بوتقة الوطنية المصرية!
هذه أهم نتائج ثورة الشباب التي قادها متصدرا شعب مصر كله صباح يوم ٥٢ يناير ١١٠٢ هذا التاريخ العظيم الذي اضيف إلي سجل التاريخ الوطني المصري. لقد استطاعت الجماهير في مصر التي خرجت إلي الميادين والشوارع مضحية بشهداء من ابنائها أمام تعسف قوات الأمن في الساعات الأولي من الثورة قبل انسحابها أواختفائها، استطاعت هذه الجماهير وبعد أن لحقت بها بوادر قواتنا المسلحة أن يتفاعل »الجيش والشعب« في بوتقة واحدة لتظهر للعالم، كله المراقب للثورة والمراقب للأحداث عن كثب أو عن بعد، بأن في مصر مشهدا جديدا ليس فقط في ساحة جغرافية محددة من الكرة الارضية وهي »مسطح مصر« ولكن مشهد انساني فريد من نوعه، ففي أثناء اندلاع الثورة، ومحاولة النظام مكافحتها بغباء سياسي شديد، كانت هذه الجماهير تتعامل برقي وبتحضر، هناك من يدافع عن موقع احتلته الثورة وجعلته رمزا لسيادتها، ورمزا لصمودها وهو ميدان التحرير، مسطح لايزيد علي »٥٤ ألفا فدانا« استطاع أن يستوعب أكثر من مليونين من الثوار واستطاعوا أيضاً ان يحافظوا علي سيطرتهم علي الميدان الرمز للثورة.هؤلاء انقسموا تنظيميا بدون قيادة، الي مجموعة للدفاع ومجموعة للعلاج، في مستشفي ميداني، أنشئ لاسعاف مصابي الثورة، ومجموعة للأمن سواء في مداخل الميدان المتعددة حيث يدخل إلي الميدان حوالي عشرة مداخل »قصر النيل، مجمع التحرير، القصر العيني، شارع محمد محمود، شارع التحرير، شارع طلعت حرب، شارع قصر النيل، شارع شامبليون شارع ميريت »ميدان عبدالمنعم رياض« وشارع المتحف المصري والهيلتون سابقا - مداخل متعددة، استطاع الثائرون التحكم في كل المداخل والدفاع عن الميدان، بمجموعة من الأحجار التي »خلعت« من الأرصفة والبلاط، وكذلك تلك السواتر المعدنية التي كانت تحيط بالمباني تحت الانشاء في الميدان مثل الجراج المتعدد الادوار »تحت الانشاء« وكذلك تطوير منطقة فندق الهيلتون سابقا »ريتز القاهرة«، استخدمت تلك السواتر لحماية الميدان من الغزو.. وبجانب تلك العناصر الحياتية للميدان كانت هناك مجموعة التغذية والمياه التي كانت تتدفق علي الثوار ذاتيا أو من جماهير مصر خارج الميدان، وتلك المنصة التي أقيمت لاذاعة بيانات الثورة، هذه البوتقة الوطنية التي تفاعل فيها شباب الثورة والجماهير من كل الأعمال الملحقة بها عناصر الجيش »صاحب الفضل« في نجاح تلك الثورة .. هذه البوتقة الوطنية - أشارت بوضوح شديد إلي أن مصر تعود إلي طبيعتها إلي سابق عهدها رائدة للعالم العربي، ورائدة للحضارة العالمية.
Comments