عندما يأتي الصباحالشعب يريد .. بناء النظام!
كانت هذه أجمل عبارة سمعتها أذناي وأطربتني وأشجتني ، بل وجلبت دموع الفرح لعيني، بعد أيام قليلة من انطلاقة مرحلة الثورة الشريفة التي قام بها شباب مصر بكل طهارتهم ونقائهم وإخلاصهم لنا ولبلدنا مصر!نعم الشعب يريد بناء النظام رسالة بثها لنا أبناؤنا الشباب، مختصرة وصارمة وواضحة وومحددة لنا نحن الكبار.. وأسلموا صك ترجمتها لجيشنا وقيادته واضعين بين يديه أمانة تحقيق حلمهم الأبيض، وجُلّ احترامهم وثقتهم فيه.. ولعل الطريق الآن بعد تجاوز مرحلة المفاجأة والفرحة والذهول أصبح يفرض علينا شعبا وحكومة الالتفاف والتحلق حول أهداف إعادة تأهيل الوطن وتجديد خلايا دمه ، وزيادة مناعته خلال حربه ضد أمراض التخلف والتراجع والغياب السياسي والهزيمة الاقتصادية والتدني القيمي.لقد عاد الولاء لمصر يملأ نبض في قلوبنا، والحماس يحرك سواعدنا ، والإحساس بملكيتنا لوطننا يُجمّل قناعتنا..ولم يعد لدينا حجة للانهزام أو التخاذل عن أداء دورنا في رد جميلنا لمصر التي احتملت خطايانا في حقها كثيرا ، بعد زمن من انسحابنا الأناني من معركة مقاومة الفساد الذي نخر في كل شبر من جسد الوطن، وترك بصمات الفاسدين الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والمالية والنفسية تغتال أحلامنا جميعا دون تفرقة بين جيل وجيل! وعلينا الآن بالشهادات الصادقة والمستندات الواثقة الموثقة أن نتقدم لاستعادة مال مصر المنهوب من جيوب الكثيرين من الفاسدين ممن كانوا قد اعتادوا، احتساء قهوة صباحهم مع لذة تعديد ملياراتهم وملايينهم الحرام التي اجتثوها من فم الغلابة، وبلعوها زورا لتصير نارا في بطونهم وأبنائهم، وليجنوا استثماراتهم منها اليوم عارا، حيث يودون اليوم أن تبتلعهم الأرض وأن تدفن معهم أفعالهم وأموالهم وخزيهم!الشعب يريد بناء النظام، مع الشرفاء وبمعاونة الجيش المصري والكفاءات الوطنية الباهرة وبسواعد وإبداع الشباب وبحكومة جديدة متوقعة تعرف طريقها وتحدد استراتيجيتها علي مرحلتين الأولي داخلية عاجلة تبث الأمان المجتمعي في الشارع المصري، وتسترجع أموالنا المنهوبة لتسديد ديوننا، مع فهم حقيقي لدور شرطة في خدمة الشعب، ومن خلال ضمان سريع لحق المواطن في أجر عادل وكريم ومنظومة تنموية يستشعر عائدها عليه وعلي أبنائه ،مع استعادة حق أبنائنا في التعليم، وحقنا في العلاج ووقف توطين الأمراض في أجسادنا، وإعادة اكتفائنا الذاتي من زراعتنا للمحاصيل الاستراتيجية، وإدارة عجلة مصانعنا، وبحثنا العلمي وعلمائنا للعالمية..ثم يأتي وقت التفرغ لسياسات طويلة المدي تعيد لمصر مكانتها ، ولكل مصري كرامته التي شهد العالم باستماتته لاستردادها !>> مسك الكلام: قادرون علي التحقق.. شرط أن نُحرّم علي أنفسنا النفاق، والشللية، والأنانية، والسلبية، والنفعية، هذا حق شهدائنا من الأبناء علينا!
Comments