيام المعرض‮. ‬لا يجب أن ننسي أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد ثاني معرض علي مستوي العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب‮. ‬بل ربما يتفوق عليه بأنه معرض عرض وبيع وتعاقدات‮. ‬في حين أن معرض فرانكفورت للعرض والتعاقدات فقط‮. ‬هذا فضلاً‮ ‬عن النشاط الثقافي المصاحب له‮. ‬والذي كان يشكل متنفساً‮ ‬للحرية وهايد بارك للمصريين‮. ‬قبل أن يتم التضييق علي موضوعات المعرض وضيوف المعرض وسقف الحريات في المعرض‮. ‬وهو ما جري في السنوات الأخيرة‮.‬أيضاً‮ ‬يجب الحفاظ علي المعرض باعتباره أقدم مشروع ثقافي مصري وعربي وربما عالمي‮. ‬فقد أقيم لأول مرة سنة‮ ‬1968‮ ‬كتعبير عن رغبة عربية في الوقوف مع مصر عبد الناصر في مواجهة العدوان الصهيوني في يونيو‮ ‬1967‭.‬‮ ‬واستمر يعرض ولم يتوقف حتي عندما قامت حرب السادس من أكتوبر سنة‮ ‬1973‭.‬‮ ‬وعندما تعرضت مصر لمظاهرات ‮٧١ ‬و‮٨١   ‬يناير وتمرد الأمن المركزي فبراير‮ ‬1986‮ ‬وزلزال‮ ‬12‮ ‬أكتوبر‮ ‬1992‭.‬‮ ‬كل هذه الأمور الصعبة والعصيبة لم تجعل مصر تفكر لحظة واحدة في تأجيل أو إلغاء المعرض‮.‬وحتي تتم الموافقة النهائية علي هذه التصورات والاقتراحات والرؤي‮. ‬فقد جري طلب من الناشرين المصريين بأخذ كتبهم من أماكنها بقاعة المؤتمرات‮. ‬للمشاركة في معارض دولية كثيرة لا يحبون التخلف عنها‮. ‬أما بالنسبة للناشرين العرب فيمكنهم التصرف في أماكن لنقل الكتب إليها لحين إقامة المعرض في الموعد الجديد‮. ‬أيضاً‮ ‬فقد علمت أنه لن تطلب منهم أية رسوم جديدة أو أعباء مالية مستحدثة‮. ‬وقد تتم المشاركة وفق الوضع المالي الذي كان قائماً‮ ‬من قبل‮.‬تبقي مهمة صعبة علي هيئة الكتاب ألا وهي إعادة النظر في البرنامج الثقافي الذي سيصاحب المعرض‮. ‬وأشهد أن البرنامج الذي كان معداً‮ ‬للمعرض الذي لم تتم إقامته كان يصل لحدود المثال‮. ‬وهذا يلقي مهمة صعبة علي هيئة الكتاب في التوصل لبرنامج ثقافي يتناسب مع الوضع الجديد ويحاول أن يقوم بالمهمة التي لعبتها إيزيس في التاريخ المصري القديم‮. ‬عندما جمعت أشلاء أوزوريس من كل مكان في بر مصر‮. ‬وصنعت من هذه الأشلاء فجراً‮ ‬جديداً‮ ‬لمصر‮. ‬فهل يمكن أن يلعب معرض الكتاب مثل هذا الدور؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل