المحتوى الرئيسى

من الغضب حتى النصر.. أربع جُمع لن تنساها مصر

02/19 08:46

كتب – سامي مجدي: الغضب.. الرحيل.. الشهداء.. النصر، تلك هي التوصيفات التي نعت بها النشطاء الثوريون أيام الجمع الأربع، التي مرت حتى الآن، منذ أن اندلعت فورة الغضب المصرية، لتتحول إلى ثورة ''بيضاء''، أجبرت الرئيس السابق حسني ومبارك - الذي ظل طيلة ثلاثة عقود قابعاً على كرسي الرئاسة - يتخلى عن الحكم.. تلك الجمع  – كلها مليونية - شهدت أحداثاً، ربما لم تشهد أم الدنيا مثيلاً لها من قبل، من قتل وترويع للمواطنين، من جانب طائفة - قيل أنها مأجورة وتنتمي لنظام الرئيس مبارك وأفراد من الحزب الوطني -، وعلى الجانب الآخر شهدت تلك الجمع وغيرها من أيام الثورة الثمانية عشر بسالة ورجولة وشهداء وجرحى، من خيرة شباب المحروسة.فبعد ما جرى من قتل وترويع للمتظاهرين ''سلمياً''، في 25 يناير، دعا الشباب إلى تظاهرة مليونية في يوم الجمعة 28 يناير سميت بـ ''جمعة الغضب''، على نظام الرئيس السابق حسني مبارك وزبانيته، بهدف الضغط لتنفيذ المطالب ''المشروعة'' للمتظاهرين، الذين اتخذ بعضهم ميدان التحرير مكاناً يعتصمون به حتى الاستجابة لمطالبهم أو ''الموت في الميدان'' - وفقاً لتأكيداتهم -، وفي ذلك اليوم خرج ملايين المصريين في كافة أنحاء الجمهورية من شرقها لغربها، للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتطورت المطالب مع حلول المساء، وارتفع سقفها ليصل لحد المطالبة برحيل مبارك ونظامه، بفضل التصعيد ضد المتظاهرين من جانب قوات الأمن التي استخدمت كافة الوسائل الغير مشروعة لتفريق المواطنين الغاضبين، مما أسفر عن وقوع الكثير من الشهداء والجرحى، وكذلك الانسحاب ''المنهجي'' للشرطة من مواقعها.قبل انقضاء ''جمعة الغضب'' خرج علينا الرئيس السابق بأول خطاب له بعدما جرى ما جرى من قتل وفتك بالمتظاهرين ووقوع ما وقع من قتلى ''احتسبوا عند الله شهداء''، وآلاف الجرحى، ليعلن إقالة حكومة نظيف، ووعود بإجراء إصلاحات دستورية، إلا أنه في الساعات الأولى من يوم السبت 29 يناير، فوجئ المعتصمون بالتحرير بجحافل من البلطجية والمسجلين خطر وأرباب السوابق، يشنون هجوماً دامياً عليهم بالجمال والخيول والبغال والحمير فيما عرف بـ ''موقعة الجمل''، الأمر الذي جعل المتظاهرين يصرون على مطلبهم برحيل مبارك ونظامه، وأنهم لن يبرحوا أماكنهم مادام بقى في سدة الحكم.بعد انقضاء الأسبوع الأول من فورة الغضب الشعب المصري، وما شهده من تظاهرات مليونية في محافظات عديدة، جاء يوم الجمعة 4 فبراير الذي أطلق عليه الثوار ''جمعة الرحيل''، أملاً أن تكون آخر يوم في حكم مبارك.. هذا اليوم خرج ملايين من المواطنين تحت حماية القوات المسلحة – الدرع الواقي للشعب ضد العدوان الخارجي والداخلي أيضاً بعد أن خذلته قوات الشرطة -  ليؤكدوا على مطلبهم بإسقاط النظام، وإقامة دولة ديمقراطية جديدة،ـ ينعم مواطنوها بالحرية والكرامة الإنسانية.لكن أمل أهل ''جمهورية التحرير'' خاب هذه الجمعة أيضاً، حيث لم ظل الرئيس السابق مبارك متمسكاً حتى الرمق الأخير بكرسي الحكم، وحاول تهدئة المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير وامتصاص غضبهم، بإعلانه عن عدم نيته الترشح لولاية جديدة، وتعيين نائباً له، فضلاً عن إلغائعى فكرة التوريث بإعلان عدم خوض ابنه جمال مبارك انتخابات الرئاسة المقبلة.بعد ''جمعة الرحيل''، وبعدها الأيام السبعة، التي عرفت بـ ''أسبوع الصمود''، حل يوم 11 من الشهر الجاري، والذي عرف بـ ''جمعة الشهداء''، وسط حالة من الترقب والخوف من المستقبل - كان ما يزال مجهولاً-، وظل ميدان التحرير ممتلأً عن آخره بالمتظاهرين، الذين لم يكلوا ولم يملوا من ترديد الهتافات المطالبة برحيل الرئيس السابق مبارك ونظام حكمه، في حين توجه مئات الآلاف إلى قصور الرئاسة في مناطق عابدين والقبة ومصر الجديدة بالقاهرة، ورأس التين في الإسكندرية، في تحرك من جانب المتظاهرين لإجبار مبارك على الرضوخ لمطالبهم.وظل الأمر معلقاً، والجماهير المناوئة تنتظر وتترقب، حتى ظهر نائب الرئيس السابق نحو الخامسة والنصف من مساء يوم ''جمعة الشهداء''، ليعلن على الملأ أن الرئيس مبارك قرر التخلي عن الحكم، وإسناد مهمة إدارة البلاد في الفترة المقبلة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. الأمر الذي قابله المتظاهرون المحتشدون في ''جمهورية التحرير''، بالتهليل والتكبير والفرحة الغامرة - تسببت في وقوع الاغماءات في صفوف المحتشدين بالتحرير -  التي اجتاحت كافة شوارع مدن ومحافظات الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان.وعلى مدى سبعة أيام بلياليها، عاش غالبية المصريون في فرحة غامرة، لزوال الرئيس مبارك، ونجاح ثورتهم في إحداث تغييرات، وإن لم تكن هي كل التغييرات المطلوبة، لتتحول مصر إلى دولة ديمقراطية مدنية تحترم حقوق الإنسان، وتصون كرامة مواطنيها داخلياً وخارجياً، وتوفر ما يضمن لهم حياة كريمة، حتى جاءت ''جمعة النصر''، التي احتشد فيها نحو 3 ملايين مصري، تحت شعار ''ارفع رأسك أنت مصري''، جاءوا من كل حدب وصوب إلى ''جمهورية التحرير''، ذلك الميدان الذي تحول إلى رمزاً تاريخياً لثورة المصريين وتحريرهم من قوى الظلام والاستبداد، بعد أن كان رمزاً لثورة الضباط الأحرار سنة 1952، إلى أن أصبح بعد أكثر من 58 سنة رمزاً لثور شباب مصر التي اندلعت يوم 25 يناير.في ''جمعة النصر''، تزين ميدان التحرير، بعد أسبوع من عمليات تجميل وترميم وتنظيف ما علق به من أذى، جراء المواجهات العنيفة، التي جرت بين المتظاهرين المناوئين لمبارك والمؤيدين له تارة، وبين المناوئين وقوات الأمن تارة أخرى، ووقف الجيش كعادته، وقفة الفرسان الأوفياء لشعبهم الذي يستمدون منه شعرية وجودهم، يقابلهم بوجوه بشوشة تعلوها علامات الترحيب والابتسامات، وأيادٍ تحمل الأعلام يهدونها للأطفال، ويعملون على تأمين كافة من حضروا للميدان، للاحتفال بالثورة ''البيضاء'' التي رفع بسببها العالم أجمع القبعة للشعب المصري، حتى أن البعض طالب بمنحه جائزة نوبل للسلام تكريماً له على سلمية ثورته.مرت على بداية الثورة، حتى الآن أربع أيام ''جُمع''؛ من الغضب حتى النصر، الذي كلل به المصريون ثورتهم التاريخية، التي ستبقى رمزاً خالداً للنصال السلمي من أجل الحرية والديمقراطية.. ثورة قام بها شباب ليس من أجل الخبز، بل من أجل الحرية العدالة والكرامة والانسانية، حتى بات العالم كله يتغنى بثورة 25 يناير، التي لم يطلق فيها المتظاهرون الحقيقيون أي رصاصة واحدة، بل واجهوا هم الرصاص الحي قبل المطاطي بصدور رحبة مستعدة للتضحية من أجل الحرية لباقي الشعب. اقرأ أيضا: مصريو نيويورك ونيوجيرسي يؤكدون على أهمية الحياة لطبيعتها في مصر اضغط للتكبير ملايين المصريين يحتفلون بجمعة النصر في ميدان التحرير - مصراوي كتب – سامي مجدي: الغضب.. الرحيل.. الشهداء.. النصر، تلك هي التوصيفات التي نعت بها النشطاء الثوريون أيام الجمع الأربع، التي مرت حتى الآن، منذ أن اندلعت فورة الغضب المصرية، لتتحول إلى ثورة ''بيضاء''، أجبرت الرئيس السابق حسني ومبارك - الذي ظل طيلة ثلاثة عقود قابعاً على كرسي الرئاسة - يتخلى عن الحكم.. تلك الجمع  – كلها مليونية - شهدت أحداثاً، ربما لم تشهد أم الدنيا مثيلاً لها من قبل، من قتل وترويع للمواطنين، من جانب طائفة - قيل أنها مأجورة وتنتمي لنظام الرئيس مبارك وأفراد من الحزب الوطني -، وعلى الجانب الآخر شهدت تلك الجمع وغيرها من أيام الثورة الثمانية عشر بسالة ورجولة وشهداء وجرحى، من خيرة شباب المحروسة.فبعد ما جرى من قتل وترويع للمتظاهرين ''سلمياً''، في 25 يناير، دعا الشباب إلى تظاهرة مليونية في يوم الجمعة 28 يناير سميت بـ ''جمعة الغضب''، على نظام الرئيس السابق حسني مبارك وزبانيته، بهدف الضغط لتنفيذ المطالب ''المشروعة'' للمتظاهرين، الذين اتخذ بعضهم ميدان التحرير مكاناً يعتصمون به حتى الاستجابة لمطالبهم أو ''الموت في الميدان'' - وفقاً لتأكيداتهم -، وفي ذلك اليوم خرج ملايين المصريين في كافة أنحاء الجمهورية من شرقها لغربها، للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتطورت المطالب مع حلول المساء، وارتفع سقفها ليصل لحد المطالبة برحيل مبارك ونظامه، بفضل التصعيد ضد المتظاهرين من جانب قوات الأمن التي استخدمت كافة الوسائل الغير مشروعة لتفريق المواطنين الغاضبين، مما أسفر عن وقوع الكثير من الشهداء والجرحى، وكذلك الانسحاب ''المنهجي'' للشرطة من مواقعها.قبل انقضاء ''جمعة الغضب'' خرج علينا الرئيس السابق بأول خطاب له بعدما جرى ما جرى من قتل وفتك بالمتظاهرين ووقوع ما وقع من قتلى ''احتسبوا عند الله شهداء''، وآلاف الجرحى، ليعلن إقالة حكومة نظيف، ووعود بإجراء إصلاحات دستورية، إلا أنه في الساعات الأولى من يوم السبت 29 يناير، فوجئ المعتصمون بالتحرير بجحافل من البلطجية والمسجلين خطر وأرباب السوابق، يشنون هجوماً دامياً عليهم بالجمال والخيول والبغال والحمير فيما عرف بـ ''موقعة الجمل''، الأمر الذي جعل المتظاهرين يصرون على مطلبهم برحيل مبارك ونظامه، وأنهم لن يبرحوا أماكنهم مادام بقى في سدة الحكم.بعد انقضاء الأسبوع الأول من فورة الغضب الشعب المصري، وما شهده من تظاهرات مليونية في محافظات عديدة، جاء يوم الجمعة 4 فبراير الذي أطلق عليه الثوار ''جمعة الرحيل''، أملاً أن تكون آخر يوم في حكم مبارك.. هذا اليوم خرج ملايين من المواطنين تحت حماية القوات المسلحة – الدرع الواقي للشعب ضد العدوان الخارجي والداخلي أيضاً بعد أن خذلته قوات الشرطة -  ليؤكدوا على مطلبهم بإسقاط النظام، وإقامة دولة ديمقراطية جديدة،ـ ينعم مواطنوها بالحرية والكرامة الإنسانية.لكن أمل أهل ''جمهورية التحرير'' خاب هذه الجمعة أيضاً، حيث لم ظل الرئيس السابق مبارك متمسكاً حتى الرمق الأخير بكرسي الحكم، وحاول تهدئة المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير وامتصاص غضبهم، بإعلانه عن عدم نيته الترشح لولاية جديدة، وتعيين نائباً له، فضلاً عن إلغائعى فكرة التوريث بإعلان عدم خوض ابنه جمال مبارك انتخابات الرئاسة المقبلة.بعد ''جمعة الرحيل''، وبعدها الأيام السبعة، التي عرفت بـ ''أسبوع الصمود''، حل يوم 11 من الشهر الجاري، والذي عرف بـ ''جمعة الشهداء''، وسط حالة من الترقب والخوف من المستقبل - كان ما يزال مجهولاً-، وظل ميدان التحرير ممتلأً عن آخره بالمتظاهرين، الذين لم يكلوا ولم يملوا من ترديد الهتافات المطالبة برحيل الرئيس السابق مبارك ونظام حكمه، في حين توجه مئات الآلاف إلى قصور الرئاسة في مناطق عابدين والقبة ومصر الجديدة بالقاهرة، ورأس التين في الإسكندرية، في تحرك من جانب المتظاهرين لإجبار مبارك على الرضوخ لمطالبهم.وظل الأمر معلقاً، والجماهير المناوئة تنتظر وتترقب، حتى ظهر نائب الرئيس السابق نحو الخامسة والنصف من مساء يوم ''جمعة الشهداء''، ليعلن على الملأ أن الرئيس مبارك قرر التخلي عن الحكم، وإسناد مهمة إدارة البلاد في الفترة المقبلة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. الأمر الذي قابله المتظاهرون المحتشدون في ''جمهورية التحرير''، بالتهليل والتكبير والفرحة الغامرة - تسببت في وقوع الاغماءات في صفوف المحتشدين بالتحرير -  التي اجتاحت كافة شوارع مدن ومحافظات الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان.وعلى مدى سبعة أيام بلياليها، عاش غالبية المصريون في فرحة غامرة، لزوال الرئيس مبارك، ونجاح ثورتهم في إحداث تغييرات، وإن لم تكن هي كل التغييرات المطلوبة، لتتحول مصر إلى دولة ديمقراطية مدنية تحترم حقوق الإنسان، وتصون كرامة مواطنيها داخلياً وخارجياً، وتوفر ما يضمن لهم حياة كريمة، حتى جاءت ''جمعة النصر''، التي احتشد فيها نحو 3 ملايين مصري، تحت شعار ''ارفع رأسك أنت مصري''، جاءوا من كل حدب وصوب إلى ''جمهورية التحرير''، ذلك الميدان الذي تحول إلى رمزاً تاريخياً لثورة المصريين وتحريرهم من قوى الظلام والاستبداد، بعد أن كان رمزاً لثورة الضباط الأحرار سنة 1952، إلى أن أصبح بعد أكثر من 58 سنة رمزاً لثور شباب مصر التي اندلعت يوم 25 يناير.في ''جمعة النصر''، تزين ميدان التحرير، بعد أسبوع من عمليات تجميل وترميم وتنظيف ما علق به من أذى، جراء المواجهات العنيفة، التي جرت بين المتظاهرين المناوئين لمبارك والمؤيدين له تارة، وبين المناوئين وقوات الأمن تارة أخرى، ووقف الجيش كعادته، وقفة الفرسان الأوفياء لشعبهم الذي يستمدون منه شعرية وجودهم، يقابلهم بوجوه بشوشة تعلوها علامات الترحيب والابتسامات، وأيادٍ تحمل الأعلام يهدونها للأطفال، ويعملون على تأمين كافة من حضروا للميدان، للاحتفال بالثورة ''البيضاء'' التي رفع بسببها العالم أجمع القبعة للشعب المصري، حتى أن البعض طالب بمنحه جائزة نوبل للسلام تكريماً له على سلمية ثورته.مرت على بداية الثورة، حتى الآن أربع أيام ''جُمع''؛ من الغضب حتى النصر، الذي كلل به المصريون ثورتهم التاريخية، التي ستبقى رمزاً خالداً للنصال السلمي من أجل الحرية والديمقراطية.. ثورة قام بها شباب ليس من أجل الخبز، بل من أجل الحرية العدالة والكرامة والانسانية، حتى بات العالم كله يتغنى بثورة 25 يناير، التي لم يطلق فيها المتظاهرون الحقيقيون أي رصاصة واحدة، بل واجهوا هم الرصاص الحي قبل المطاطي بصدور رحبة مستعدة للتضحية من أجل الحرية لباقي الشعب. اقرأ أيضا: مصريو نيويورك ونيوجيرسي يؤكدون على أهمية الحياة لطبيعتها في مصركتب – سامي مجدي: الغضب.. الرحيل.. الشهداء.. النصر، تلك هي التوصيفات التي نعت بها النشطاء الثوريون أيام الجمع الأربع، التي مرت حتى الآن، منذ أن اندلعت فورة الغضب المصرية، لتتحول إلى ثورة ''بيضاء''، أجبرت الرئيس السابق حسني ومبارك - الذي ظل طيلة ثلاثة عقود قابعاً على كرسي الرئاسة - يتخلى عن الحكم.. تلك الجمع  – كلها مليونية - شهدت أحداثاً، ربما لم تشهد أم الدنيا مثيلاً لها من قبل، من قتل وترويع للمواطنين، من جانب طائفة - قيل أنها مأجورة وتنتمي لنظام الرئيس مبارك وأفراد من الحزب الوطني -، وعلى الجانب الآخر شهدت تلك الجمع وغيرها من أيام الثورة الثمانية عشر بسالة ورجولة وشهداء وجرحى، من خيرة شباب المحروسة.فبعد ما جرى من قتل وترويع للمتظاهرين ''سلمياً''، في 25 يناير، دعا الشباب إلى تظاهرة مليونية في يوم الجمعة 28 يناير سميت بـ ''جمعة الغضب''، على نظام الرئيس السابق حسني مبارك وزبانيته، بهدف الضغط لتنفيذ المطالب ''المشروعة'' للمتظاهرين، الذين اتخذ بعضهم ميدان التحرير مكاناً يعتصمون به حتى الاستجابة لمطالبهم أو ''الموت في الميدان'' - وفقاً لتأكيداتهم -، وفي ذلك اليوم خرج ملايين المصريين في كافة أنحاء الجمهورية من شرقها لغربها، للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتطورت المطالب مع حلول المساء، وارتفع سقفها ليصل لحد المطالبة برحيل مبارك ونظامه، بفضل التصعيد ضد المتظاهرين من جانب قوات الأمن التي استخدمت كافة الوسائل الغير مشروعة لتفريق المواطنين الغاضبين، مما أسفر عن وقوع الكثير من الشهداء والجرحى، وكذلك الانسحاب ''المنهجي'' للشرطة من مواقعها.قبل انقضاء ''جمعة الغضب'' خرج علينا الرئيس السابق بأول خطاب له بعدما جرى ما جرى من قتل وفتك بالمتظاهرين ووقوع ما وقع من قتلى ''احتسبوا عند الله شهداء''، وآلاف الجرحى، ليعلن إقالة حكومة نظيف، ووعود بإجراء إصلاحات دستورية، إلا أنه في الساعات الأولى من يوم السبت 29 يناير، فوجئ المعتصمون بالتحرير بجحافل من البلطجية والمسجلين خطر وأرباب السوابق، يشنون هجوماً دامياً عليهم بالجمال والخيول والبغال والحمير فيما عرف بـ ''موقعة الجمل''، الأمر الذي جعل المتظاهرين يصرون على مطلبهم برحيل مبارك ونظامه، وأنهم لن يبرحوا أماكنهم مادام بقى في سدة الحكم.بعد انقضاء الأسبوع الأول من فورة الغضب الشعب المصري، وما شهده من تظاهرات مليونية في محافظات عديدة، جاء يوم الجمعة 4 فبراير الذي أطلق عليه الثوار ''جمعة الرحيل''، أملاً أن تكون آخر يوم في حكم مبارك.. هذا اليوم خرج ملايين من المواطنين تحت حماية القوات المسلحة – الدرع الواقي للشعب ضد العدوان الخارجي والداخلي أيضاً بعد أن خذلته قوات الشرطة -  ليؤكدوا على مطلبهم بإسقاط النظام، وإقامة دولة ديمقراطية جديدة،ـ ينعم مواطنوها بالحرية والكرامة الإنسانية.لكن أمل أهل ''جمهورية التحرير'' خاب هذه الجمعة أيضاً، حيث لم ظل الرئيس السابق مبارك متمسكاً حتى الرمق الأخير بكرسي الحكم، وحاول تهدئة المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير وامتصاص غضبهم، بإعلانه عن عدم نيته الترشح لولاية جديدة، وتعيين نائباً له، فضلاً عن إلغائعى فكرة التوريث بإعلان عدم خوض ابنه جمال مبارك انتخابات الرئاسة المقبلة.بعد ''جمعة الرحيل''، وبعدها الأيام السبعة، التي عرفت بـ ''أسبوع الصمود''، حل يوم 11 من الشهر الجاري، والذي عرف بـ ''جمعة الشهداء''، وسط حالة من الترقب والخوف من المستقبل - كان ما يزال مجهولاً-، وظل ميدان التحرير ممتلأً عن آخره بالمتظاهرين، الذين لم يكلوا ولم يملوا من ترديد الهتافات المطالبة برحيل الرئيس السابق مبارك ونظام حكمه، في حين توجه مئات الآلاف إلى قصور الرئاسة في مناطق عابدين والقبة ومصر الجديدة بالقاهرة، ورأس التين في الإسكندرية، في تحرك من جانب المتظاهرين لإجبار مبارك على الرضوخ لمطالبهم.وظل الأمر معلقاً، والجماهير المناوئة تنتظر وتترقب، حتى ظهر نائب الرئيس السابق نحو الخامسة والنصف من مساء يوم ''جمعة الشهداء''، ليعلن على الملأ أن الرئيس مبارك قرر التخلي عن الحكم، وإسناد مهمة إدارة البلاد في الفترة المقبلة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. الأمر الذي قابله المتظاهرون المحتشدون في ''جمهورية التحرير''، بالتهليل والتكبير والفرحة الغامرة - تسببت في وقوع الاغماءات في صفوف المحتشدين بالتحرير -  التي اجتاحت كافة شوارع مدن ومحافظات الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان.وعلى مدى سبعة أيام بلياليها، عاش غالبية المصريون في فرحة غامرة، لزوال الرئيس مبارك، ونجاح ثورتهم في إحداث تغييرات، وإن لم تكن هي كل التغييرات المطلوبة، لتتحول مصر إلى دولة ديمقراطية مدنية تحترم حقوق الإنسان، وتصون كرامة مواطنيها داخلياً وخارجياً، وتوفر ما يضمن لهم حياة كريمة، حتى جاءت ''جمعة النصر''، التي احتشد فيها نحو 3 ملايين مصري، تحت شعار ''ارفع رأسك أنت مصري''، جاءوا من كل حدب وصوب إلى ''جمهورية التحرير''، ذلك الميدان الذي تحول إلى رمزاً تاريخياً لثورة المصريين وتحريرهم من قوى الظلام والاستبداد، بعد أن كان رمزاً لثورة الضباط الأحرار سنة 1952، إلى أن أصبح بعد أكثر من 58 سنة رمزاً لثور شباب مصر التي اندلعت يوم 25 يناير.في ''جمعة النصر''، تزين ميدان التحرير، بعد أسبوع من عمليات تجميل وترميم وتنظيف ما علق به من أذى، جراء المواجهات العنيفة، التي جرت بين المتظاهرين المناوئين لمبارك والمؤيدين له تارة، وبين المناوئين وقوات الأمن تارة أخرى، ووقف الجيش كعادته، وقفة الفرسان الأوفياء لشعبهم الذي يستمدون منه شعرية وجودهم، يقابلهم بوجوه بشوشة تعلوها علامات الترحيب والابتسامات، وأيادٍ تحمل الأعلام يهدونها للأطفال، ويعملون على تأمين كافة من حضروا للميدان، للاحتفال بالثورة ''البيضاء'' التي رفع بسببها العالم أجمع القبعة للشعب المصري، حتى أن البعض طالب بمنحه جائزة نوبل للسلام تكريماً له على سلمية ثورته.مرت على بداية الثورة، حتى الآن أربع أيام ''جُمع''؛ من الغضب حتى النصر، الذي كلل به المصريون ثورتهم التاريخية، التي ستبقى رمزاً خالداً للنصال السلمي من أجل الحرية والديمقراطية.. ثورة قام بها شباب ليس من أجل الخبز، بل من أجل الحرية العدالة والكرامة والانسانية، حتى بات العالم كله يتغنى بثورة 25 يناير، التي لم يطلق فيها المتظاهرون الحقيقيون أي رصاصة واحدة، بل واجهوا هم الرصاص الحي قبل المطاطي بصدور رحبة مستعدة للتضحية من أجل الحرية لباقي الشعب. اقرأ أيضا: 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل