المحتوى الرئيسى

الكاتب العماني خميس بن عبيد القطيطي يكتب: الله أكبر .. مصر تنتصر

02/17 21:20

مرحلة فاصلة تسجل بماء الذهب في تاريخ مصر الحديث وسط دموع الحشود المليونية من أبناء جمهورية مصر العربية وتأييد منقطع النظير من أبناء الأمة العربية، سقط نظام حسني مبارك الذي ظل على سدة السلطة ثلاثة عقود، يعتبرها المصريون قاسية عليهم، وتراجع عربي مرعب وتراكم أزمات ونكسات وكوارث على المنطقة في وقت فقدت الأمة العربية قدرتها على الحركة وساهم نظام مبارك في ذلك التراجع العربي خلال هذه الثلاثة عقود الماضية، فبدءا من الاجتياح الاسرائيلي لبيروت والتمادي الصهيوني على الشعب العربي الفلسطيني والاتفاقيات التي فرضت من الخارج، في وقت لم تجد الأمة العربية مصر في قيادتها فغابت عن مسرح الأحداث والتاريخ، وسقط العراق في أيدي الاحتلال الأنجلو أميركي ولم تستطع الأمة الدفاع عن حواضرها التاريخية بل اكتفت بالمشاهدة في وقت كانت الآمال والأنظار معلقة على القيادة العربية المصرية لتشد على أيدي القادة العرب من أجل اتخاذ موقف مشرف يزيل العار من على جبين الأمة، لكن وللأسف الشديد لم تجد من نظام مبارك سوى خيبة الأمل، كما أن الساحة المصرية غيبت عن الواقع في سبيل البحث عن العيش الكريم وبقي هذا الشعب العظيم في حالة من الانكسار بين لقمة عيشه التي احتكرها النظام في فمه وبين قضايا وطنه العربي الكبير حتى حانت لحظة الانتفاضة الكبرى التي سيسجلها التاريخ اليوم بأحرف من ذهب.انتفاضة الشباب الذين فجروا الثورة في قاهرة المعز وفي باقي المدن المصرية الكبيرة وفي القرى والأحياء الفقيرة وفي العشوائيات السكنية بين الجوع والقهر، فقام هذا المارد العظيم من قمقمه ليزيل عن جبينه غبار مرحلة حكم مبارك، نحو حاضر مشرق مزدهر يعيد مصر إلى حاضنتها العربية تشارك العرب همومهم وأفراحهم ليس بطريقة الخطابات الإعلامية التي كان مبارك يلقيها بل بطريقة أننا جميعا في خندق واحد .. الله أكبر عاشت مصر حرة أبية كريمة.اليوم انتصر الشعب المصري العظيم على النظام الذي أذله وفرض عليه حياة البؤس والشقاء، وظل الخارج ،الحليف لمبارك، يتفرج عليه وهو يتهاوى وسط ضربات الثورة السلمية التي حقنت الدماء من اجل التغيير، وهنا تحية أجلال وإكبار لهذه الثورة العظيمة وهذا الشعب البطل وللقوات المسلحة المصرية التي وقفت مع الشعب المصري العظيم في هذه الثورة المتجددة بعد ثورة عبد الناصر ورفاقه في يوليو 52م .. الله أكبر مصر تعيد نفسها في التاريخ بعد سقوط نظام مبارك الذي ساهم في تراجع دور مصر الحيوي على مسرح الواقع السياسي في المنطقة بل ساهم في تثبيط العزائم لباقي القيادات العربية وكان خير داعم للامبريالية المارقة وللكيان الصهيوني، سقط نظام مبارك وسقط معه تاريخه، وكان بالإمكان لهذا الرجل التنحي بطريقة أفضل مما كان لولا إصرار وعناد روح السلطة التي ارتبطت به منذ 6 أكتوبر 1981 حتى اليوم فكان له أن يخرج وهو مهزوما ذليلا أمام ضربات الثورة التي أعادت مصر من جديد إلى حاضنة العروبة.كم كان عظيما وموقفا مشرفا وكبيرا لهذه الملايين المصرية وهي تهتف في ميدان التحرير بسقوط النظام!! وكم كان عظيما وهذا الشعب العظيم يطلق الصيحات في ميدان التحرير!! وكم كان عظيما ذلك الإصرار والعنفوان الذي تجلى في ثورة مصر المعاصرة!! وكم كان عظيما دعاء الملايين في ميدانالتحرير وباقي المدن المصرية وعلى جميع الجغرافيا العربية والإسلامية المساندة لهم في دعاء واحد لنجاح الثورة!! .. الثورة التي لم تكن بغريبة على هذا الوطن المصري الكبير بلد الثورات والانتفاضات والملاحم فحققت الثورة أهدافها بعد سبعة عشر يوما منذ قامت في 25 يناير 2011م ليأتي يوم الحادي عشر فبراير 2011م بالأمل والخير بإذن الله، وفي يوم مبارك يوم الجمعة عيد المسلمين يوم حطين وعين جالوت ويوم أكتوبر المجيدة سيظل هذا الشعب معززا بالذكريات المجيدة وسيظل هذا اليوم يوما عظيما في تاريخ مصر المعاصر.. فحفظ الله مصر دائما لتبقى قائدةً للأمة العربية في مرحلتها المقبلة ترنو إليها قلوب العرب جميعا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل