في مايو أو سبتمبر: معرض الگتاب موعدنا
من المتوقع أن يعقد اليوم الأحد اجتماع عاجل واستثنائي في الهيئة المصرية العامة للكتاب بين قيادات الهيئة واتحاد الناشرين المصريين. للاتفاق علي موعد إقامة المعرض. وثمة أكثر من موعد مرشحاً لذلك. إما مايو أو سبتمبر. وسيراعي في الموعد الذي يتم الاتفاق عليه ألا يتعارض مع مواعيد معارض أخري. الجميع اتفق علي أهمية إقامة هذا المعرض حتي لو كان في سبتمبر لا يفصله عن معرض يناير 2012 سوي شهور معدودة. فربما كانت مصر الخارجة لتوها من أضخم تغيير عرفته مع بداية الألفية الثالثة والعشر سنوات الثانية من هذا العقد. ربما كانت مصر في هذا المنعطف الخطير في أمس الحاجة لإقامة المعرض.واجتماع اليوم يأتي كجزء من مفاوضات شفوية قبل كتابتها علي أوراق الدولة حول إمكانية عقد معرض القاهرة الدولي للكتاب في مايو. والذي جري أن الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار في حكومة تسيير الأعمال الحالية تلقي اتصالاً تليفونياً من الفريق الدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء. فهم منه أنه لا يوجد مانع من إقامة المعرض. بعد أن كُلِّفَ زاهي حواس بتسيير وزارة الثقافة لحين تعيين وزير لها. ثم تطور الأمر عندما علمنا أنه تقرر تشكيل حكومة جديدة. قيل أنها قد تشمل عناصر من المعارضة. ثم جري التراجع عن هذا الكلام. لكن المهم أن زاهي حواس يسيِّر شئون الثقافة علاوة علي الآثار.اتصل زاهي حواس بالدكتور صابر عرب. وسأله سؤالاً محدداً: متي ترغبون أن يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ ولم يكن صابر عرب يملك حق الإجابة إلا بعد العودة لاتحاد الناشرين المصريين. عاد لمحمد رشاد رئيس الاتحاد وسأله نفس السؤال. وفضل محمد رشاد التريث والعودة لأعضاء مجلس الإدارة. واتضح لهم أن هناك موعدين يصلحان لإقامة المعرض. الأول في الصيف 2011. والثاني الخامس من مايو. وعند مقارنة الموعدين اكتشفوا أن الصيف فترة هجرة من القاهرة للمصايف ولا يشكل مناخاً مناسباً لإقامة معرض للكتاب. لذلك تم الاتفاق علي الفترة من الخامس من مايو حتي 16 مايو القادم. أي أن المدة الزمنية 12 يوماً وهي أطول من المدة التي كانت مقترحة من قبل والتي كانت عشرة أيام فقط. ثم عاد محمد رشاد ليبلغ صابر عرب أن الأمر قد يكون مناسباً له إما مايو أو سبتمبر.أهمية الحرص علي إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب مفهومة. ولكن لا مانع من إعادة التأكيد عليها. فلو أقيم المعرض في هذا التاريخ قد يكون أول مناسبة ثقافية في الزمن المصري الجديد. وأمام الإرهاق والتوتر والمتابعة اليومية لما يجري في مصر. قد يكون مطلوباً أن نطل علي العقل المصري في النقلة التي تعرض لها. أيضاً فإن هذا المعرض سيذكر المصريين بقوة مصر الناعمة ودورها العربي والإسلامي والعالمي الذي ربما خفت في السنوات الماضية. وهذا الخفوت لا يبرر إهماله أو النظر إليه باعتباره من مخلفات الماضي.وفي حالة إقامته سيقبل المجتمع المصري عليه بشكل رائع. وربما يصبح عيداً للثقافة المصرية والعربية في زمن جديد وعصر جديد أحلم وأتمني أن نصل إليه بأقل الخسائر الممكنة. ولا يجب أن ننسي أن 40٪ من حركة النشر تتم من أجل هذا المعرض. وأيضاً أكثر من 50٪ من حركة البيع علي مستوي السنة كلها تجري خلال أيام المعرض. لا يجب أن ننسي أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد ثاني معرض علي مستوي العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. بل ربما يتفوق عليه بأنه معرض عرض وبيع وتعاقدات. في حين أن معرض فرانكفورت للعرض والتعاقدات فقط. هذا فضلاً عن النشاط الثقافي المصاحب له. والذي كان يشكل متنفساً للحرية وهايد بارك للمصريين. قبل أن يتم التضييق علي موضوعات المعرض وضيوف المعرض وسقف الحريات في المعرض. وهو ما جري في السنوات الأخيرة.أيضاً يجب الحفاظ علي المعرض باعتباره أقدم مشروع ثقافي مصري وعربي وربما عالمي. فقد أقيم لأول مرة سنة 1968 كتعبير عن رغبة عربية في الوقوف مع مصر عبد الناصر في مواجهة العدوان الصهيوني في يونيو 1967. واستمر يعرض ولم يتوقف حتي عندما قامت حرب السادس من أكتوبر سنة 1973. وعندما تعرضت مصر لمظاهرات ٧١ و٨١ يناير وتمرد الأمن المركزي فبراير 1986 وزلزال 12 أكتوبر 1992. كل هذه الأمور الصعبة والعصيبة لم تجعل مصر تفكر لحظة واحدة في تأجيل أو إلغاء المعرض.وحتي تتم الموافقة النهائية علي هذه التصورات والاقتراحات والرؤي. فقد جري طلب من الناشرين المصريين بأخذ كتبهم من أماكنها بقاعة المؤتمرات. للمشاركة في معارض دولية كثيرة لا يحبون التخلف عنها. أما بالنسبة للناشرين العرب فيمكنهم التصرف في أماكن لنقل الكتب إليها لحين إقامة المعرض في الموعد الجديد. أيضاً فقد علمت أنه لن تطلب منهم أية رسوم جديدة أو أعباء مالية مستحدثة. وقد تتم المشاركة وفق الوضع المالي الذي كان قائماً من قبل.تبقي مهمة صعبة علي هيئة الكتاب ألا وهي إعادة النظر في البرنامج الثقافي الذي سيصاحب المعرض. وأشهد أن البرنامج الذي كان معداً للمعرض الذي لم تتم إقامته كان يصل لحدود المثال. وهذا يلقي مهمة صعبة علي هيئة الكتاب في التوصل لبرنامج ثقافي يتناسب مع الوضع الجديد ويحاول أن يقوم بالمهمة التي لعبتها إيزيس في التاريخ المصري القديم. عندما جمعت أشلاء أوزوريس من كل مكان في بر مصر. وصنعت من هذه الأشلاء فجراً جديداً لمصر. فهل يمكن أن يلعب معرض الكتاب مثل هذا الدور؟
Comments