المحتوى الرئيسى

يرى أن السلفية تحوّلت من ممارسة دينية إلى أيديولوجية "اختراق البرج العاجي" يرصد تحولات جيوسياسية وأيديولوجية في التعليم السعودي الأربعاء 13 ربيع الأول 1432هـ - 16 فبراير 2011م

02/17 09:22

الرياض – محمد عطيف "اختراق البرج العاجي" هو عنوان كتاب جديد للدكتور محمد الخازم وقد وضع له عنوانأً فرعياً "قراءة في التحولات الجيوسياسية والتأثير الأيديولوجي في بنية وسياسة التعليم العالي السعودي". الكتاب حوى ستة فصول بدأت بتعريف المدرسة الفكرية السائدة في المملكة العربيه السعودية، ألا وهي المدرسة السلفية حيث استعرض الكاتب أهم مبادئها وكيف يرى أنها تحولت من ممارسة دينية إلى ممارسة أيديولوجية تسعى إلى إقصاء الآخر وادعاء تقديمها الحل الأوحد لجميع شؤون الحياة. في الفصل الثاني من الكتاب يقدم، المؤلف للحقبة الأولى من التحولات الجيوسياسة التي مرت بالمملكة والمنطقة ووضع التعليم العالي إبان تلك الحقبة وأبرز تلك التحولات، ومنها ظهور القومية العربية بقيادة جمال عبدالناصر، ثم حركة التضامن الإسلامية بقيادة المملكة وتطوّر النظام الإداري بالمملكة. ووصف المؤلف الجامعات السعوية إبان تلك الحقبة بالإستقلالية والتنوع والانفتاح. بعد ذلك قرأ المؤلف التحولات الرئيسة التي حدثت بعدها وأبرزها، حركة جهيمان ومعها ثورة إيران وغزو أفغانستان ثم حرب الخليج وأخيراً أحداث سبتمبر وكيف أثرت تلك التحولات في المجتمع السعودي وفي التعليم العالي بصفة خاصة. في الفصل الرابع يلخص المؤلف أبرز مؤشرات التأثير الأيديولوجي في التعليم العالي عبر المناهج الأكاديمية، التعليم العالي للفتاة، البحث العلمي، النظم واللوائح، وفي قرارات التعيين. وفي الفصل الخامس يركز المؤلف على علاقة الدولة بالجامعة عبر تحليل الممارسات الإدارية والتنظيمية مستدلاً في هذا الشأن بعدة شواهد تؤكد استنتاجاته بمبالغة التدخل في شوؤن الجامعات من قبل مؤسسات الدولة الأخرى وأبرزها وزارة التعليم العالي. ولم ينس المؤلف في الفصل الأخير أن يعطي بارقة أمل للمستقبل عبر الإشارة للتحولات التي أعقبت أحداث سبتمبر رغم أنه وفي قراءته للمستقبل لم يخف نظرة التشاؤم العامة التي تعيق التطلعات وفق مايراه الكاتب. حيث يقول الكاتب إن "التنبؤ بالمستقبل يبدو من الصعوبة بمكان، فرغم الإيجابيات والمبادرات التي نلحظها؛ إلا أنها لا تزال متواضعة، ولم ترتق إلى الحدِّ المطلوب لإحداث حراك فكري حقيقي ببنية التعليم العالي السعودي، ولا زالت الجامعات السعودية تفتقد التمايز والتنافس والاستقلالية التي تسمح لها بأي حراك فعلي ومستدام على مستوى البنية التنظيمية والفكرية والثقافية، وتظل أطر المدرسة الأيديولوجية والإدارية الواحدة تتحكم في مفاصل الفكر الجامعي السعودي". كتاب (اختراق البرج العاجي) من إصدار دار طوى وتوزيع دار الجمل ويقع في 175 صفحة من القطع المتوسط. الكتاب وبما حواه من جرعة عالية من الوضوح والمباشرة في تناول الأثر الأيديولوجي في بنية وسياسات التعليم العالي يتوقع أن يحظى باهتمام المهتمين بما يفتحه من نوافذ للنقاش في الأوساط المهتمة. الجدير بالذكر أن الدكتور الخازم أحد الكتاب المهتمين بموضوع التعليم العالي وسبق له إصدار كتاب "التعليم العالي في الميزان".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل