المحتوى الرئيسى

(جدران البابا الخرسانية)

02/17 10:50

 الحوائط الخرسانية الثلاث التى أمر ببنائها البابا شنودة الثالث على أبواب الكاتدرائية المرقسية الرئيسية فى ميدان العباسية بالقاهرة، لمنع «خطر» يخاف دخوله إلى الكاتدرائية، لم تكن كافية للحد من الغضب المتنامى لدى الأقباط والذى وصل إليه بالفعل.استطاع شباب الأقباط الدخول عبر الإنترنت إلى المواقع القبطية وعبر أسقفية الشباب إلى داخل الكاتدرائية، ليجد البابا شنودة نفسه محاصرا بغضب الأقباط على تأييده للرئيس مبارك حتى اللحظة الأخيرة، بل وتأكيده للمرة الثانية أن الأقباط لا يتظاهرون، وهو ما اعتبره متابعون أكبر خسارة للأقباط فى ظل الجماعة الوطنية فى تاريخ مصر منذ دخول عمرو بن العاص لمصر.«الحوائط الخرسانية» ليست مجرد رمز بل حقيقة، فقد بنى البابا ثلاث حوائط خراسانية حقيقية منذ يوم 25 يناير لإغلاق أبواب الكاتدرائية أمام خطر، قال أحد الأساقفة المقربين من البابا إن الأنبا يؤانس سكرتيره الخاص أقنعه به وهو «هجوم الإخوان المسلمين على الكاتدرائية فى إطار خطتهم لحكم مصر، وهى نفس الشائعة، التى نشرها يؤانس فى مئات الكنائس». ووفقا لمتابعين للشأن القبطى فإن المرة الأولى التى قال فيها البابا إن الأقباط لا يتظاهرون، كانت فى الوقت الذى تظاهر فيه الآلاف من المصريين المسلمين والمسيحيين فى شوارع شبرا احتجاجا على أحداث كنيسة الإسكندرية التى وقعت فى رأس السنة.بينما تمت إذاعة حوار البابا مع عبداللطيف المناوى فى الثامنة والنصف، وبعد انتهاء عبارة البابا التى قال فيها «إن المتظاهرين ليسوا من الأقباط بل مندسون» بدأ الأمن مهاجمة المتظاهرين على الفور، وهو ما اعتبره المتابعون موافقة من البابا بوقف التظاهرات ولو بفضها قسرا، وهو ما حدث بالفعل وخلف عشرات المصابين.أما موقف البابا المؤيد للرئيس حسنى مبارك خلال ثورة 25 يناير، والذى استمر حتى اليوم الأخير، فقد أثار غضبا غير مسبوق فى الأوساط القبطية، ولم يشفع له، كما يظهر على المواقع والمنتديات الإلكترونية القبطية، ما قاله البابا أمس الأول فى مداخلة مع التليفزيون المصرى بأنه مع المتظاهرين المطالبين «بأمور دستورية وقانونية وبتحسين مستوى معيشتهم وزيادة أجورهم»، فقد جاء أول تعليق على موقع الأقباط الأحرار الشهير ليقول «ليست هذه هى أهم مطالب ثوار 25 يناير.. يا سيدنا (البابا) كثيرا ما تكلمت فندمت وعن السكوت قط ما ندمت».ووفقا لتعليق من أحد كبار أساقفة الكنيسة بجنوب الصعيد فإن «المشكلة ليست فى أن البابا يعلن تأييده للرئيس عندما كان فى سدة الحكم، كلنا نعرف أن الكنيسة تعانى ضغوطا كبيرة، المشكلة فى أن البابا استمع للأنبا يؤانس وكان يؤيد الرئيس بالفعل، بالرغم من أن ضحايا الأحداث الطائفية فى عصره تتجاوز ضحاياها منذ عهد محمد على».«وحدة وطنية دليفرى»وعن شعور الأقباط بتعزيز الوحدة الوطنية فترة الأيام الـ 18للثورة قال «الوحدة الوطنية وصلت للأقباط دليفرى، مصر بها أكثر من 1750 كنيسة وفقا لأرقام المجمع المقدس، لم تتعرض واحدة منها لإلقاء طوبة عليها، الأقباط عرفوا بشكل عميق فى كل مدينة وقرية من الذى حرك الفتنة ضدهم، بل وفى اليوم التالى لعودة الشرطة تعرض 6 منهم للاعتقال فى العمرانية بتهمة الصلاة فى مبنى غير مرخص، فتمنى الأقباط هناك لو أن الشرطة لم تعد».وأضاف: «لقد أسقط رحيل مبارك سطوة الأساقفة المعروفين بانتمائهم للأمن داخل المقر البابوى وفى الإبراشيات القريبة من القاهرة، وصعدت أسهم رجل توافقى مثل الأنبا موسى أسقف الشباب الرجل الوحيد، الذى امتلك جراءة إعلان موقف مع الثورة بضغط من شباب الأسقفية التى يرأسها، وهو الرجل الذى سبق وأن تم تقديم اسمه كقائد لمرحلة انتقالية فى الكنيسة».«البلطجية افتكروا أننا سنحصل على يومية أكبر منهم فتحرشوا بنا» هكذا علق أحد الكهنة من الجيزة الذين أمرهم البابا بالمشاركة فى مظاهرة تأييد الرئيس السابق حسنى مبارك بميدان مصطفى محمود.وفقا للدكتور ممدوح حليم، الناشط الحقوقى، فإن «نظام مبارك الضعيف، سعى إلى تقوية نفسه وإطالة مدة بقائه من خلال التزاوج بين رأس المال والسياسة، وبين الدين والسياسة لتحقيق شعبية وبقاء.. والخزى الآن لمن تعاون من الأقباط مع النظام وأجهزته الأمنية للضغط على الكنيسة أو نقل ما يدور فى كواليسها، فقد انهار النظام وولدت مصر من جديد».«البابا صاحب ثانى أطول فترة حكم للكنيسة فى تاريخها، اعتاد تصفية المختلفين معه»، وفقا لكمال زاخر مؤسس التيار العلمانى القبطى «وهو ما عزز انغلاق الخطاب الدينى والاجتماعى والسياسى للكنيسة على مدى السنوات الأربعين لاعتلاء البابا سدة البطريركية».تزوير انتخابات وتعطيل المجلس الملىواعتبر زاخر أن «البابا صفى كل المستقلين فى المجلس الملى العام، وهو أشبه ما يكون بمجلسى الشعب والشورى فى الدولة، من خلال إعلان قائمة أثناسيوس، والتى تضمن أسماء من يريدهم معه فى المجلس الملى وطرحها على الأقباط لانتخابها دون غيرها، ثم انتهى به الأمر إلى تجميد عمل المجلس كليا منذ عام ونصف، فر بنفس الطريقة التى أدار بها الحزب الوطنى مؤسسات الدولة، وفى النهاية فرغ الكنيسة من كل رأى مناوئ أو مستقل، وهو ما ظهر فى الأزمة الأخيرة عندما خاف كل الكهنة والأساقفة الرافضين لتصريحات البابا المؤيدة لمبارك، من الإعلان عن رأيهم المؤيد للثورة، واكتفى أحدهم بالتصريح نصا بأنه لطم عندما سمع تصريحات البابا المؤيدة لمبارك»،

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل