المحتوى الرئيسى

كيف ننجح ثورتنا ؟ بقلم احلام الجندى

02/18 15:29

ذكرت فى المقال السابق ماذا بعد التنحى ؟ المشاعر التى انتابتنا عقب سماع الخبر واجواء النصر والفرحة والتهانى فى كل البيوت والساحات والميادين ، وعلى كل الوجوه الا وجوه الظالمين الذين رد الله عليهم كيدهم فى نحورهم ، ثم بينت عزم الشباب على المواصلة فى مظاهرات مليونية كل يوم جمعة حتى يسارع بتحقيق جميع مطالبهم ، وحتى لا يلتف احد على ثورتهم ، وحتى لا يسرق احد ثمرة جهدهم ، وحتى يثبت للمثبطين المتشائمين الميئسين سوء ظنهم ، وبينت كيف ايقظت هذه الثورة جميع طوائف الشعب فلم يعد احد يرضى بظلم او طغيان او انتقاص حق او انكار رأى ، فالكل عرف كيف يصل الى مراده ويحقق مطالبه بلا خوف ولا وجل ما دامت مشروعه ، وظهر ذلك من خلال الاحتجاجات العمالية والنقابية والفئوية ، فهؤلاء المدراء الظالمين الناهبين المستندين من قبل النظام البائد الذين يتقاضون مرتبات بالملايين ويطوعون مال البنوك كما يشاءون والشعب المصرى 40 % منه لا يذيد دخله اليومى عن عشرة جنيهات، هذا اذا حصلوها بالفعل يزالون ويقالون . وهذا يطالب بالتثبيت وذلك برفع مرتبه وهذا بشقة ، وذاك برفع الضرائب عن صغار الملاك و الموظفين محدودى الدخل والجميع برفع المرنبات ، وهاهم القائمون على مسئوليات كل جوانب هذه المطالب يسارعون ولا يتباطئون كما قعل بنا فى ثورتنا ، ويحققون بعض المطالب الفورية ويؤكدون باجابة جميع المطالب عندما تمر أزمة الفترة الانتقالية وتداعياتها التى نمر بها ، ورأينا كيف انزوى الظالمون من الطغاة ممن كانوا يتجبرون ويعذبون ويتطاولون وكثيرا بدون مستند قانونى على ابناء الشعب الذين ما عينوا الا لخدمتهم وحمايتهم والحفاظ على امنهم فإذا هم من يفسد حياتهم بالتحالف مع المجرمين واللصوص وتجار المخدرات والبلطجية ويستخدمونهم ضد الشعب حتى صاروا يجاهرون بإجرامهم دون خوف فهم فى حماية الشرطة والامن ، فى نفس الوقت الذى يحاربون فيه كل شريف ومسلم ومؤمن يريد ان يتعيش من حلال او يقول كلمة حق لتهذيب الاخلاق والاحتكام الى الدين ودفع الظلم وبيان الباطل ، بل واااا حسرتاه ....وا مصيبتاه.. ليتهم وقفوا عند هذا الحد من تفشى الظلم بل يكيدوا لنا ولقض امننا فيحيكوا المؤامرات للوقيعة بين المسلمين والمسيحييين ليسيروا القلاقل بيننا ويتفرغوا هم للسرقة والنهب بعد شغل الشعب فى دائرة مغلقة من الاتهامات المتبادلة ، والانقسامات المضعفة والمواجهات المهلكةمثل ما كشف عنه مخطط مثل جريمة كنيسة القديسين و غيرها من القتن التى سبقتها ، ان هذا ليطير اللب ويذهب بالعقل حاميها هادمها وحراميها!!!!!!!!، لذلك كان لا بد من قيام الثورة ، وبعد كل هذا يجب ان نسأل انفسنا ماذا علينا فعله بعد وما دور كل منا فى مكانه ؟ هل سنرضى بالظلم والاضطهاد اذا كان هناك من هم باقون على عقليتهم القديمة العقيمة وفكرهم المنحرف من رجال الامن والشرطة ام ممن لايسيرون اى عمل الا بالجباية والرشوة ام سنقول للظالم لا ونعرف ان نوقفه عند حده دون خوف ما دمنا على حق ؟ هل سيظل كل مدير يحتكر الإدارة فى يده ويتجاهل الطاقات والعقول والإماكانيات حوله فنظل فى خمول وكسل وتأخر ؟ ام سيشرك الجميع معه ايمان باننا رؤانا تكمل بعضها بعضا وليس منا من أوتى جوامع العلم والحكمة والخبرة ؟ هل سنظل نتأخر ونتسلل ونقصر ونضيع الأوقات فى الطعام والشراب والحكايات والخلافات والغيبة والنميمة فى اعمالنا ؟ ام سندرك اننا ما قمنا بالثورة الا للخروج على كل فاسد وفساد وعلينا ان نبدأ بأنفسنا ؟ هل سيظل المعلم يتناسى رسالته وانه وارث النبوة وان عليه تهذيب وتأديب وتثقيف واحتواء أولادنا ، فيكون قدوة حسنة فى مظهره وفى مخبره ، فى اقواله وفى افعاله ، فى حرصه على مصالحهم وفى اتقانه فى تخطيطه وفى ابتكاره لجعل مدرسته منظومة تتكاتف فيها كل اهدافها ومبادئها ، ويصحح المسار ويخلع ربقة الزمن البائد من التقاعس عن كل ما سبق تحت حجة عدم تمكين القوانين له ومحاسبته وترك الطالب؟ هل سيستعيد المعلم هيبته وكرامته ومكانته كمعلم يوقف له احتراما وننشد له : قف للمعم وفه التبجيل ...كاد المعلم ان يكون رسولا ويتخلى عن مد يده وابتزازه للطلاب ويتجه الى الطرق المشروعة للمساهمة فى رفع كفاءة ذوى الاحتياجات الخاصة ممن يحتاجون المساعدة دون زملائهم دون التحجج بانخفاض الدخل والاتجاه الى مطالبة الحكومة بتحسين اوضاعهم وليس ابتزاز الطلاب وابائهم ؟ هل سيتقن كل عامل عمله من أول عامل النظافة الى عامل الألكترونيات فكلنا سند ومكمل لبعضنا ولن تقوم بلدنا من كبوتها وتنهض الى التقدم والرقى الا على اكتافنا وجدنا وسعينا واتقاننا وحسن الاهتمام بها والتعاون على النهوض بها ، واعمال عقولنا وتحديد اهدافنا وتأييد اصحاب الافكار الفذة ماديا ومعنويا ، هل سيقود علماؤنا و أكفاؤنا بالداخل والخارج المسيرة ويقدمون المشورة ويوجهون الدفة نحو الارتقاء الى مصاف الدول الكبرى والابداع فى تذليل العقبات وحسن التخطيط فى كل الاتجاهات . هل سيستمر شبابنا الذى اشعل الثورة فى حماية ثورته بأن يكون هو قدوة سلوكه وادائه وفى طريق الكفاح والعمل والكشف عن التقصير وتقديم الأفكار والعمل بالسواعد فهم عتاد الامة وعدتها وسواعدها القوية الفاعلة ، وكما بدأوا بالفعل بتنظيف الميادين يقوموا بتنظيف الضمائر والمصالح والعمل والانتاج ، ويقدموا الافكار والبدائل ؟ وقبل هذا وبعده هلى ستعى قيادتنا القادمة اننا سنتعاقد معها وفق صناديق انتخاب شفافة تعبر عن جدية اختارنا لها وتحميلهما مسئولية القوامة على مصالح الشعب والاستجابة لمطالبه ،وتفعيل واحتواء كل مبدع ومبتكر ومفكر يتقدم بأى فكرة لصالحه ، ولا تتعالى وتحيط نفسها بالحواجز الأمنية حتى نصير فى عالم وهم فى عالم آخر ؟ وهل سيسيرون بيننا ويسمعوا اقوالنا ويحققوا احلامنا ويشركونا فى قيادة بلدنا فنرضى بما اشتركنا فى تخطيطه وتفعيله وتحمل نتائجة ونرضى جميعا به من خلال الشفافية والمكاشفة ؟ هذه بعض الجوانب والأفكار التى نتمنى ان نعيرها اهتماما وتفعيلا ونضعها فى بؤر التفكير الظاهر والباطن حتى تصير حقائق تمشى على الارض عندها حقا سنقول نجحت ثورتنا . اللهم احفظ مصرنا وامننا واصلح احوانا واهدى الضالين والظالمين من بيننا ، وكد لنا ولا تكد علينا ورد عنا كيد كل من يريد بثورتنا شرا فانت حسبنا ونعم الوكيل احلام الجندى قجر الجمعة 19/2/2011 [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل