المحتوى الرئيسى

> ثورة الإنترنت في مصر

02/20 22:41

إن ثورة الإنترنت التي انطلقت في مصر في 25 يناير 2011م تعتبر أول ثورة شعبية تشهدها مصر، ثورة أشعلتها الوسائل التكنولوجية والمعلوماتية الحديثة التي يتقنها شباب هذا العصر. لم يتوقع أحد أن يثور المصريون الذين طالما تحلوا بالصبر خلال السنوات الماضية. من الواضح أن القائمين بهذه الثورة شباب متعلم علي دراية بالتكنولوجيا الحديثة ويتواصلون ببعضهم البعض من خلال الفيس بوك والتويترز. لقد كنا نظن أن هؤلاء الشباب يضيعون وقتهم في عمل غير مفيد وكثيرا ما تحدثت إلي شباب الجامعة عن عدم اضاعة الوقت في الشات والاستفادة من المعلومات الأخري التي تتوفر في الشبكة العنكبوتية التي تمددت خيوطها لتلتف حول أعناق أصحاب الثروة والسلطة. لقد فشل الإعلام الرسمي في تشويه هذه الثورة الشبابية ومن ثم أدي إلي ازدياد حماس الشباب الذي اتخذ مواقف متشددة. تجدر الاشارة أن استخدام الأساليب القديمة في التعامل الإعلامي مع الأزمة أسفر عن فشل واضح في تشويه سمعة المتظاهرين ونجح في التفاف المشاهدين حول القنوات الأخري، كما إن لجوء البعض إلي أساليب البلطجة أتي بنتائج عكسية حيث أطاح بالتعاطف الذي عبر عنه البعض بعد سماع خطاب الرئيس عقب تفاقم الأحداث في القاهرة وبعض المحافظات. من الملاحظ أن أعلامنا المرئي سواء الحكومي أو الخاص سعي إلي تشويه المتظاهرين في ميدان التحرير فمنهم من قال إن هؤلاء يجتمعون في هذا المكان لتناول طعام كنتاكي وأن هناك من يقوم بتوزيع الحشيش علي الموجودين، الغريب أن هذا الكلام سرعان ما تبين عدم دقته حين أمعنا النظر في الوجوه التي تنتقل داخل الميدان، صحيح يوجد بعض المنتمين إلي الإخوان غير أن كل فئات المجتمع ممثلة في هذا المكان، الغريب أن تليفزيوننا لم يشر إلي تواجد شخصيات معروفة مثل عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية وعمار الشريعي الموسيقار المعروف ولاعب الكرة المعروف نادر السيد والفنان خالد الصاوي وغيرهم، هل سيصدق المشاهدون إذا قيل لهم إن هؤلاء ذهبوا إلي ميدان التحرير لتناول الطعام؟ لقد فشل التليفزيون المصري في كسب ثقة المشاهدين خلال تعاطيه مع الأزمة منذ اندلاعها. فالتليفزيون المصري يأتينا بمنظر لكوبري قصر النيل أو سطح المتحف المصري مما ضلل بعض المشاهدين لدرجة أن أحدهم جاء لزياراتي قائلا إن الميدان بات خاليا من المتظاهرين فقلت له ما هي القناة التي شاهدنها فقال إنها قناة النيل أو الفضائية المصرية. التقطت الريموت للتنقل إلي قناة عربية أو البي بي سي العربية أو الحرة أو الجزيرة مباشرة لنجد المتظاهرين ينتشرون في الميدان هذه التصرفات الهستيرية من قبل الاعلام الرسمي أفقدته ثقة الجماهير التي صرفت النظر عن هذه القنوات التي تجيد الفبركة واتجهت إلي قنوات أخري. من المؤكد أن الشعب المصري يكن عاطفة خاصة تجاه الرئيس مبارك الذي عرفه كأحد قادة حرب أكتوبر 1973م حيث لعب دورا مهما في انتصار الجيش المصري في هذه الحرب علي اعتبار أنه كان يقود قواتنا الجوية تم تحمل مسئولية البلاد في ظروف صعبة بعد اغتيال الرئيس السادات في عام 1981م لكن ما يعيب الحكومة السابقة أنها اعتمدت علي الوسيلة الأمنية للتعامل مع الأزمات الجماهيرية، وبالاضافة إلي ذلك فإن انتخابات مجلس الشعب في 2010م شابها تزوير فاضح في بعض الدوائر الانتخابية وانتهت نتائجها بسقوط أقطاب المعارضة من أمثال حمدين الصباحي وسعد عبود وعلاء عبدالمنعم ومحمد العمدة وكذلك سقوط كل مرشحي جماعة الإخوان المسلمين. وقد تبين أن أحمد عز أمين التنظيم السابق يعتبر مهندس الخطة التي شوهت الانتخابات مما أدي إلي تآكل شعبية النظام وأدي إلي الاحتقان والغضب الذي استبد بنفوس الناس الذين أصيبوا بالاحباط واليأس من عدم تغير الأحوال وصعوبة تحقيق الأحلام. لعل الخطاب الذي ألقاه الرئيس يوم 28 يناير بعد جمعة الغضب أحدث انقساما في وسط الجماهير حيث عبر البعض عن تعاطفه مع الرجل الذي عمل من أجل مصر فترة طويلة غير أن البلطجية أتوا فوق ظهور الجياد والجمال وظلوا طول الليل يلقون بالأحجار والمولوتوف علي رءوس المتظاهرين وهذ الحدث جدد الغضب في نفوس المتظاهرين ومن ثم أدي إلي زيادة أعدادهم. لابد أن يعترف الجميع أننا أمام ثورة شعبية قادها الشباب وهذه الثورة التي اتسعت رقعتها لتعم سائر أرجاء المحروسة لها مطالب واضحة تتمثل في تأسيس نظام سياسي جديد. وفي ظني فإن الوقت قد حان للحفاظ علي هذا الوطن قبل أن تنهار أركانه ومؤسساته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل