المحتوى الرئيسى

ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير تزلزل‮ "‬تل أبيب‮"‬

02/16 18:18

تشهد إسرائيل في‮ ‬هذه الايام اجتماعات وتقارير‮ ‬يومية مكثفة للوقوف على الوضع المصرى الحالى وتداعياته على الامن القومى الاسرائيلى وايضا محاولة توقع ماستؤول اليه الاوضاع،‮ ‬وأكد أكثر من مسئول استخباراتى اسرائيلى خلال الأيام القليلة الماضية انه لا‮ ‬يمكن انكار فشل الموساد فى التنبؤ بانهيار نظام مبارك فى مصر على‮ ‬غرار انهيار نظام بن على فى تونس،‮ ‬وقالت وسائل الإعلام‮: ‬انه‮ ‬يجب جلد الذات وإعادة تقييم جهاز الموساد خاصة بما‮ ‬يتعلق بالسيناريوهات المستقبلية لمدى استقرار الأنظمة العربية‮.‬وأكدت أن إسرائيل‮ ‬كانت دائما تغيب الجماهير العربية وتحديدا المصرية عن دائرة الصراع والمواجهة واعتبرتها جبهة ضعيفة ومهزومة،‮ ‬ولكن الواقع كان‮ ‬غير ذلك،‮ ‬مشيرة إلي‮ ‬أن الموساد الاسرائيلى‮ ‬يعيد من جديد هيكلة منظومته بشكل‮ ‬يتلاءم مع الحراك الشعبى والاحتجاجات التى‮ ‬يقوم بها الشباب العربى على انظمته من خلال شبكات التواصل الاجتماعى‮. ‬ونقلت صحيفة هآرتس عن‮ "‬يوفال ديسكين‮" ‬رئيس جهاز الأمن العام‮ (‬الشاباك‮) ‬قوله‮: ‬إن التكنولوجيا وشبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي‮ ‬أصبحت تسرع في‮ ‬إحداث تغييرات سياسية واجتماعية في‮ ‬بعض الدول،‮ ‬وعليه فإن قواعد اللعبة قد تغيرت،‮ ‬كاشفا النقاب عن تخصيص جهاز الاستخبارات20٪‮ ‬من طواقمه والقوى العاملة واستثمارها للعمل في‮ ‬قسم المعلومات والتكنولوجيا‮. ‬فيما أشارت صحيفة‮ "‬معاريف‮" ‬إلى أن أجهزة الاستخبارات أخفقت في‮ ‬التنبؤ بالثورة المصرية،‮ ‬وعليه لابد من إقامة لجنة تحقيق لفحص أداء وعمل منظومة الاستخبارات‮. ‬وكان رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في‮ ‬الجيش‮ "‬أفيف كوخافي‮" ‬وقبل أسبوع من اندلاع أحداث القاهرة قدم للجنة الخارجية والأمن البرلمانية‮ ‬مذكرة خاصة عن مصر،‮ ‬أكد من خلالها أنه لا‮ ‬يوجد أي‮ ‬خطر‮ ‬يهدد استقرار نظام الرئيس المصري‮ ‬حسني‮ ‬مبارك‮. ‬وقال كوخافي‮ ‬في‮ ‬مذكرته‮: "‬لا نرى أن الإخوان المسلمين حركة قوية ومتماسكة ومنظمة بما فيه الكفاية لكي‮ ‬تستولي‮ ‬على الحكم،‮ ‬على الرغم من أنه لو أجريت الانتخابات سيحصلون على‮ ‬40٪‮ ‬من الأصوات‮".‬‮ ‬ولكن اتت الرياح بما لاتشتهى السفن الاسرائيلية مما دفع أعضاء لجنة الخارجية والأمن للمطالبة بإقامة لجنة تحقيق لفحص ما اعتبروه‮ "‬إخفاق الاستخبارات‮" ‬حيث اتضح أن أحداث مصر فاجأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ووجدتها‮ ‬غير مستعدة،‮ ‬وقال النائب بالكنيست‮ "‬إيتان كابل‮" ‬إنه سيطلب من اللجنة الاستثنائية لقضايا الاستخبارات عقد جلسة طارئة لبحث هذه الإخفاقات والأخطاء بالتقييمات‮.‬وأضاف‮: "‬تصادف ما قدمه كوخافي‮ ‬في‮ ‬مذكرته من تقييمات بخصوص مصر وبعد أيام‮ ‬يحدث عكس توقعاته،‮ ‬هذا أمر مقلق وضاغط ويلزمنا بحساب الذات والإمعان وإعادة التفكير‮".‬كما أوصت لجنة الخارجية والأمن في‮ ‬تقرير لها بضرورة تزويد إسرائيل على الجبهة الجنوبية مع مصر وغزة بالمنظومة الدفاعية‮ "‬القبة الحديدية‮"‬،‮ ‬والتي‮ ‬ستكلف خزينة الدولة قرابة ملياري‮ ‬دولار،‮ ‬واعتبرت صحيفة‮ ‬يديعوت آحرونوت أن العام‮ ‬2011‮ ‬سيكون بمثابة هزة أرضية للقضايا السياسية والأمنية حيال ما سيحصل بالشرق الأوسط‮. ‬وقال‮ " ‬أليكس فايشمن‮" ‬المحلل السياسى لدى صحيفة‮ "‬يديعوت احرونوت‮": ‬إن ثورة الفيس بوك كانت مفاجأة للموساد الاسرائيلى التي‮ ‬لم‮ ‬يستطع التنبؤ بأحداث مصر وحجم العداء الشعبي‮ ‬لمبارك،‮ ‬كما لم‮ ‬يتوقع‮ ‬يوما رد الادارة الامريكية المناهض لمبارك مؤكدا أن الأشهر القادمة ستشهد تغييرات إستراتيجية في‮ ‬الشرق الأوسط ستصل لذروتها فى نهاية عام‮ ‬2011‮ ‬وتستعد أجهزة الاستخبارات للتغييرات التي‮ ‬قد تحصل بالمنطقة وتحديدا في‮ ‬لبنان حيث تتوقع سيطرة حزب الله هناك،‮ ‬كما ترى أن شبه جزيرة سيناء وقعت في‮ ‬أيدي‮ ‬البدو وحماس‮. ‬وكان الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس‮ ‬يدلين قال‮: ‬إن إسرائيل ستضطر لزيادة ميزانية جيشها وتعيد بناء تشكيلاتها الأمنية من جديد إذا تحققت‮ "‬التنبؤات السوداء‮" ‬ونجحت الثورة المصرية،‮ ‬وأوضح‮ ‬يدلين في‮ ‬محاضرة قدمها في‮ ‬مؤتمر هرتزليا للأمن القومي‮ ‬أن قوة ردع إسرائيل مقابل مصر قضية إستراتيجية‮.‬وأكد‮ ‬يدلين‮ -‬الذي‮ ‬تعرض لانتقادات إسرائيلية لعدم تنبؤه بالثورة المصرية قبل إنهاء عمله نهاية العام المنصرم‮- ‬أن الجيش الإسرائيلي‮ ‬سيكبر إذا عادت مصر لتكون عدوة لإسرائيل،‮ ‬وكتب المحلل السياسى لدى صحيفة‮ ‬يديعوت احرونوت‮" ‬ناحوم برنياع انه تمت مطالبة رئيس الجهاز السابق‮ "‬مئير داجان‮" ‬بتقويم الوضع في‮ ‬مصر أثناء زيارة نتنياهو الاخيرة إلى مصر‮. ‬ونقل برنياع عن المسئول في‮ ‬الموساد قوله‮: "‬إنني‮ ‬لا ألحظ وجود تهديد فوري‮ ‬على الحكم،‮ ‬واقدر أن قدرة القيادة الحالية على البقاء في‮ ‬الحكم معقولة حتى بعد مبارك،‮ ‬وثمة ثلاثة تحديات ماثلة أمام مصر وهي‮ ‬السن الكبير لمبارك وحالته الصحية،‮ ‬والوضع في‮ ‬السودان،‮ ‬والنقاش حول تقاسم مياه النيل،‮ ‬والمشكلة الرابعة هي‮ ‬الاقتصاد‮". ‬أشار موقع ديبكا انه بعد‮ ‬32‮ ‬عاما من السلام مع مصر،‮ ‬أصبحت إسرائيل‮ ‬غير مستعدة عسكريا لمواجهة أي‮ ‬مفاجآت على حدودها الجنوبية مع مصر مشيرا ان الجيل الحالي‮ ‬من الجنود وحتى القادة الإسرائيليين ليس لديهم الخبرة لدخول حرب فى الصحراء و ان الدبابات التي‮ ‬يمتلكونها لم تصمم لذلك النوع من الحروب بل صممت لخوض معارك في‮ ‬جبهات أكثر عدائية مثل إيران،‮ ‬وحزب الله اللبنانى وسوريا و هناك‮ ‬قصور فى معلومات الموساد عن الجيش المصري‮ ‬والقادة العسكريين فى مصر مؤكدا انه بعد حلول السلام مع مصر توقفت المخابرات الإسرائيلية عن اعتبار الجيش المصري‮ ‬بمثابة هدف لها ولذلك أصبحت القيادة العليا في‮ ‬إسرائيل لا تعلم شيئا عن قادة الجيش المصرى الذين من الممكن ان‮ ‬يقودوا قوات سيتم نشرها فى سيناء‮.‬واشار الموقع الى ان إسرائيل كانت تراهن على‮ " ‬الجواد الخطأ‮ " ‬عندما اعتقدت ان سليمان‮ - ‬الذى حافظ على التعاون الوثيق فى مجال السلام مع اسرائيل‮ - ‬لن تطوله الاحتجاجات التى هزت الشارع المصرى واعتقدت انه سيصبح‮ ‬رئيسا لمصر بعد مبارك ولكن تنحى مبارك الجمعة الماضية ضيع على سليمان منصبه كنائب رئيس مضيفا ان سليمان وطنطاوي‮ ‬كانا‮ ‬يتنافسان دائما ولكن مبارك كان‮ ‬يتحيز دائما إلى سليمان،‮ ‬مشددة علي‮ ‬أن طنطاوي‮ ‬ليس من مؤيدى إسرائيل مما سيضطر سليمان إلى تجنب الظهور بمظهر المؤيد لإسرائيل أو الولايات المتحدة كي‮ ‬يستطيع منافسة طنطاوي،‮ ‬وبالتالي‮ ‬ستفاجأ إسرائيل بأن كافة الأبواب قد أغلقت في‮ ‬وجهها‮. ‬ويقول الموقع‮: "‬إن مصادرنا العسكرية تقول‮: ‬إن طنطاوي‮ ‬لم‮ ‬يول أهمية إستراتيجية لشبه جزيرة سيناء وكان ذلك هو سبب قيام مبارك بنقل مسئولية أمن تلك المنطقة من الجيش إلى سليمان‮ "‬كما أن عودة سيناء تخضع لسيطرة الجيش والمشير طنطاوي‮ ‬ستكون بمثابة مصيبة لإسرائيل وعلاقاتها المستقبلية مع مصر‮.‬وتعتمد إسرائيل بمختلف مستوياتها وقياداتها العسكرية والسياسية والاستخبارية في‮ ‬هذه المرحلة على أملين هما أن الجيش المصري‮ ‬لن‮ ‬يتنازل عن المساعدات الأميركية التي‮ ‬تبلغ‮ ‬1‭.‬3‮ ‬مليار دولار في‮ ‬العام،‮ ‬ولن تستغني‮ ‬عن التكنولوجيا العسكرية المتطورة،‮ ‬ويرجح الموقع أن الإدارة الأميركية ستشترط لاستمرار هذا الدعم التزام وتعهد الجيش المصري‮ ‬بالحفاظ على اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة‮.‬وبحسب مصادر المواقع العسكرية من واشنطن فلا توجد ضمانات بقبول إدارة أوباما لهذه الفرضية والطرح،‮ ‬وهناك أيضا شكوك في‮ ‬قبول الجيش المصري‮ ‬لمثل هذه الشروط والإملاءات الأميركية،‮ ‬وطالب الموقع‮ ‬حكومة نتنياهو باتخاذ القرارات السريعة بشأن سيناء ودراسة ما اذا كان الجيش في‮ ‬القاهرة سيتحرك لتأمين سيناء أم سيتوقف دور إسرائيل علي‮ ‬إرسال طائرات بدون طيار للمراقبة؟ او إرسال قوات خاصة عبر الحدود للعمل على خفض التهديدات الموجهة لأمنها؟‮. ‬وقالت رئيسة المعارضة‮ " ‬تسيبي‮ ‬ليفني‮: " ‬إن‮ "‬هذه الأيام ضبابية والإسرائيليون‮ ‬يخشون على مصيرهم‭, ‬والقيادة لا تمسك بزمام الأمور‮"‬،‮ ‬وحذرت من أن إسرائيل ترتكب خطأ تاريخيا بتريثها وانتظارها ما سيحدث في‮ ‬مصر‭, ‬لأن قرارها اليوم من شأنه تغيير أجواء المنطقة،‮ ‬واشارت ليفني‮ ‬أن إلي‮ ‬إسرائيل اليوم أمام قرار حاسم‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يتم اتخاذه كي‮ ‬لا تتلاشى كدولة‮ ‬يهودية‮. ‬وقال رئيس‮ "‬مركز حاييم هرتسوغ‮ ‬لأبحاث الشرق الأوسط والدبلوماسية‮" ‬التابع لجامعة بن‮ ‬غوريون في‮ ‬بئر السبع وأحد أبرز الباحثين الإسرائيليين في‮ ‬الشئون المصرية،‮ ‬البروفسور‮"‬يورام ميتال‮" ‬فى حوار مطول لجريدة‮ "‬يديعوت احرونوت‮" ‬إنه‮ "‬لم‮ ‬يتوقع أحد ان الثورة الشعبية التي‮ ‬اندلعت في‮ ‬مصر خلال عدة أيام سوف تنهى حكم مبارك وقال ان الخريطة السياسية في‮ ‬مصر تقف أمام تغيير دراماتيكي‮ ‬وشامل،‮ ‬وهذه بشرى جيدة للشعب المصري،‮ ‬وربما لشعوب أخرى أيضا،‮ ‬ذلك بأنه سينشأ في‮ ‬مصر نظام ديمقراطي‮ ‬يتم التعبير من خلاله عن القوى السياسية الموجودة في‮ ‬المجتمع المصري‮.‬وأكد أنه لا أساس للخوف من سيطرة الإخوان المسلمين على مصر،‮ ‬وتوجد هناك تخوفات لا تستند إلى فهم،‮ ‬ولو حتى بالحد الأدنى،‮ ‬لما‮ ‬يعنيه الإسلام السياسي‮ ‬وما هي‮ ‬تركيبة المجتمع المصري‮ ‬من الناحية السياسية،‮ ‬والتخوف‮ (‬الإسرائيلي‮) ‬مبني‮ ‬على تخوفات مؤلفة من أفكار مسبقة أكثر مما هي‮ ‬مبنية على الواقع‮ ‬معربا عن عدم خشيته من أن النظام الجديد سيلغي‮ ‬اتفاق السلام مع إسرائيل بصورة أوتوماتيكية‮".‬واشار الى ان مصدر الامتحان الكبير للعلاقات بين إسرائيل ومصر سيكون قطاع‮ ‬غزة،‮ ‬وحتى في‮ ‬حال عدم حدوث مواجهة بين إسرائيل وحماس فإن إسرائيل ستبقي‮ ‬الحصار على‮ ‬غزة،‮ ‬بينما أتوقع من الحكم الجديد في‮ ‬مصر أن‮ ‬يجري‮ ‬تغييرات في‮ ‬عمل معبر رفح بين مصر وقطاع‮ ‬غزة،‮ ‬وهذا قد‮ ‬يؤدي‮ ‬أيضا إلى حدوث توتر كبير بين إسرائيل ومصرقال‮ "‬يورام ميتال‮": ‬انه عندما أدركت الولايات المتحدة أنه تم تزوير نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية من أجل تمهيد الطريق أمام استمرار حكم مبارك وربما أيضا توريث الحكم لنجله جمال،‮ ‬عارضت هذا الأمر وما زاد الامر تعقيدا هو‮ ‬استخفاف الرئيس مبارك‮ ‬بالأمريكين واتجاهه نحو تزوير الانتخابات،‮ ‬ومن هنا بدأنا نرى توترا كبيرا جدا حول السياسة المصرية‮. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل