فشل مخططات سارقي الفرحة في اغتيال احتفال المصريين بثورتهممواطنون صمموا »هرما رابعا« وشربوا »شاي التنحي« وأجانب رسموا علم مصر علي وجوههم
بينما كانت الجموع البشرية تتجه أول أمس منذ الصباح الباكر للاحتفال بنجاح ثورة الشباب بميدان التحرير، فيما عرف ب »جمعة النصر«، كانت هناك قلة تحاول اغتيال هذه الفرحة والبقاء علي الأوضاع مشتعلة.لم يكن من الصعوبة إفشال مخططات هذه الجموع، حيث بدوا كصوت نشاز وسط سيمفونية عزف رائعة استمتع بها ما يقرب من ٣ ملايين مواطن تواجدوا بالميدان.واستخدمت هذه الجموع، أهالي الشهداء للتأكيد علي انه ليس من حق المصريين الفرحة، مادام لم يؤخذ حق الشهداء بعد، ونادوا هؤلاء بإستمرار البقاء في ميدان التحرير حتي تتم معاقبة الذين تسببوا في وفاة أبنائهم.فعلي مقربة من مقر المتحف المصري وقفت سيدة تمثل هذه الجموع، وأخذت تصرخ: »هذا ليس وقت الاحتفال.. انضموا إلينا يا أمهات الشهداء.. لن نغادر حتي نأخذ حقوق أبنائكم«.وانضمت لها والدتا الشهيدين محمد أبو غنيمة و جلال محمد يوسف، وأخذت هذه السيدة تصرخ فيهما: » أنتو خدتو حق ولادكم.. قولوا للي جايين يحتفلوا«.والتف عدد كبير من الجمهور حول هذه السيدة التي كانت لافتة للانتباه بصراخها العالي، فوجدت فرصة سانحة لنشر أفكارها المسمومة، وواصلت الصراخ مضيفة: »يا جماعة إحنا في هذا المكان مش جايين نحتفل.. اللي عايز يحتفل يدخل جوه الميدان«.وبالوعي الفطري للإنسان المصري البسيط ، اقتربت فادية مصطفي من هذه السيدة، وأخذت تصرخ فيها: »حرام عليكي يا شيخة .. أنتو عايزين تولعو مصر .. دماء الشهداء غالية علينا وحقوقهم هترجع .. بس نسيب الناس تشتغل« .وقالت: »أنا ابني أصيب في الأحداث وأنا جيت الميدان لوحدي عشان احتفل بنجاحه هو وزملائه من الشباب.. حرام عليكي سبينا نفرح«.أثارت هذه الكلمات إعجاب الكثير من المواطنين الذين استنكروا علي هذه السيدة التي وصفوها ب »المريبة« محاولتها استنزاف مشاعر أمهات الشهداء لتحقيق أهداف خاصة، وأخذوا يرددون شعار »امسحي دموعك يا أم الشهيد«.وانتشلت بعض السيدات أمهات الشهداء من بين براثن هذه السيدة المريبة، واصطحبوهن لداخل الميدان ليطمئنوا أن دماء أبنائهم لم ولن تذهب هدرا وأن من أراقوها سينالوا عقابهم.احتفال بسجن العادليوفي الميدان شعرت أمهات الشهداء بأن دماء أبنائهن لن تذهب هدرا، كما أقنعن السيدات اللائي اصطحبنهن للداخل.كان يوجد بالداخل ما يشبه الاحتفالية بعد قراءة خبر حبس العادلي 15 يوما علي ذمة التحقيق، ورفع المواطنون الصحف التي تحمل هذا الخبر مرددين: »يحيا العدل« والشعب يريد اعدام العادلي .الهرم الرابعولم تكن هذه هي الشعارات الوحيدة التي رددها المتواجدون بالميدان، حيث طالبوا في شعارات أخري بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء قانون الطوارئ واسترداد الأموال المنهوبة.ورغم أن هذه المطالب هي استكمال لنجاح الثورة، إلا أن ما تحقق يستحق الاحتفال، واختار أحد المواطنين معني رمزيا للتأكيد علي ذلك، حيث شبهه ب »الهرم الرابع« الذي يضاف لأهرامات مصر، وقام بتصميم هرم وضعه في قلب الميدان.وتباينت طرق المواطنين في التعبير عن فرحتهم، ففيما حرص كثيرون علي ارتداء »تشيرتات« عليها صور الشهداء، تزاحم آخرون علي شرب »شاي التنحي«، حيث وضع بائع شاي بالميدان لافتة كبيرة كتب عليها »شاي التنحي« وهو نفس البائع الذي كان يبيع من قبل »شاي الثورة«.وانتشر في الميدان بصورة كبيرة أشخاص يقومون برسم علم مصر علي الوجوه، واللافت للانتباه حرص بعض الأجانب علي رسم العلم المصري.نريد الجنزوريولم يخل الجو الكرنفالي من بعض المطالبات التي تدل علي وعي الإنسان المصري، حيث حمل البعض لافتة تقول »نريد الجنزوري رئيسا للحكومة« ، في إشارة إلي كفاءة رئيس الوزراء الأسبق د.كمال الجنزوري.كما دعا آخرون عبر لافتة أخري إلي التمسك بأخلاق ميدان التحرير، مؤكدين أن التزام المصريين بالأخلاق التي بدت في الميدان من تعاون ونظافة من شأنه أن يرفع مصر لأعلي مكانة.
Comments