المحتوى الرئيسى

د. حسن الحيوان يكتب عن: الخصوصية النبوية والثورة الإصلاحية

02/17 15:32

كانت حياة رسولنا عليه الصلاة والسلام ثورةً إصلاحيةً بجميع المقاييس العصرية في كل المجالات الحياتية: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وخلافه، ثورة على الاستبداد والفساد والجهل والتعصب، ولذلك كان لا بد لرسولنا من استثمار كل إمكاناته وخصوصياته لإنجاز هذه الرساله الثورية. لقد اختص المولى سبحانه رسولنا عليه الصلاة والسلام بالتكريم وكثير من المنح والقدرات مقارنةً ببقية الأنبياء الذين يناديهم سبحانه في القرأن بأسمائهم.. (يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة).. (يا نوح اهبط بسلام).. (يَا مُوسَى اخْلع نعليك).. (يا عيسى أأنت قلت للناس)، ولكنه سبحانه ينادي رسولنا في القرأن بلقبه.. (يا أيها النبي..) والله سبحانه لم يقسم بأيٍّ من الأنبياء إلا برسولنا.. (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) ولقد بشَّر عيسى برسولنا (ومبشرًا برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد)، ولم يبشر موسى بعيسى عليهما السلام. كما تم تأهيل رسولنا ربانيًّا, روحيًّا وماديًّا, بدايةً بحادثة شق الصدر؛ حيث جاءه جبريل فأخذه وشق صدره، واستخرج من قلبه حظَّ الشيطان، ثم غسله بماء زمزم، وصولاً للتأسيس القرآني الشامل، كان خلقه القرآن، كل ذلك تكريمًا لقدره، ودعمًا لإمكاناته لإصلاح أحوال البشرية في كل المجالات الحياتية. صحيح أن هذه المنح والقدرات الإلهية كانت خاصةً برسولنا، لكن الثمرة والفوائد كانت وما زالت عامة لكل البشرية، حتى زواجه بتسع نسوة كان بجميع المقاييس ليس لمتعة زوجية ولا رفاهية شخصية، بل زيجات دعوية؛ لتوسيع محيط رسالة الإسلام. ونتيجة ذلك اتفق المؤرخون والباحثون- من غير المسلمين- على أن رسولنا هو أعظم شخصية في التاريخ بكل المقاييس. ولذلك فمنتهى المراد في توجيه العباد هو العبرة لكل المصريين، مدنيين وعسكريين, كأفراد وجماعات ومؤسسات وهيئات، أن نقتدي بتفعيل جوهر الرسالة النبوية لإصلاح الأحوال المصرية قبل أن ننشغل بمظهر الاحتفالات الموسمية؛ استرشادًا بالمدلول الحضاري للآية الكريمة.. (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة)؛ أي أن الواجب شرعًا على كل منا استثمار كل المنح الإلهية مثل الإمكانات الشخصية والمناصب الرسميه والمجتمعيه,الروحيه و الماديه والاجتماعيه والسياسيه والعلميه وخلافه فى اتجاه الاخره بتفعيل النشاط الخاص والعام المهنى والتطوعى لاستهداف التغيير الى الافضل.--------* رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار.

نرشح لك

Comments

عاجل