المحتوى الرئيسى

الاعتداء على المقدسات المسيحية بقلم:فراس حمدان

02/16 16:39

لم تكن المقدسات المسيحية في فلسطين بمنأى عن اعتداءات الاحتلال الصهيوني، فالمسيحيون في فلسطين ليسوا استثناءً بل خضعوا للقاعدة التي ارتكز عليها الصهاينة في احتللهم لفلسطين، ومفادها شرعنة الاضطهاد الديني والاعتداء على كل مقدس لدى كل من هو ليس يهوديا.... فعقلية الهدم والتدمير والتدنيس متجذرة، في الممارسات العنصرية للاحتلال تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية. ولعاصمة فسطين في الديانة المسيحية مكانة خاصة، كيف لا وهي وبحسب المعتقد المسيحي ،موقع صلب السيد المسيح عليه السلام ومكان دفنه وفيها تأسست أول كنيسة في العالم (كنيسة القيامة). فالبعد الديني للمدينة المقدسة الى جانب البعد السياسي جعل الاحتلال أكثر همجية وغطرسة اتجاه مقدساتها، فنالت حصة الاسد من مخططات الهدم و التهجير ومحاولة تغيير ملالمحها العربية (اسلامية ومسيحية ) ،بغية إضفاء الطابع اليهودي عليها وذلك منذ احتلالها. و لكن الجديد والذي تكشفه الأرقام ،هو أن المدينة تتعرض لأكبر حملة تستهدف تهويد مقدساتها وتهجير مسيحييها ،ليس فقط لإحداث انقلاب ديموغرافي يهودي على حساب الوجود العربي، بل من أجل إفراغ القدس تماماً من العرب وفق مخطط منهجي ويمكننا تفنيد أهم المقدسات المسيحية التي تعرضت لإنتهاكات: القدس: كنيسة القيامة : أقدم كنيسة في العالم، وتعتبر من أهم وأقدس الكنائس المسيحية، الى جانب كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، وهي قبلة مسيحيي العالم ومحجّهم، الذي يذكرهم بما قدمه السيد المسيح (عليه السلام) للإنسانية. بنيت الكنيسة فوق الموقع الذي صلب و دفن فيه عيسى علية السلام (وفق الأعتقاد المسيحي)، وأشرفت على بنائها الملكة هيلانه والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين، وقد استغرق العمل في بنائها أحد عشر عاماً إذ بدأ عام 325م وانتهى عام 363م وجدد البناء بشكله الحالي في القرن الثاني عشر للميلاد. تقع كنيسة القيامة داخل أسوار المدينة القديمة باتجاه الغرب من المسجد الأقصى المبارك ،ووسط الأسواق والمحال التجارية والمساجد إضافة إلى الكنائس المسيحية الأخرى، وتعتبر كنيسة القيامة تجسيداً قائما للتعايش والتآلف بين المقدسيين المسلمين والمسيحيين، حيث لا تزال مفاتيحها وبإجماع مختلف الكنائس المسيحية، بيد عائلة جودة المسلمة التي يتوارث أبناؤها مفاتيح الكنيسة. في حرب 1948 تعرضت كنيسة القيامة كغيرها من مقدسات فلسطين ،للكثير من قذائف العصابات لصهيونية ،ومنذ ذلك الوقت تنوعت اعتداءات الاحتلال بين منع الصلاة ة و اقتراف عدد من السرقات تارة أواعتداء على حراسها و تدنيس قبر المسيح تارة آخرى ويمكن تبيان أبرز ما تعرضت له الكنيسة من خلال التالي: في سنة 1961 قامت عصابة يهودية بسرقة الإنجيل المذهب وأيقونة العذراء وتاجها الذهبي من الكنيسة. في عام 1968 سطا مستوطنون صهاينة على الكنيسة ليلاً، وتمكنوا من سرقة المجوهرات الموضوعة على تمثال السيدة العذراء في مكان الجلجلة (مكان الصلب) داخل الكنيسة. بتاريخ 1969 تمكن متطرفون يهود من سرقة التاج المرصع بالأحجار الكريمة الموضوع على رأس تمثال السيدة مريم العذراء، في مكان الجلجلة داخل الكنيسة، وقد شوهد التاج وهو يعرض في اسواق تل أبيب. بتاريخ 24/3/1971م قامت سلطات الاحتلال بمحاولة حرق كنيسة القيامة، عندما دخل أحد المستوطنين الصهاينة وأخذ يحطم القناديل الأثرية على القبر المقدس، ولولا نجدة الرهبان لفعل فعلته وأحرق الكنيسة. وفي 31/10/2008 قام متطرف يهودي بالاعتداء على الكنيسة، وتوجه الى عدد من الرهبان في ساحة القيامة في محاولة منه للاعتداء عليهم،ثم قام بتحطيم عدد من الصلبان الخشبية في احد المحلات التجارية السياحية الملاصقة لكنيسة القيامة. كما منعت سلطات الاحتلال المسيحون من ممارسة صلواتهم و طقوسهم وشعائرهم الدينية في الكنيسة مرات عدة ، وخاصة في يوم (سبت النور) وهو من أهم المناسبات الدينية المسيحية وخاصة لطائفة الروم الأرثوذكس، لكنه يعتبر أيضاً 'عيداً للقدس' ، ففيه تتجلى القيمة الدينية والوطنية والثقافية للمدينة المقدسة وتتحول كنيسة القيامة إلى محط أنظار العالم المسيحي أجمع، وتبرز العادات والتقاليد الفلسطينية المسيحية الموروثة، مما يجعله يوماً مستهدفاً من قبل الاحتلال، الذي يعمل جاهداً على محو و طمس هذه العادات المتأصلة في عقول ووجدان الفلسطينيين: ففي هذه المناسبة (سبت النور) من عام 2002م، طوقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى كنيسة القيامة بالحواجز، ومنعت المصلين من التوجه إلى الكنيسة للمشاركة بالاحتفال الديني الكبير. وفي يوم 18/4/2009 الذي يتزامن مع سبت النور من هذا العام، حول جيش الاحتلال كنيسة القيامة ومحيطها الى ثكنة عسكرية ،عن طريق وضع الحواجز وإغلاق المناطق المحيطة بها بأفراد من الشرطة والقوات الخاصة ،وذلك لمنع الالاف من المصلين من إلى الكنيسة. بتاريخ3/4/2010 زجت قوات الاحتلال بحشود كبيرة من الجنود والشرطة التابعة لها ، في الطرق المؤدية إلى كنيسة القيامة ، مما تعذر بوجود هذا الأمر وصول مسيحيي الضفة وقطاع غزة إليها لأداء طقوسهم الدينية في (سبت النور). كنيسة مارجريس للروم الأرثوذكس: تقع في حي الشماعة ، في عام 1967م، حولتها سلطات الاحتلال الى بناية سكن. دير السلطان : يقع هذا الدير بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة ، ولدير السلطان أهمية خاصة عند الأقباط لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية إلى كنيسة القيامة . في عيد الفصح من العام 1970م وبالتحديد في 25 نيسان، احتل الميئات من قوات الاحتلال المدججين بالسلاح مقر البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقدس ودير السلطان، مدّعين كعاداتهم إنها مجرد إجراءات أمنية لحماية الاحتفالات بعيد القيامة، ما تسبب في إلغاء الإحتفالات، وقام الجنود الصهاينة بضرب رهبان الدير ، وفي منتصف ليلية العيد وأثناء الاحتفال، قامت سلطات الاحتلال بتغير أقفال الأبواب الأربعة المؤدية إلى كنيسة ،وتغيّر أقفال باب كنيسة الملاك ميخائيل الموصل إلى ساحة القيامة ،كما قاموا بوضع الحواجز الحديدية أمام أبواب الدير، ومنعوا الأقباط من الاقتراب من الدير أو الذهاب إلى مقر البطريركية عبر الطريق المؤدي إليها منه،ما آثار الفزع والرعب في قلوب الأقباط. وفي صباح اليوم التالي وبالتحديد 26 نيسان 1970م، قامت سلطات الاحتلال بتسليم كافة مفاتيح الدير إلى الأحباش الذين كانوا يقيمون بالدير. دير الأقباط : يقوم خارج كنيسة القيامة بالقرب منها، ليلة عيد الميلاد من العام 1970 ، داهم الجنود الصهاينة الدير وسرقوا أشياء ثمينة من ممتلكاته وأعتدوا بالضرب على المطران فاسيليوس وهو الشخصية الثانية في البطريركية الأرثوذكسية. الكاتدرائية الروسية : قامت عصابة صهيونية بسرقة بعض الصلبان النحاسية والأيقونات الثمينة والأواني المقدسة من الكاتدرائية سنة 1978. دير مار يوحنا : في عام 1989 استولى مجموعة من اليهود على دير مار يوحنا، وهو ملاصق لكنيسة القيامة بالقوة، بتشجيع وتمويل من وزارة الإسكان في الكيان الصهيوني. وخرجت المظاهرات ضد هذا العمل وتعرض أثناءها البطريرك ثيوذورس الأول للاعتداء من قبل الجنود "الإسرائيليين" ، ولا تزال مجموعة من المستوطنين تحتل جزء من الدير . كنيسة دير الروم الأرثوذكس : واقعة على جبل الطور (جبل الزيتون) المطل على المدينة المقدسة ،هدمت بتاريخ 23/7/1992، بحجة عدم إكمال الترخيص. دير الطليان : قامت عصابة يهودية بسرقة تمثال السيد المسيح من الدير وذلك بتاريخ20 /5/1995. كنيسة المصعد: كانت مشيدة على جبل الزيتون،في المكان الذي يعتقد أن المسيح صعد منه الى السماء، هدمتها بلدية الاحتلال عام 2000م ،بحجة أنها بنيت دون ترخيص من البلدية. كنيسة السيدة مريم: تقع الكنيسة في وادي قدرون في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط ،وتحتوي الكنيسة على قبور "مريم البتول" ووالديها وكذلك قبر يوسف النجار(مربي السيد المسيح)، وقد بنيت بين عامي 450- 457 م قامت سلطات الاحتلال بتجريف قبور في ساحة كنيسة السيدة مريم، وذلك لتعبيد طريق فوقها ،وقد تم هذا الإجراء دون إعلام ذوي لموتى ليقوموا بنقل رفات موتاهم. الكنيسة المعمدانية: قامت عصابة يهودية بحرقها بما فيها مكتبتها وذلك سنة 1982. وفي ساعة متأخرة من ليلة 23/10/2007أضرم المستوطنون النار في الكنيسة المعمدانية ما تسبب باحداث أضرار فيها التي ذكرت ان الاعتداء . كنيسة الجثمانية: بنيت هذه الكنيسة فوق صخرة الآلام، التي يعتقد أن المسيح صلى وبكى عليها، قبل أن يعتقله الجنود الرومان، وهي أيضاً المكان الذي اختبأ المسيح وتلاميذه في حديقتها قبل اعتقاله وأخذه إلى القدس. في 18أيار1995م قام مستوطنون "إسرائيليون" بمحاولة إضرام النار داخل كنيسة الجثمانية ،وفي عام 1998م دخل جندي صهيوني إلى الكنيسة، وأطلق النار على المصلين فيها. وفي 20/1/2010 عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات مؤتمراً صحافياً، كشفت خلاله قيام سلطات الاحتلال واذرعه المختلفة ،بحفريات جديدة تمتد من قمة جبل الزيتون حتى كنيسة الجثمانية،بما يهدد بإنهيارات كبيرة في أماكن الحفريات. الكنيسة الروسية : تقع في قرية عين كارم الواقعة جنوب غربي مدينة القدس، تمت مصادرة أرض وأوقاف تابعة لها،شيدت عليها فيما بعد عدة وزارات ودوائر حكومية كتسجيل الأراضي والمالية والزراعة بالإضافة إلى مستشفى "هداسا". دير الروح: يقع في قرية العيزرية المقامة على أنقاض قرية قديمة كنعانية تعرف باسم "بيت عنيا " شرق مدينة القدس ، قامت جماعات يهودية متطرفة بتفجير قنبلة داخل الدير. كنيسة القديس جيورجيوس : تم تدنيس وتشويه معالم هذه الكنيسة الواقعة في بركة السلطان بالقدس، كما تم تحويلها إلى نادٍ ليليّ، ونقل جرس الكنيسة إلى ما يسمّى (حديقة الحرية) ،القائمة على أراضي وقف دير الروم المستولى عليها. كنيسة القديس بولس الأسقفية: قامت جماعة يهودية متطرفة بإشعال النار فيها ما تسبب في احترق أحد أبوابها، كما احترقت العديد من الكتب الموجودة بالكنيسة . كنيسة عمواس: قامت القوات الاحتلال باقتحام كنيسة عمواس الواقعة في بلدة القبيبة شمال غرب المدينة المقدسة،وذلك بتاريخ 5/2/2010 حيث حاصرت سيارات عسكرية الكنيسة و قام عدد من عناصر الجيش "الاسرائيلي" باقتحام الكنيسة ملزمين حراسها على فتح ابوابها دون مراعاة لحرمة المكان المقدس، اضافة الى اطلاقها القذائف في المكان. كما رفضت بلدية الاحتلال في القدس أي ترخيص لبناء كنائس داخل البلدة القديمة وشعفاط وبيت حنينا ومار إلياس،ووضعت إشارة منطقة خضراء على أراضي الوقف في جبل صهيون لمنع استغلالها وحولت بنايات الوقف في شارع الأنبياء إلى متحف ومركز للأدوات الصحية ، وعدت كذلك على مصادرة واستيلاء أراضي وقفية مسيحية كثيرة أبرزها: الاستيلاء على مساحة من الأراضي الملاصقة للدير في السامرية عام 1979. الاستيلاء ومصادرة الأراضي الوقفية في حي الطالبية ودير أبي طور وأبي غوش ودير الصليب. إقامة مستعمرة معاليه أدوميم على أراضي الوقف قرب العيزرية وأبو ديس. الاستيلاء ومصادرة بيارة دير الروم والبنايات القائمة عليها في قرية البريج في منطقة القدس. مصادرة استملاك أراضي الوقف في باب العامود وتحويلها إلى منتزه وساحة للسيارات. كما تعرض رجال الدين المسيحيين للاعتداءات الجسدية بشكل وحشي، ما يضيف شكلاً آخراً من الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق المكان المقدس ومشاعر المصلين: في عام 1967 حضر جنود صهاينة إلى سطح كنيسة القيامة ودير الروم الأرثوذكس ،واعتدوا على رجال الدين المسيحي، بالقرب من كنيسة القديس قسطنطين وحاولوا لاحقاً سرقة صليب وأيقونة من سيارة مطران الروم الأرثوذكس في القدس المطران تيودروس. وفي سنة 1970 تعرض دير الأقباط لاعتداءين حيث ضرب الجنود الصهاينة رهبان الدير في القدس ليلة عيد الفصح المجيد ،وليلة عيد الميلاد داهم الجنود الصهاينة الدير وسرقوا أشياء ثمينة من ممتلكاته وأعتدوا الضرب على المطران فاسيليوس وهو الشخصية الثانية في البطريركية الأرثوذكسية. عام 1998م قتل "الإسرائيليون" الراهب اللاتيني في كنيسة الشياح على جبل الزيتون في القدس. عام 1999م عمد الصهاينة إلى قتل والدة الراهب الأرثوذكي يواكيم رئيس دير المصعد على جبل الزيتون في القدس. وكذلك تعرض عدد من رجال الدين المسيحي للنفي خارج البلاد، واعتقال عدد آخر منهم، وكان على رأس المعتقلين المطران كبوشي الذي كان بطريرك القدس للطائفة الأرثوذكسية، والذي نُفي من فلسطين، ولكنه ظل يواصل نضاله على الرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية عينته بطريركاً في البرازيل لإبعاده عن ساحة الصراع في تعد مدينة بيت لحم مركزاً لقضاء يضم مدينتين بيت ساحور ، وبيت جالا ، وسبع قرى وأربع قبائل هم (السواحرة ، التعامرة ، ابن عبيد ، الرشايدة) إضافة إلى ثلاث مخيمات للاجئين هي الدهيشة ، العزة ، عايدة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل