المحتوى الرئيسى

المسرح‏..‏ والبحث عن مستقبل أفضل

02/17 13:14

الذي اغتيل في الأعوام الماضية علي يد من هم مسئولون عن تنشيط الثقافة‏,‏  كما يقول الفنان الكبير عزت العلايلي مشيرا الي وزير الثقافة السابق فاروق حسني والذي قال عنه انه حول المسرح الي خرابة‏,‏ مضيفا لقد انتقدته لسنوات طويلة في وسائل الاعلام بدون اي فائدة‏.‏ المسرح يحتاج لاستراتيجية جديدة تعيد اليه عافيته بعد هذا التخريب‏,‏ ويحتاج لاصحاب الفكر والرؤية الحقيقية وهذا دور المفكرين والكتاب‏,‏ الان عليهم ان يتجهوا للمسرح ويعاد النظر في احواله مرة اخري لبنائه من جديد مؤكدا لدينا رجال قادرون علي ذلك بالفعل‏,‏ لابد من العمل علي بناء الفكر المسرحي وبناء الانسان والمكان ايضا بمعني اعادة هيكلة كل شيء‏,‏ ويقول العلايلي نجح فاروق حسني خلال السنوات الماضية في تحطيم المسرح والسينما وكل اشكال الابداع الجيد فهو رجل لايستحق ولذلك فشل في اليونسكو‏,‏ ويكفي اننا انتقدناه لفترات طويلة ومع ذلك لم يتغير اي شيء‏,‏ وحتي عندما ذهبت مع الفنانين لمقابلة الرئيس السابق تحدثنا في العديد من النقاط كاصلاح المسرح والسينما وحق الاداء العلني والحماية الفكرية‏,‏ وذلك في حضور وزيري الاعلام والثقافة ولم يحدث شيء بعد ذلك وكأننا ننفخ في قربة مقطوعة‏.‏ ويري عزت العلايلي ان المرحلة القادمة تحتاج لقيادات شبابية تعيد للفن بهاءه لانه احد اضلاع الحضارة ولابد من اصلاحه كما سيحدث مع الجوانب الاخري‏,‏ مضيفا اضلاع الحضارة الاربعة هي الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الاجتماعية والاخلاقية ورابعا الفنون والاداب واذا كنا علي مشارف مرحلة جديدة فلابد من اصلاح الاضلاع الاربعة بما فيها الفن‏.‏حريتنا المطلقة ويقول الفنان محمد صبحي كنت استعد منذ مايقرب من‏6‏ سنوات لتقديم مهرجان المسرح للجميع والذي يضم عددا من المسرحيات كان علي رأسها مسرحية خيبتنا وكان من المنتظر ان تثير جدلا كبيرا وربما تواجه بالهجوم والمنع من الرقابة ولكن الان لم يعد لها معني ولن اقدمها لان الاحداث الاخيرة حولتها الي كرامتنا وانتصارنا وليس خبيتنا علي يد الشباب‏,‏ ولا اعتقد انه من الممكن ان اقدم عملا بديلا لها يرصد هذه الثورة‏,‏ لانه لايمكن التعبير عنها بشكل سريع‏,‏ لان مثل هذه الاحداث الهائلة لابد من الابتعاد عنها بمسافة كافية حتي يمكن تقييمها من بعيد‏,‏ حتي نري الصورة كاملة ونتأملها بشكل جيد‏,‏ ويضيف اعظم شيء في رأيي هو الحصول علي حريتنا المطلقة فهذه الثورة حطمت كل حواجز الخوف‏,‏ واتمني ان تكون حرية واعية وناضجة ولاتهدم قيمنا وتراثنا واخلاقنا‏.‏عروض جادة ويتفق المخرج خالد جلال مع صبحي مشيرا الي ان الاعمال المسرحية والابداعية ـ التي تعبر عن اللحظة الراهنة وتناقش هذه الثورة ـ لن نراها الان‏,‏ لان الاحداث الكبري لاتصنع ابداعاتها اثناءها‏,‏ وانما تحتاج لبعض الوقت لدراستها ومتابعة نتائجها‏,‏ مضيفا اعتقد ان الثورة ستفجر طاقات الكثير من المبدعين‏,‏ كما ان التغير في المناخ العام سيجعل اداء المبدعين بشكل عام مختلفا في الفترة القادمة لان ماحدث اصبح جزءا من اذهانهم وقلوبهم‏,‏ والفنانون والمبدعون لهم دور مهم في هذه المرحلة لتوعية الناس من خلال اعمالهم وعدم الاستهانة بالعقول‏,‏ كما ان كل مصري عليه ان يتحمل مسئولية كبيرة في هذه المرحلة للبناء والقضاء علي الفساد‏.‏ ويضيف خالد جلال أن الوقت قد حان لتقديم عروض مسرحية جادة مؤكدا لا اعني بالجادة البعيدة عن الكوميديا وانما العروض الصادقة التي تعبر بشكل حقيقي عن المجتمع‏,‏ وكانت نادرة في المرحلة السابقة مثل قهوة سادة وشيزلونج واللعب في الدماغ التي قدمها خالد الصاوي في مسرح الهناجر منذ عدة سنوات وحققت نجاحا هائلا وهبوط اضطراري ونلتقي بعد الفاصل‏,‏ فهي عروض تناقش الواقع وتقدم حقيقة صادقة‏,‏ قدمها شباب للتعبير عن مشاكلهم‏,‏ ونفس هؤلاء الشباب كانوا جزءا أساسيا في الثورة‏,‏ وأهم ماميز هذه العروض انهانتاج تفكير جماعي وخرجت في صوت واحد‏,‏ اما العروض الركيكة فلابد ان تتراجع الان‏,‏ لانها لن تجد لنفسها مكانا ولا لصناعها في ظل حالة الوعي الموجودة حاليا والتي تصنف الرديء من الجيد‏.‏ ويرفض خالد جلال فكرة التعميم ومحاولة اقصاء جميع المسئولين عن ادارة المسارح‏,‏ مشيرا الي ان الثمرة الفاسدة ستسقط بمعني ان القيادات التي لم يكن لها تأثير ولم تقدم اضافة لعالم المسرح وربما كان لها تأثير سلبي ايضا سيتم التخلص منها في هذه المرحلة الجديدة‏,‏ بينما لايجب التعميم علي من حاولوا القيام بنهضة حقيقية في اماكنهم واهتموا برعاية الشباب واحتواء مجهودات المسرحيين‏.‏إلغاء الرقابة بينما يقول المخرج ناصر عبدالمنعم مدير الفرقة القومية للعروض التراثية بالبيت الفني للمسرح لقد بدأت بالفعل في الاستعداد لتقديم أعمال عن الثورة التي شاركت فيها وقدمت لشبابها بالتعاون مع آخرين خشبة مسرح ضمت ابداعات الشباب تحت عنوان مسرح الثورة والذي قام بادارته شباب المسرحيين أحمد السيد وأحمد رجب ودعاء رمضان وبسمة ياسر وقدم المبدعون علي خشبته فقرات ارتجالية واغاني وشعرا وحكيا‏.‏ ويقول عبدالمنعم انه كان سعيدا جدا بهذه التجربة لان هذا هو المسرح الحقيقي القريب من الجمهور حيث ان مسرح الثورة ظهر في مكانه الطبيعي بين الناس واضاف اتمني ان يكون له امتداد بعد انتهاء ايام الاعتصام‏.‏ ويقول إذا قلنا ان مصر ماقبل‏25‏ يناير مختلفة عن مابعدها فالمسرح كذلك مختلف مسرح الثورة هو تجربة مسرح الشارع وكثيرا ما واجه مسرح الشارع القمع واصطدم بأمن الدولة المسيطر علي الشارع المصري‏,‏ وهو احد الاسباب التي جعلت من ضمن المطالب الرئيسية للثورة تفكيك هذا الجهاز وارتفاع سقف الحريات والغاء الرقابة فنحن علي ابواب عهد جديد من الديمقراطية ولابد من الغاء كل القيود علي حرية التعبير واطلاق الحريات العامة وفيما يتعلق بمجالنا فالمسرح نفس الشيء يحتاج للحرية واطلاق حرية الابداع فالمسرحيون في أوروبا يسخرون من الرقابة التي مازالت تسيطر علينا هنا‏.‏ ويري عبدالمنعم ان المسرحيين تقع علي عاتقهم مسئولية كبيرة تجاه هذه الثورة في الفترة القادمة والتي وصفها الخبراء بانها اعمق ثورة في تاريخ مصر الحديث وتتمثل هذه المسئولية الان في مواكبة نبض الشارع‏,‏ مضيفا اري ان كل الاعمال التي كنا نستعد لتقديمها في مسرح الدولة لم تعد تصلح الان‏,‏ فقد كنا في حالة غيبوبة والمسرح مغيب‏,‏ ولكن اعتقد انه سيكون هناك ازدهار كبير في المسرح الان بعد ان استيقظنا علي الثورة‏,‏ فمع هذا المناخ الجديد والمطالب المشروعة والحراك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي سيعود الجمهور للمسرح‏,‏ طالما ان الاحساس بنبض الشارع عاد اليه وعلينا ان نعيد المسرح ليلعب دوره الحقيقي‏,‏ ويؤكد مسرحنا قبل الثورة كان ماسخا اما الان فلدينا الفرصة للتعبير وطرح الافكار‏.‏ ويقول ناصر عبد المنعم ان هناك بعض الافكار التي بدأ العمل علي تطويرها بالفعل مثل شكاوي المصريين بداية من الفلاح الفصيح وحتي ثورة‏25‏ يناير‏2011‏ ميراث القهر وكلف بها اثنان من الشباب حيث سيقوم بكتابتها احمدعبدالرازق ويخرجها احمد السيد‏,‏ بالاضافة الي فكرة المسرح الوثائقي من خلال جمع شهادات من شباب ميدان التحرير وتكوين مادة وثائقية للثورة تقدم في عرض تسجيلي يوثق الاحداث علي غرار المسرح الوثائقي المعروف في اوروبا‏,‏ ويقدم صورة للحياة اليومية في الميدان خلال الــ‏18‏ يوما والنماذج البطولية في مواجهة الهجمات البربرية للبلطجية في اليوم الذي سمي بموقعة الجمل‏.‏ ويشير الي انه كمدير لمسرح الغد يعمل الان بدوافع شخصية لاحداث حراك في المسرح لانها مسئوليته خاصة وانه لايوجد وزير للثقافة الان او خطة واضحة‏,‏ واضاف اتمني ان نتحول الي دولة مؤسسات بشكل حقيقي وان يكون هناك نوع من الحرية وتصبح كل مؤسسة سيدة قرارها‏.‏ واشار الي ان المؤسسات المختلفة لديها القدرة الان علي التحرر من قيود النظام السابق الذي ظل مسيطرا علي كل شيء وسخر هذه المؤسسات في خدمته ولاتخدم الشعب رغم ان هذه الهيئات بالكامل من مسارح ومرافق عامة بمختلف أنواعها هي ملك الشعب ومن امواله‏,‏ بينما النظام زائل‏.‏نبض المجتمع ويقول المخرج الشاب عادل حسان يبحث الشباب عن التغيير في كل المجالات في ظل المرحلة الجديدة التي نمر بها الان بعد ما حققته ثورة‏25‏ يناير وعلي الرغم من ان بعض المسرحيين حاولوا التغلب علي حالة الركود التي كانت الحركة المسرحية تمر بها‏,‏ الا ان هذه التجارب كانت قليلة لانه كان من الصعب جدا مقاومة التيار‏,‏ والآن أصبحت الفرصة متاحة امام التجارب الجادة للتغيير لانعاش المسرح من جديد‏,‏ فالمسرح مرآة للمجتمع بشكل عام‏.‏ ويؤكد قائلا لقد لجأت لنص ايطالي لداريوفو في احد عروض المسرحية منذ ثلاثة اعوام لمناقشة قضايا التعذيب في السجون بعنوان موت فوضوي صدفة فقد كان من الضروري اختيار بلد اخر‏!‏ويقول عادل حسان ان المسرح بشكل عام سواء بعد الثورة أو قبلها من المفترض انه نبض المجتمع يعبر عن الناس بمشاكلهم وهمومهم وأحلامهم وإذا خرج عن هذا الاطار اصبح بلا معني ولم يعد هناك داع لتقديمه‏.‏ هو مرآة للواقع ومن أساسياته وجود علاقة اتصال قوية مع الجمهور‏,‏ فإذا دخل المتفرج العرض المسرحي ولم يجد نفسه فيه وما يعبر عنه لن يعود إليه مرة أخري‏,‏ وأضاف‏:‏ إذا عدنا حتي لبدايات المسرح لوجدنا أنها ارتبطت بالمجتمع الذي ظهرت فيه‏,‏ علي سبيل المثال المسرح اليوناني ظهر في مجتمع لديه هوس بعالم الآلهة‏,‏ لذا كانت أغلب النصوص تدور أحداثها داخل هذا العالم وتتناول العلاقة بين عالم البشر والآلهة‏,‏ و فكرة البحث عن الغفران‏.‏الفرق المستقلة أما محمد الصغير مخرج عرض شيزلونج الذي جمع جزءا كبيرا من مشكلات الشباب التي ربما كانت سببا رئيسيا في قيام ثورة‏52‏ يناير‏1102,‏ فيقول‏:‏ إن الثورة غيرت كل شيء‏,‏ لذا فهو يأمل أن يتغير المسرح أيضا‏,‏ مشيرا إلي أنه قبل هذه الثورة كان هناك عرض واحد أو اثنان فقط للشباب يعبر بشكل حقيقي عن المجتمع من بين عروض مسرح الدولة بينما هناك العديد من العروض الأخري التي تعتبر إهدارا للمال العام يحصل فيها النجوم علي أموال هائلة‏,‏ وفي النهاية لا يوجد جمهور‏,‏ مضيفا أنه إذا حصل الشباب علي فرصة حقيقية سيتغير شكل المسرح في الفترة المقبلة‏,‏ خاصة مع تغير المناخ العام‏.‏ وعن الكتابة المسرحية يقول الصغير‏:‏ إن الأعمال الجيدة تظهر في وقت الأزمات كما حدث في فترة الستينيات التي ظهرت فيها أفضل الكتابات المسرحية‏,‏ مضيفا‏:‏ رغم ما شهدته أيام الثورة من ظهور شعراء وكتاب جيدين‏,‏ فإنه لم يتضح بعد إذا كان تأثيرها سيتسبب في تنشيط الإبداع الجيد أو الهدوء‏.‏ ومن جانب آخر يري الصغير أن الفرق المستقلة سيكون لها وجود أكبر وأكثر قوة في الفترة المقبلة‏,‏ وستقدم أعمالا أفضل بعد أن حصلت علي حريتها‏,‏ وأضاف‏:‏ أما مسرح الدولة فلا أعرف إذا كان سيستطيع التخلص من المخرجين المسيطرين عليه الذين رأيناهم يقدمون عملين أو ثلاثة في العام الواحد أم لا‏.‏إقصاء بينما يقول المخرج محمد عبدالفتاح مؤسس فرقة حالة المستقلة‏:‏ لقد اهتمت الفرقة منذ بدايتها بمسرح الشارع‏,‏ وواجهت الكثير من المشكلات والصراعات مع جهاز أمن الدولة تعمل بالفعل حاليا علي إعداد موضوعات عن الثورة كما تسعي لمساعدة الفرق المستقلة الأخري التي تقدم مسرح شارع بعد أن امتلكت حريتها الآن‏.‏ ويري عبدالفتاح أنه إذا كنا نريد تطوير المسرح في الفترة المقبلة‏,‏ والقيام بتغيير حقيقي فلابد من إقصاء جميع الإداريين الحاليين‏,‏ لأنهم كانوا سببا في منع المسرحيين الجادين وأصحاب الرؤي من العمل في مسرح الدولة‏,‏ مضيفا أن من ثبت فشله في موقعه لابد أن يتركه‏,‏ وهؤلاء الإداريون ثبت فشلهم بالفعل‏,‏ وعليهم الآن أن يتركوا الإدارة طالما أنهم عجزوا عن الأداء فيه‏,‏ ويعود كل منهم لعمله كمخرج أو ممثل فقط‏,‏ مؤكدا أنه لا يسعي بشكل شخصي للمناصب فهو مخرج في الأساس ولن يكون غير هذا‏,‏ لكن علي من فشلوا في الإدارة أن يدركوا هذا ويتركوا مواقعهم لأن المسرح تحول علي أيديهم إلي فولكلور وتراث لا يراه أحد‏,‏ وحتي ولو كان بينهم مدير جيد يكفي أنه صمت علي الفساد الذي يراه من حوله‏.‏ ويضيف‏:‏ بالرغم من أن عدد المواقع المسرحية في مصر كثير جدا‏,‏ وإذا وجد هذا العدد في أي دولة أخري قد يحولها إلي دولة عظمي‏,‏ فإنه مع هذا العدد الذي يضم كذلك كما هائلا من العمالة الزائدة التي لم تقدم أي عائد أو نتيجة حقيقية‏,‏ وهؤلاء أساءوا لسمعة المسرح المصري وأهدروا المال العام‏.‏ ويري عبدالفتاح أنه لابد من وجود نية حقيقية للإصلاح وليس مجرد تغيير للوجوه‏,‏ مؤكدا وجود الكثير من الرجال القادرين علي العمل باحتراف حقيقي وعلي درجة كبيرة من الوعي‏,‏ ويمكنهم تقديم مسرح جيد‏.‏ كما يطالب عبدالفتاح أيضا باختفاء الرقابة‏,‏ فهي فكرة عقيمة‏,‏ ووسيلة لأمن الدولة‏,‏ ذاكرا ما واجهه من مشكلات في مهرجان السينما المستقلة الذي تحمل مسئولية تنظيميه وألغي بسبب الرقابة رغم أن الأفلام نفسها التي تضمنها المهرجان عرضت في مهرجانات أخري‏,‏ وأشار إلي أن الرقابة في رأيه هي حجة للارتباط بجهاز أمن الدولة وعبر عن دهشته من اتصال أمن الدولة به بعد لقاءات مع مسئولين كبار من المفترض أنهم فنانون‏,‏ كما حدث بعد مغادرته لمكتب د‏.‏ خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما بخمس دقائق فقط‏,‏ بينما كان البعض يسعي لتهديده بأمن الدولة من خلال التنبيه علي أحد مساعديه بإبلاغ أمن الدولة عن فلان وكأنها رسالة موجهة إليه‏.‏ ويقول عبدالفتاح‏:‏ خرجت من تجربة مهرجان السينما المستقلة بمرض السكر‏,‏ وفقدت الأموال التي جمعت لسنوات من أجل تحقيق حلم‏,‏ والتي ربما تصرف علي حفلة شاي واحدة في أحد المهرجانات الفاشلة التي تنظمها وزارة الثقافة‏,‏ وما حدث مع المهرجان ذي الميزانية الصغيرة كان السبب فيه أنه يفضح الفساد الإداري في هذه المهرجانات‏.‏ أما المؤلف وليد يوسف الذي بدأ بالكتابة للمسرح ثم هرب منه إلي عالم الدراما التليفزيونية فيقول‏:‏ كتبت في التسعيينات ما يقرب من‏5‏ مسرحيات عبرت عن واقعنا‏,‏ وعلي رأسها المواطن المهري وتمت طباعة هذه المسرحيات في كتب وقدمها شباب المسرح كثيرا في الجامعات والمعاهد‏,‏ لكن لم أرها حتي الآن تقدم علي المستوي الاحترافي في مسرح الدولة‏,‏ ولم أسع يوما لأحد طلبا لتقديمها‏,‏ ولن أفعل‏,‏ لأن أعمالي موجودة ومتاحة لمن يريد‏,‏ فإذا لاقت إعجاب من يقرأها أسانده في تقديمها‏,‏ لكني لا أسعي خلف أحد فمهمتي هي الكتابة فقط‏,‏ وربما كانت هذه المسرحيات لا تلقي إعجاب مسرح الدولة‏,‏ لهذا لم أرها علي خشبته‏,‏ بينما قدمها الكثير من الشباب في مسرح الهواة وحضرت تقديمها دعما لها‏.‏ ويضيف يوسف‏:‏ كان لي عرض وحيد في مسرح الدولة قام بإخراجه د‏.‏ أشرف زكي‏,‏ وهو خايف أقول اللي في قلبي في التسعينيات‏,‏ وعرض علي مدار موسمين بنجاح‏,‏ غبت بعدها عن مسرح الدولة وغاب عني‏,‏ وبعيدا عن أعمالي أتمني أن تتغير الأحوال ونري أعمالا وكتابات جيدة في المسرح في الفترة المقبلة‏,‏ والا ينتهز الكتاب الفرصة لركوب الموجة في ظل ما يحدث حاليا كما فعل البعض‏.‏ وعن تأثير الأحداث الأخيرة علي الكتابة الإبداعية يقول وليد يوسف‏:‏ التعبير عن الثورة بصورة حقيقية لن يظهر بشكل سريع لأن التاريخ يحتاج لبعض الوقت قبل أن نبدأ في تسجيله لا يؤرخ في اللحظة نفسها‏,‏ لأنه من الضروري متابعة النتائج قبل الرصد والكتابة‏.‏  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل