المحتوى الرئيسى

نصر الله وعبد الستار.. وتحرير الجليل والضفة والجولان !!بقلم:د. عبد القادر فارس

02/17 21:06

نصر الله وعبد الستار.. وتحرير الجليل والضفة والجولان !! بقلم / د. عبد القادر فارس في آخر خطاباته في السادس عشر من فبراير الجاري , أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله , أنه في حال شنت اسرائيل حربا على لبنان , فإن قواته ستجتاح شمال فلسطين المحتلة عام 1948 , لتحتل منطقة الجليل الفلسطينية , وتحررها من الاحتلال الاسرائيلي لتعود إلى أهلها , أو يعود أهلها إليها , حيث أن معظم اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في مخيمات اللجوء هم من مناطق الشمال الفلسطيني , يعيشون في مخيمات لبنان , وبذلك يكون السيد نصر الله , قد قدم حلا جزئيا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين , والكف عن الحديث عن التوطين , الذي يزعج الطائفة والحلفاء من المسيحيين , الذين يخافون الاختلال الطائفي لصالح السنة , ويحاربون الفلسطيني في لبنان بكل الأشكال , والتي وصلت في يوم من الأيام إلى حرب الإبادة في مخيمي صبرا وشاتيلا , خوفا من " القنبلة الديموغرافية" لصالح الطائفة السنية , إذا ما تم توطين أو تجنيس اللاجئين الفلسطينيين , في أي حلول سلمية مستقبلية . لكن السؤال المطروح : لماذا ينتظر السيد نصر الله , أن تقوم اسرائيل بحرب ضد لبنان , أو قصف المفاعلات النووية في إيران – وفق ما ذكرته الاستخبارات الإسرائيلية – لكي يرد باحتلال الجليل وتطهيره من الاحتلال , فما دامت لديه القوة لشن حروب التحرير , مثلما فعل ذات يوم خلال حرب "تحرير بيروت" ضد الإخوة الأعداء , لماذا لم يتم ذلك خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قبل عامين , وهو الذي وقف متفرجا على ذبح الأطفال والنساء في غزة , ولم يطلق صاروخا واحدا على شمال فلسطين المحتلة للتخفيف عن أهل غزة , وتعزيز صمودهم , ودعم مقاومتهم , ولم نسمع سوى عبارات الشجب والاستنكار والإدانة , وعبارات التشجيع للصامدين في غزة المذبوحة بالسكين الاسرائيلي والصمت العربي والدولي , ولماذا لم تزحف قواته على فلسطين خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف عام 2006 , وخرج بعدها للحديث عن الانتصارات ودحر العدوان , بعد أن تم وقف إطلاق النار , ودخل أكثر من ثلاثين ألفا من القوات الدولية للتمركز على أراضي الجنوب اللبناني , لحماية اسرائيل بعد أن ابتعدت قوات حزب الله لأكثر من ثلاثين كيلو مترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية . وفي محاولة للنفخ في تصريحات نصر الله وتضخيمها , خرج علينا موقع " تيك ديبكا " التابع للاستخبارات الإسرائيلية , ليتحدث بالتفصيل عما أسماها " خطة حزب الله " لاحتلال الجليل في شمال فلسطين , وذلك من أجل التهويل و" الرقعان بالصوت " , على رأي الصديق والزميل عدلي صادق , والتخويف من مخاطر حزب الله وتهديده للأمن والاستقرار , وجلب المزيد من الدعم العسكري الأميركي , والتأييد العالمي لإسرائيل " المسكينة " المستضعفة , التي تهددها جحافل حزب الله المدعومة بالصواريخ النووية الإيرانية , بالفناء وإلقائها في البحر , مثلما كان يبشرنا بذلك أحمد سعيد من صوت العرب العتيد , وتنفيذ " هولوكوكست" جديد بحق اليهود. ومن العجيب أن نرى البعض عندنا في فلسطين , يصدق ما يأتي من تصريحات وتهديدات , ومن الحديث عن الحروب والانتصارات من حزب الله في لبنان , أو من الحليف الأكبر في طهران , فلقد خرج علينا المحلل السياسي و" العسكري " الكبير الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، بعد خطاب السيد حسن نصر الله , بالقول أن المعركة القادمة ستكون على أرض فلسطين، وأن الضفة الغربية ستتحرر في الحرب القادمة , بعد أن يتم تحرير الجليل بأيدي جيوش حزب الله القادمة من وراء الحدود. ويشرح السيد قاسم كيف سيتم تحرير الضفة الغربية المحتلة , بالقول أنه إذا حرر حزب الله الجليل، فسيبادل على الضفة الغربية على الأقل، وأنه إذا هزمت إسرائيل في الشمال، فلن يبقى لها طعام في الضفة , ولن تستطيع الاستمرار في احتلالها للضفة الغربية , وسيتمكن حزب الله من السيطرة على المستوطنات - وربما كنس المستوطنين , من أجل إسكان باقي اللاجئين الفلسطينيين الموجودين خارج لبنان - وسينهزم جيش الاحتلال , وأن السلطة الفلسطينية ستنتهي , وأن النظام الأردني سيسقط , وشدد د.قاسم على أن حزب الله قادر على تحرير شمال فلسطين لوحده، وأن الجيش السوري سيحرر الجولان بعد تحرير شمال فلسطين , وحسب د. قاسم، فإن ميزان القوى بعد الثورتين التونسية والمصرية يصب لصالح قوى المقاومة، وأن وضع إسرائيل أصبح أكثر صعوبة، خصوصا أن نظام مصر السابق كان ركنا أساسيا في الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية والأمريكية. فلماذا يتمني السيد قاسم نهاية السلطة الفلسطينية , وهي التي ترسخ على الأرض الهوية الفلسطينية , وتعمل بكل السبل من أجل إرساء دعائم الدولة الفلسطينية , وترفض العودة للمفاوضات إلا بعض وقف نهب الأرض والاستيطان , ولماذا يتحدث عن سقوط النظام في الأردن , هل من أجل إقامة الوطن البديل , وما هذا التفاؤل بعد سقوط النظامين في تونس ومصر , ألم يسمع بالبيان الصادر عن قيادة القوات المسلحة المصرية , التي تسلمت الحكم في مصر , بأنها تتمسك بالاتفاقات المبرمة مع اسرائيل , أم أنه كمن يردد من بعض المحللين الطارئين على السياسة , بأن سقوط نظام الرئيس مبارك في مصر , يعني سقوط اتفاقات " كامب ديفيد" , وانتهاء حقبة السلام , والتبشير بالحروب العربية القادمة , وجحافل الجيوش الزاحفة من الشمال والجنوب , في انتظار سقوط النظام في الأردن لتنضم الجيوش الزاحفة من الشرق أيضا أو كما ينادي الزعيم العتيد وعميد الرؤساء العرب صاحب نظرية " إسراطين " , بأن على الفلسطينيين الزحف دون سلاح من البحر والبر على حدود فلسطين , من أجل تحريرها من النهر للبحر , وعودة فلسطين للفلسطينيين , بعد أن يعود كل اللاجئين , مع أن ذلك يتناقض من طرحه السابق بإقامة الدولة المشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ( إسراطين ). فكفانا أحلاما أيها السادة , فلن يتم تحرير فلسطين بالشعارات والتصريحات والتحليلات والخزعبلات , فمن أراد تحرير فلسطين عليه دعم صمود أهلها , وإنهاء الانقسام بين أبنائها , وليس تعزيزه كما يفعل الكثيرون من أصحاب الشعارات , والمتاجرين بدم الشعب الفلسطيني من أجل مصالحهم الفئوية والإقليمية , فنحن نعيش في العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين , وليس في سنوات الأربعينات والخمسينات في القرن العشرين , وفي أحلام اليقظين والنائمين , الذين أضاعونا ذات يوم , ويريدون اليوم إضاعة ما تبقى من أرض فلسطين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل