المحتوى الرئيسى

..وماذا بعد؟! البيان الخامس.. صورة.. وصورة

02/15 12:37

يجب ألا تمر علينا بيانات المجلس الأعلي للقوات المسلحة مرور الكرام.. المفروض أن نسمعها باهتمام أو نقرأها أكثر من مرة بتأن وفهم واستيعاب.. وأن نستنبط منها الرسائل الموجهة.. لنستفيد ونفيد. البيان الخامس أمس أعطانا صورة دقيقة للمجتمع تحتاج من كل منا أن يتفحص جزئياتها بعناية ويتخيل بفطرته ما يمكن أن تكون عليه البلاد.. خيراً أو شراً. وأنا هنا أنظر إلي هذه الصورة نظرة مستفيضة ومتأنية.. فماذا رأيت فيها بالضبط؟ *** الإطار العام للصورة يؤكد عودة الحياة الطبيعية في مصر رغم الظروف الطارئة التي تمر بنا وقيام القوات المسلحة بحماية المواطنين الشرفاء الذين طالبوا بحقوقهم المشروعة حتي أصبح المناخ مهيأ بالفعل لتحقيق الديمقراطية المنشودة.. ورغم ذلك مازالت هناك قطاعات عديدة تنظم وقفات احتجاجية في هذا الوقت الحرج.. والنتيجة الطبيعية والمنطقية لذلك.. آثار سلبية كثيرة. حشو الصورة كوكتيل من هذه الآثار السلبية يلوح في الأفق.. وهو بلاشك وبال علي مصر يتمثل في الإضرار بأمن البلاد وعدم القدرة علي توفير متطلبات الحياة للمواطنين وتعطيل عجلة الإنتاج والعمل ومصالح الناس والمزيد من الخسائر للاقتصاد القومي وتمهيد الأرض أمام عناصر غير مسئولة لارتكاب أعمال غير مشروعة. هذه باختصار شديد.. الصورة الأولي بكل إيجابياتها وسلبياتها معاً. فماذا عن الصورة الثانية التي تظهر أيضاً أمامي ولكن بدون سلبيات؟ الصورة رائعة.. صورة مصر التي اتمناها ويتمناها كل مصري يعشق هذا البلد.. إطارها العام "مصر بدون وقفات احتجاجية في قطاعات الدولة".. وهذا ليس بمستحيل خاصة أن ثورة الشباب حققت غالبية أهدافها.. ومطالب وحقوق الذين ينظمون الوقفات الاحتجاجية تحتاج إلي أموال.. فكيف يتم تدبير الأموال حتي يحصل العاملون علي حقوقهم ومن أين وهم يعطلون الإنتاج؟ إذن لابد أن تتوقف ظاهرة الوقفات الاحتجاجية تماماً.. وساعتها لا يكون هناك ضرر بأمن البلاد وساعتها تستطيع القوات المسلحة التي تدير شئون البلاد توفير كل متطلبات الحياة للناس وساعتها تدور عجلة الإنتاج والعمل وبالتالي يكون هناك دخل ومرتبات وأرباح يمكن من خلالها إعطاء كل ذي حق حقه. وساعتها يقضي المواطنون مصالحهم في سهولة ويسر ودون معوقات في الطريق والمصالح. وساعتها ينتعش اقتصادنا الذي "خرب" فعلاً علي مدي ثلاثة أسابيع. وساعتها لن تجد العناصر غير المسئولة فرصة أو أرضية ممهدة لارتكاب أعمال تضر بالبلاد وأمنها واستقرارها. *** لقد راودتني عدة أسئلة: * هل السلبيات الموجودة في الصورة الأولي تؤنب الآن ضمائر من ينظم الوقفات الاحتجاجية؟.. ربما. * هل تجعلهم ينظرون ويتخيلون بلادهم وأحوالهم بدونها؟.. المفروض. * هل فكر أحدهم أنها ربما تتحول إلي اتهامات لمن يصر علي المضي في هذا الطريق الذي يدمر به نفسه وبلاده وبني وطنه؟.. ياريت. يجب أن نأخذ المسألة علي هذا النحو وأن يدبر الجميع أمرهم.. فالأمر جد خطير وأصبح لا يحتمل المزيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل