المحتوى الرئيسى

د . صفوت قابل يكتب: قبل مليونية النصر مليونية لحقوق الشهداء والمصابين

02/16 00:17

مع تحقيق مطلب جماهير ثورة الغضب برحيل مبارك انفجرت الشوارع بطوفان البشر فرحا بتحقيق مطلبهم وتكرس نجاح أول ثورة شعبية مصرية فجرها الشباب ،وبدأ الجميع فى الاحتفال بالنصر وبدأنا نشهد الكل وحتى من كان مواليا للنظام السابق يتغنون ويمدحون الثورة ويتحدثون عن مواقفهم التى ساعدت على نجاح الثورة وظهرت على شاشات الفضائيات وجوه شابة شاركت فى أيام الغضب والمظاهرات ،وفى إطار هذه الاحتفالات هناك دعوة لمليونية النصر يوم الجمعة 18 فبراير ،ومع تقديرى لحق الجميع فى الاحتفال بالنصر فإننى أود التذكير بأننا جميعا علينا واجبا لم نفعله بما يستحق تجاه شهداء الثورة والمصابين ،فعلينا فى غمرة الفرح والاحتفالات ألا ننسى هؤلاء الذين ضحوا من أجل أن تنتصر الثورة التى يحتفل الجميع بها ،وعلينا أن نغير فى أسلوب تعاملنا تجاه هؤلاء الشهداء والمصابين فلقد تعودنا دائما أن يفتر حماسنا مع الأيام وننسى ما علينا أن نستمر فى تقديمه لمثل هؤلاء هناك ثلاث مجموعات علينا أن نعرف ماذا نفعل تجاهها وكيف نستمر فى ذلك وهم : الشهداء والمصابين وأخيراً المعتقلين أو المختفين ولا يعرف أهلهم أين هم ،وعلينا أن نعى حقيقة أن الدعم الأكبر لما يجب عمله سيأتى من الشعب وذلك لأن أجهزة الدولة وقياداتها مازالت من رجال العهد السابق ورغم كل ما يصرحون به من جمال الثورة والتغنى بما فعلته إلا أنهم فى الأفعال تجدهم يتحايلون لعدم عمل ما فى صالح هذه المجموعات الثلاث ،والدليل على ذلك عدم ظهور هؤلاء الذين يطلق عليهم المختفين والكل يعرف أنهم فى أيدى الأجهزة الأمنية بالطبع هناك جهود للمساعدة فيما يقدم لهذه المجموعات الثلاث ولكنها جهود متفرقة وتحتاج إلى دعم واستمرارية ،ونظرا لما قلته من أن أجهزة الدولة لا تقدم المساعدة فى هذا المجال فلابد من تجتمع الجهات الشبابية وتنسق فيما بينها لمنع التكرار أو إهمال بعض الإجراءات ،والخطوة الأولى أن يتأكدوا من وجود مجموعات منهم فى كل المناطق التى كانت بها مظاهرات ومواجهات وتكوين مجموعات للبحث عن هؤلاء وتقديم الدعم والمساعدة لهم وحتى لا يحدث تكرار فيما يقدم وهناك آخرين يحتاجون للمساعدة ،وعليهم أن يكون البحث ميدانيا وألا يكتفون بوضع أسماء المواقع والتليفونات على الانترنت فكثير من المصابين من البسطاء الذين لا علاقة لهم بالانترنتوبالنسبة للشهداء علينا تجميع أسمائهم وتوثيق قصص استشهادهم وتحديد الوسائل التى يمكن تكريمهم من خلالها ،وقبل ذلك هناك مشكلة يعانى منها أسر هؤلاء الشهداء وهى أن بعض الجهات الحكومية ترفض أعطائهم شهادات وفاة بها أسباب الوفاة الحقيقية لدرجة أن الكثيرين تم دفنهم دون الحصول على شهادة بذلك فى ظل الفوضى التى كانت بالأجهزة الحكومية فى الفترة السابقة ،وبالتالى على هذه اللجان الشعبية المساعدة فى ذلك ليس بالاتصالات المباشرة فقط بل فى تحويل هذا التصرف إلى قضية رأى عام حتى تنتهى هذه الممارسات ثم علينا تحديد كيفية تقديم الدعم المستمر وتحديد نوعيته لأسر هؤلاء الشهداء سواء أكان دعما ماديا أم معنوياأما المصابين فمشكلتهم أكبر لأن الكثير منهم من البسطاء وهم الذين تصدوا ببسالة لموقعة الجمل وسقط الكثير منهم شهداء ومصابين ،وهؤلاء من البسطاء الذين لا يملكون القدرة على العلاج الصحيح ولديهم من الاستكانة ما يجعلهم يتقبلون ما حدث لهم دون شكوى وبالتالى فعلى لجان دعم ورعاية المصابين أن يأخذوا بأيديهم ويذهبوا بهم إلى المستشفيات لعلاجهم ولا يكتفون بإعطائهم كارت للذهاب إلى طبيب فلقد تعودنا انه فى البداية يتسارع الكثيرين للإعلان عن التبرع بالمساعدة ثم يفتر الحماس وبالتالى لا يجد هؤلاء البسطاء من يستمر فى علاجهم ماداموا بلا سند يقف معهم ،وهناك من الحالات التى تحتاج إلى السفر للخارج فعلينا توفير ما يلزم لذلك ومن هذه الحالات حالة لطبيب أصيب فى مظاهرة ونتج عن الإصابة شلل نصفى وأعتقد أن حالته تستدعى علاجا قد لا يتوافر فى الداخل ولا يمكن ترك مثل هذه الحالات ليعيش باقى أيامه ضحية عمل بطولى شارك فيه من اجل وطنه.أما المختفين فى غياهب أماكن الاعتقال فعلينا تجميع أسمائهم ونشرها والتظاهر من أجل الإفراج عنهم هم وغيرهم من المعتقلين وعدم نسيانهم وترك الأمر لذويهم الذين من المؤكد أنهم لن يستطيعوا عمل شئ بمفردهمفى ظل الفرح بالنصر والدعوة لمليونية النصر ،هل يمكن أن يستمع البعض لهذه الدعوة لعدم نسيان الشهداء والمصابين والمختفين وان يتم العمل على تجميع الجهود المتناثرة لضمان الاستمرارية لهذه الجهود ووصولها لكل من يحتاجها ؟                        

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل