المحتوى الرئيسى

شعب مصر بعد الثورة: خلعنا رداء السلبية

02/20 10:57

كتبت- رضوى سلاوي: ما أن انتهت الثورة المصرية بسقوط رأس النظام، إلا وانتشرت دعوات جديدة تطالب بالتغيير والتصدي للظواهر السيئة من فساد وغش واستغلال, والتحلي بالإيجابية ونبذ السلبية التي طالما عانى المواطنون من ويلاتها. تلك الدعوات لاقت صدًى كبيرًا لدى الشارع المصري واستجابةً هائلةً من المواطنين الذين قرروا مواجهة جميع الظواهر السلبية التي زادت من حجم معاناتهم وكبَّدتهم أموالاً لا حصرَ لها, ورفعت تلك الدعوات العديد من الشعارات يأتي على رأسها "لا للاستغلال.. لا للسلبية.. نعم للإيجابية.. متدفعش رشوة.. ما تزورش ورقة.. لا ترضى عن أي ظلم". (إخوان أون لاين) قام بجولةٍ للوقوف على مدى استجابة المواطنين لدعوات التغيير والإصلاح، تقول نجاح السيد (ربة منزل) أنها قررت بعد الثورة عدم السماح لأي تاجر أو أي شخصٍ باستغلالها ورفع الأسعار, خاصةً أنها قد عرفت حقوقها جيدًا, و"أبسط حاجة هاعملها لما التاجر يرفع أسعار الخضراوات إني أسيبه وأمشي ومش هاسمح له إنه يستغلني", مضيفةً أن التاجر لما يلاقي الناس امتنعت عن الشراء سوف يقوم بدوره بتخفيض الأسعار حتى لا يخسر. أما نبيل عبده (أعمال حرة), فيؤكد أنه لن يسمح بأن يقوم أحد باستغلاله بعد الآن؛ حيث إن الثورة قامت ببث الإيجابية في المواطنين, الذين قرروا محاربة الفساد, خاصةً بعد تغير الأوضاع وانتهاء عصر الخوف وتكميم الأفواه, مؤكدًا أن الشعب المصري لن يسكت بعد اليوم على حقوقه, أو في حالة استغلاله. ويؤكد إيهاب السيد (مهندس) أن بداية الإصلاح في التصدي لجميع الظواهر السلبية كالرشاوى والإتاوات والرشاوى المقننة والمقنعة التي تفرضها الهيئات الحكومية كالدمغات والمعونات وغير ذلك من الأموال التي يتم جبايتها من المواطنين, موضحًا أن أبسط أمثلة ذلك الأموال التي يدفعها في حالة تجديد الرخص الخاصة بسيارته، والتي قفزت لتتخطى حاجز الـ500 جنيه, بالإضافة إلى التأمين الإجباري على السيارات, فضلاً عن الاستمارات التي يجبر الموظفون المواطنين على شرائها دون الحاجة إليها. وأضاف: "قررت مواجهة تلك الظواهر وعدم السماح لأي موظف في موقع المسئولية لأن يقوم باستغلال حاجتي لإنهاء أوراقي، وهو ما يجب أن يحدث؛ حيث إن السبب الرئيسي في زيادة تلك الظواهر هو تشجيع المواطنين على استفحالها عن طريق السكوت والرضاء بذلك". واتفقت معه في الرأي أمل أحمد (ربة منزل) قائلةً: "إحنا اللي عملنا في نفسنا كده من الأول لما سكتنا عن حقوقنا ولم نطالب بها", مشيرةً إلى أن النظام السابق كان السبب الرئيسي في حالة السلبية والاستغلال وزيادة الأسعار والجشع التي انتابت قطاع كبير من الشعب المصري, خاصةً في ظلِّ تواطؤ أجهزة الرقابة الحكومية مع المستغلين من التجار ضد المواطنين. وأكدت أن حالة الخوف التي كانت تسيطر على المواطنين قبل الثورة كانت تمنعهم من التصدي لتلك الظواهر السيئة, إلا أن الوضع قد اختلف الآن، مدللةً على ذلك بأنها قامت بتسجيل جميع أرقام جهاز حماية المستهلك للإبلاغ عن حالات الاستغلال والغش التي تراها. وتضيف منيرة محمود (مدرسة): "على الرغم من أنه لا تزال العديد من السلع والمنتجات أسعارها مرتفعة, إلا أنه من الملاحظ أن هناك العديد من التغيرات التي حدثت إبان الثورة, خاصةً في سلوكيات الأفراد الذين قرروا عدم الاستسلام للسلبيات والظواهر الاجتماعية السيئة التي ساعدت على انتشار الفساد والجشع واستغلال المواطنين, خاصةً فيما يخص قيام البعض بتحصيل المزيد من الأموال من المواطنين بغرض الاستغلال؛ الأمر الذي يقابله حزمٍ ورفضٍ من المواطنين لذلك السلوك". أسعار ثابتةأمين إبراهيم تاجر الخضراوات يقول: "لا يمكنني رفع الأسعار واستغلال الموقف لزيادة أرباحي", مشيرًا إلى أنه جزءٌ من الشعب المصري, كما أن مصلحته تقتضي عدم رفع الأسعار؛ حيث إن مَن يقوم بشراء كيلو واحد فقط سوف يقوم بشراء المزيد، وهو ما يعني زيادة المكسب, عكس الوضع في حالة زيادة الأسعار واكتفاء المواطنين بشراء كميات بسيطة من الخضراوات. وأضاف أن أسعار الخضراوات التي يقوم ببيعها لم يقم برفعها منذ بداية الثورة وحتى الآن؛ حيث إن سعر كيلو البطاطس كما هو قبل الثورة ولم يزد عن جنيهين للكيلو الواحد, بالإضافة إلى باقي الخضراوات الأخرى كالطماطم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل