المحتوى الرئيسى

أضواء على بيروت المحروسة إعداد وتنسيق: حسين أحمد سليم

02/19 22:19

أضواء على بيروت المحروسة إعداد وتنسيق: حسين أحمد سليم العادات والتّقاليد والحياة الإجتماعيّة في بيروت العثمانيّة, كما يرويها لنا الدّكتور حسّان حلاّق, الحائز على دكتوراه دولة في التّاريخ الحديث مع مرتبة شرف, عضو بارز في العديد من المناصب الأكاديمية والعلمية والثّقافية, والمناصب العامّة, وله العديد من الإسهامات العلمية والبرامج, حائز على العديد من دروع التّكريم وشهادات التقدير, وله الكثير من النّشاطات الإعلامية المختلفة والمتنوعة, وله عددا غير قليل من المؤلفات في شتى مناحي التّاريخ والأبحاث... ما هي مصادر مكوّنات العادات والتّقاليد البيروتيّة؟ تكوّنت العادات والتّقاليد البيروتيّة عبر العصور, وبعضها اندثر بسبب التّحولات الإجتماعية والإقتصادية والثّقافية والتّربوية, كما أن العوامل السياسية والعسكرية ساهمت في اندثار بعض سمات وملامح الحياة الإجتماعية من عادات وتقاليد, علما أن بعضها ما يزال متجذرا في الحياة البيروتية. ومما لا شكّ فيه أن العادات والتقاليد العربية سواء قبل الإسلام أو في ظلّ الإسلام, هي التي انتقلت مع القبائل والجيوش العربية إلى بلاد الشام ومنها بيروت. أضف إلى ذلك أن المجتمع البيروتي بحد ذاته قد شهد عبر التاريخ موجات من نزوح عدد وفير من اللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية, بالإضافة إلى الهجرات العربية, ومن ثم العثمانية. ما الجذور لمكوّنات المجتمع البيروتي؟ يُستدلّ من أسماء العائلات البيروتية. أو بعضها على الأقلّ. على المناطق اللبنانية أو العربية أو الأجنبية التي قدموا منها نازحين أو مهاجرين. ومعنى ذلك أن تكوّن المجتمع البيروتي يُعتبر تكّونا مميّزا لا لشيء إلا بسبب قدرة بيروت والبيارتة على "بيرتة" غير البيروتيين وصهرهم في ظلّ المجتمع البيروتي, في حين أنّ الكثير من العواصم والمدن الكبرى لم تستطع أن تهضم النازحين أو المهاجرين إليها. ما هي مميّزات البيروتي؟ من مميّزات البيروتي تفاعله الإيجابي والبنّاء مع القضايا العربية, لأنّ جذوره منذ العهود الفينيقية جذور عربية, باعتبار أن الفينيقيين شعب عربي سامي هاجر منذ الألف الثالث قبل الميلاد إلى الساحل السوري, وحمل معه عاداته وتقاليده من شبه الجزيرة العربية. لماذا سُمّيت بيروت بـ بيروت المحروسة؟ لما خضعت بيروت وبقية بلاد الشام للفتح العثماني عام 1516 للميلاد إثر معركة مرج دابق, كانت تعيش مع أهلها داخل السور الذي اهتم به العثمانيون واهتمّوا بأبوابه, بحيث باتت من المدن الهامة وجدّد لها فرمان سلطاني أطلق عليها بموجبه "بيروت المحروسة" على غرار المدن الإسلامية والعربية المهمّة. ما عدد الحارات التي كانت تُوجد في بيروت؟ كان يوجد في أسواق بيروت ثلاث حارات ( أحياء) مهمة رئيسية هي: حارة الإسلام, حارة النّصارى, حارة اليهود. ما هي مميّزات التّاجر البيروتي؟ من المميّزات البارزة في التاجر البيروتي أنه إذا باع سلعة (لإذا استفتح) وعلم أن جاره لم يبع بعد, طلب من الشاري الثاني أن يتجه لجاره ويشتري منه, ليستفتح كما استفتح هو. ومما يؤسف له أن هذه العادة اندثرت منذ عقود عديدة. كيف تُعرّف لنا اللهجة البيروتية وما هي جذورها؟ في باطن بيروت كانت تُسمع اللهجة البيروتية, وهي لهجة عربية أصيلة ما تزال ملامحها وصفاتها متجذرة حتى اليوم في المجتمع البيروتي علما أن الكثير من العبارات والكلمات البيروتية بدأت تزول مع اقتحام المدنية والتكنولوجيا المنازل والشوارع والأسواق والمدارس والجامعات. ومن سمات اللهجة البيروتية على سبيل المثال لا الحصر, أن البيروتيين يحوّلون السين صادا, بالإضافة إلى أنهم يحوّلون الجيم إلى شين, وسوى ذلك من كلمات ترد في معظمها إلى اللهجة العربية... ما هي مميّزات البيت البيروتي القديم؟ مما كان يُميز البيت البيروتي تحلّق أفراد العائلة حول الجد أو الجدّة أو الأبّ أو الأمّ في الأمسيات لسماع أحاديث الإرشاد والوعظ وتلاوة القرآن الكريم والسيرة النبوية, ورواية القصص ذات المغزى الإجتماعي التّربوي, مما ينعكس إيجابا على النّاشئة البيروتية, في حين أن مصادر التربية تعدّدت ولم تعد اليوم تتمثّل بالعائلة وقيمها بقدر ما تتمثّل بأجهزة الإعلام ومصادره وفي مقدّمتها التلفزيون. ما هي مميّزات العائلة البيروتيّة؟ مما يُميّز العائلة البيروتية إقامة المقالات والمقامات العلمية سواء في المنزل أو في المقاهي, والتي كانت تنشر الوعي العلمي والتاريخي, ومما يُؤسف له أن هذه المقالات تغيّرت طبيعتها مع مرور الزمن فباتت مقالات سلبية قائمة على القيل والقال, أو كما يُقال: "تركيب مقالات" أو (تركيب مقلة), أي الغيبة والنّميمة. كيف كانت الألبسة والأزياء عند البيروتيين؟ فيما يختصّ بالألبسة, فقد كان المسلمون والمسيحيون في العهد العثماني يلبسون زيّا موحّدا متمثّلا بالقنباز والصّدرية الكشمير والسّروال (الشّروال) والطّربوش واللاستيك. كما أنّ النساء المسلمات والمسيحيّات لبسن زيّا موحّدا تمثّل بالحجاب الأبيض أو الأسود تبعا لمقتضى الحال... ما هي سمات الرّجل البيروتي؟ اتّسم الرجل البيروتي منذ قرون عديدة بالرّجولة والشّهامة والكرامة والجرأة والإقدام وحبّ القتال والرّباط والتّديّن, والتّضحية, وتميّزت فيه الروح العربيّة والإسلامية. كيف تنظر إلى ظاهرة العمران والمقاهي البيروتية؟ ما نشاهده في بيروت من ملامح عمرانية وإجتماعيّة وتربويّة وثقافيّة وإقتصاديّة لإنما مردّه إلى الإنسان البيروتي. أمّا المقاهي البيروتية وإن كانت سمة إجتماعية بيروتية, غير أنّها لم تكن تؤثر في الطابع العام لبيروت لا سيما ملامح الجدّ والنّشاط. ومن أسباب إقامة تلك المقاهي محاولة البيروتي أن يُرفّه عن نفسه بالإستماع إلى الحكواتي والقصص الخيالية وتناول النارجيلة والقهوة, وهي على العموم عادة عثمانية كانت أوّل نشأتها في استنبول ثم انتشرت مع الوقت في الولايات العربية. أين كان البيروتي يقوم بالتّنزّه خارج بيروت؟ شهدت مناطق الضّواحي (خارج بيروت العثمانية) الكثير من مناطق التّنزّه مثل مناطق رأس بيروت, المنارة, الرّملة البيضاء, الأوزاعي, الغدير, حرج بيروت, الصّنائع, كرم رحّال, حرج ساقية الجنزير, كرم الأشرفيّة, مزرعة العرب, مزرعة الأشرفية وسواها... وكانت مناطق التّنزّه تشهد ازدحاما في أيّام الجُمع والأعياد, بالإضافة إلى وجود وسائل التّنقل من عربات أو دواب, علما أن الكثير من البيارتة كانوا يتنقلون مشيا على الأقدام بسبب ندرة العربات أو إرتفاع أجورها. وارتبط بالتّنزّه "العرزال" الذي يُقام عادة في الصيف على شواطيء بيروت لا سيما قرب ضريح ومقام الإمام الأوزاعي, ورأس بيروت, وعين المريسة, وشاطيء جامع الخضر والكرنتينا. كما اعتبر "العرزال" من ملامح الحياة الإجتماعية في بيروت العثمانية, حيث كان يقام على سطح المنازل القديمة, وتطوّر "العرزال" ليُصبح في بعض الأبنية برجا مدنيا وهو من سمات العمارة البيروتية العثمانية. ما تأثير الدين على العادات والتقاليد البيروتية؟ بدأ الدين الإسلامي والعادات والتقاليد البيروتية عاملا مؤثّرا على أنماط العمارة, بحيث شهدت المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة الكثير من الدّعاوى لإغلاق النّوافذ المُطلّة على الجيران, مما دعا المهندس في بيروت لتعديل ما يلزم استجابة للدين وللعادات والتقاليد الإسلامية والمسيحية على السواء. ما مصادر الحجارة التي استخدمت في تشييد العمارة البيروتية؟ كانت عمارة بيروت من مقالعها (منطقة المقالع) حيث تُنقل الحجارة على الدّواب من مقالع الرّملة البيضاء, السّان سيمون, وطى المصيطبة... ووجدت "دخولية" قرب ما يُعرف اليوم "أوتيل مونتيننتال" حيثُ تؤخذ رسوم الميري من المكارية (المكاري) بواسطة أبو علي عيتور وهو من "قبضايات" بيروت. أمّا الدّخوليّة التي وجدت عند منطقة شاتيلا-قصقص, فقد نشأت في العهد الفرنسي, لفرض رسوم على الخضار والفواكه والبضائع الواردة من الضّاحية وسواها والدّاخلة إلى بيروت. وانتشرت في العهد العثماني-واستمرّت إلى العهد الفرنسي- الجمال والدّواب والطّنابر الخاصّة بنقل الرّمال والحجارة أو نقل الكاز, وكانت سينما سلوى عند محطة الحرج زريبة للطنابر قبل أن تتحوّل إلى سينما.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل