المحتوى الرئيسى

"الصندوق الاسود".. رواية مركبة من قصص عن الكتابة والحياة

02/17 10:17

بيروت (رويترز) - رواية الكاتبة العراقية كليزار أنور "الصندوق الاسود" تبدو للقارىء عملا مركبا من اكثر من قصة واحدة اريد لها ان تؤلف قصة كبرى.وهي في كثير من المجالات تشكل غورا في امور الحياة والكتابة وفي الشخصية الروائية والشخص الانساني وتصل الى حد ربما وجد فيه القارىء حياة اخرى خارج الحياة الفعلية او فلنقل حياة بديلة. وتطل علينا تلك الحياة الاخرى وكأنها هي الاصل اي هي ما يجب ان يكون او ما نحب ان يكون فتتحول الى نوع من التعويض.ولعل "القصة الاولى" اذا صح التعبير -اي الاساس الذي انطلقت منه الاحداث الذهنية والشعورية الاخرى- هي القسم القصصي الاقرب الى الحياة والاقناع بجو يشبه الحياة الفعلية. هذا لا يعني ان الاقسام الاخرى او فلنقل القسم الاخر المنبثق من الاول ليس بذي اهمية. بل لعله من الناحية التي قصدتها الكاتبة "درة" عقد عملها هذا. الا انه يبقى خلاصة امر فكري افتراضي وحياة اخرى..حياة رديفة او حياة "حلمية".وفي كل ذلك تطل كليزار انور بصورة الكاتب المعاصر ابن بيئته المحلية وابن بيئته البشرية الكبيرة. المقصود هنا انها تتكلم لغة العصر بمعناها المادي العملي التي اضحت اليوم من يومياته اي من عالم الالكترونيات المختلفة خاصة الانترنت الى عالم الاحداث المحلية وأكبرها وأفجعها طبعا حروب العراق والاحزان العراقية. الا ان الكلام عن الاحزان العراقية ويومياتها كان - وتحديدا في القسم الثاني- اقرب الى التسجيلي التقريري لا القصصي كما انه لم يجل جديدا لم نقرأه او نسمعه قبلا ولا هو شكل نظرة خاصة اليه.الرواية التي هي كتاب المؤلفة الرابع بعد ثلاثة -مجموعتين قصصيتين ورواية- صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وجاءت في 159 صفحة متوسطة القطع.تهدي الكاتبة روايتها فتقول "الى ابني الذي لم يأت". تبدأ الرواية بداية تتسم بدقة الملاحظة والتعبير والتقاط الحالات الانسانية لا من خلال " نظريات" عنها بل من خلال الغوص في الوضع البشري كما تمثله مجموعة من البشر في قاعة معينة هدفهم واحد وأملهم واحد لكن بتفاصيل مختلفة.في الامور الانسانية الاساسية يتساوى الناس اجمعون.. المثقف والفلاح والموظف والعامل والعراقي والسوري والجميع.العصر الحالي يطل علينا لا من خلال عنوان الرواية فحسب اي "الصندوق الاسود" -وهو الذي يسجل الاحداث والاقوال في الطائرة- ولا من خلال الانترنت والتليفون الخليوي او الموبايل فحسب بل من خلال الغاية التي جمعت تلك النسوة وأزواجهن في تلك القاعة.. عملية التخصيب الاصطناعي في المختبر من اجل مطلب واحد هو.. حياة جديدة اي امل.. اي طفل.نقرأ البداية.. "ست عشرة امرأة متفاوتات الاعمار.. سوريات وعراقيات.. مخطوفات النظرة والخوف من ان تفشل العملية.. جاؤوا بقلوب ملؤها الرجاء في ان تكون بطونهن حالمات بشيء يكبر في احشائهن. ويبقى الامل.. قارة نتمنى ان تطأها اقدامنا.   يتبع

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل