المحتوى الرئيسى

انتباهالأحزاب‮.. ‬ومستقبل الديمقراطية

02/17 00:07

إذا كان كل المصريين مجمعين علي ان مصر بعد ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬وثورة شبابها،‮ ‬تختلف عما كان من اوضاع قبل هذا التاريخ المجيد،‮ ‬فإن اكثر ما يجب ان يشهد‮ »‬قطيعة تامة‮« ‬بين العصرين الوضع الشاذ للحياة الحزبية،‮ ‬بكل ما يحيط بها من عوار‮.‬الاحزاب في مصر‮ - ‬بخلاف ما يحدث في الدنيا كلها‮ - ‬لابد ان تحصل علي‮ »‬إذن‮« ‬مما يطلق عليها لجنة شئون الاحزاب التي يرأسها الامين العام للحزب الحاكم‮ - ‬او الذي كان حاكما‮ - ‬ليسمح أو لا‮ ‬يسمح بطريقة مزاجية في منح التصريح بقيام حزب ما أو حجبه،‮ ‬ووفق أي منطق فإن المسأة تكون محكومة بمصلحة المانح المانع،‮ ‬واجندته،‮ ‬وتقاطع ذلك مع ما يراه الأمن الذي يدخل في علاقة عضوية مع الحزب الحاكم،‮ ‬وتكتمل المسألة بدخول رجال الاعمال‮ »‬علي الخط‮« ‬لتقود الوضع الحزبي الي حالة من الاحتقان والاختناق التام‮.‬وإذاكان المنع هو قرار‮ »‬لجنة الاحزاب‮« ‬فليس امام المؤسسين الا اللجوء لدائرة الاحزاب بمجلس الدولة،‮ ‬التي تتكون من خليط من القضاة والشخصيات العامة التي يعينها البرلمان الذي يحوز فيه الحزب الحاكم علي اغلبية يعلم الجميع كيف جاءت‮!‬باختصار،‮ ‬فإن الهيمنة علي هذا النحو وأدت الحياة الحزبية تماما،‮ ‬وكرست الاحتكار في السياسة،‮ ‬كما في الاقتصاد،‮ ‬ومن ثم فإن الشعب المصري عاني من الجور الشديد علي حقوقه الاقتصادية والاجتماعية،‮ ‬تماما كما تم انتهاك الحريات العامة،‮ ‬وصولا الي المساس الفاضح بالحقوق الاساسية،‮ ‬وكانت المحصلة الانفجار الهائل الذي قاد إلي ثورة ‮٥٢ ‬يناير‮.‬الآن ونحن نعيد ترتيب البيت من الداخل،‮ ‬فإن تقنين الحريات العامة،‮ ‬لاسيما حرية التنظيم وتكوين الجمعيات،‮ ‬لابد أن تشهد تصحيحا جذريا يقرر حرية المصريين في تكوين احزابهم ونقاباتهم واتحاداتهم،‮ ‬وماعداها من التنظيمات‮ ‬غير الحكومية،‮ ‬وإلا فإن اي حديث عن وجود حياة سياسية وحزبية سليمة،‮ ‬يعد نوعا من الدعابة الثقيلة الظل‮!‬لجنة شئون الاحزاب يجب دفنها للأبد واعلان الحزب يكون بمجرد اخطار الجهة المختصة ليس إلا،‮ ‬ولابد ايضا من النص في الدستور الجديد علي انه لا يجوز وضع قيد علي ممارسة حق التنظيم،‮ ‬وتكوين الاحزاب إلا ما يمس الأمن القومي او ما يتعارض مع النظام العام كما يحدد أطره الدستور والقانون فقط‮.‬بعد ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬اصبحت مصر جديرة بأن تكون مجتمعا ديمقراطيا دون تشكيك في جدارة واهلية المصريين،‮ ‬كما احترف ذلك لصوص المال العام الذين تصدروا المشهد السياسي طويلا دون وجه حق،‮ ‬ولابد ان يعي الجميع ان أي حديث عن ممارسة الحقوق والحريات المدنية والسياسية لا يستقيم في ظل اي قيود استثنائية علي النشاط الحزبي،‮ ‬بداية من الحق في تشكيل الحزب،‮ ‬وصياغة برنامجه وصولا الي التوجه للجماهير في الشارع،‮ ‬وممارسة كل الانشطة الداعمة لكيان الحزب ونموه‮.‬آن لمصر ان تري احزابا تولد من الشارع،‮ ‬وبإرادة الناس،‮ ‬وبعيدا عن رحم السلطة أو عصاها الغليظة لانها تفقد شرعيتها الحقيقية قبل ان تولد‮!‬حرية تكوين الاحزاب من الآن فصاعدا‮ - ‬يجب ان تكون ملمحا اساسيا في‮ »‬مصر الجديدة‮« ‬حتي نتحدث‮ - ‬بصدق وجدية‮ - ‬عن التحول إلي نظام ديمقراطي يترجم‮ - ‬علي الأرض‮ - ‬مفهوم الدولة‮ ‬المدنية الحديثة‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل