فرصة.. لالتقاط الأنفاس
لم يعد ميدان التحرير كما كان يوم ٥٢ يناير ثورة شبابية ضد الفساد والبطالة والعدالة الاجتماعية وكذلك فساد النظام والحياة السياسية التي شاخت وترهلت وغرقت في الظلم حتي أذنيها.. وتطلعت إلي أكثر من ٠٠٣ شهيد وأكثر من ٥ آلاف جريح شملتهم محافظات مصر الثائرة.. حتي تعود مصر مرة أخري أكثر شباباً وتحرراً ولتنفض عن ثوبها وجسدها هذا العفن المستشري في كل نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.نعم.. لم يعد ميدان التحرير كما كان.. كلمة ثائرة، موحدة ومتحدة تجاه تغيير آمن، لا فوضي خلاقة يريدها أعداء الوطن المتربصون بنا سواء من بني جلدتنا أو الطامعين فينا.لقد صار ميدان التحرير اليوم ساحة اعتراضية تجمعت فيها كل آهة لم تجد سبيلاً ومتنفساً لها في الأيام الغابرة.. كما أصبح الميدان أيضاً مرتعاً ومركباً سهلاً وميسوراً لمن يريد خطف دور ليس له والظهور في الصورة حتي ولو لوثها بمنظره الرث وصوته النشاز.. لا ينكر صاحب عقل الآثار الإيجابية التي خلفتها ثورة الشباب في وجدان الشعب المصري كله ولعل أهمها بعد الاصلاحات السياسية ذلك المارد الذي سطع فجأة في سماء مصر كلها متمثلاً في شباب اللجان الشعبية التي هبت لحراسة مصر وأعادت إليها أمنها وأمانها بعد هروب المنوط بهم حفظ الأمن وإشاعة الاستقرار.لست مع وقف المظاهرات أو كبت الاعتصامات سواء في ميدان التحرير أو غيره من الميادين، فالاحتجاج صورة مشروعة وتعبير مطلوب لآهة مكتومة جراء ظلم أو غدر أو بطش تحتاج إلي من يسمعها وينصت إليها ليس هذا فحسب بل ويعمل بصدق وشفافية علي إزالتها وإدخال الطمأنينة والسعادة مكانها.. إنني أدعو كل القوي السياسية المعارضة وكذلك القوي الاجتماعية التي عانت الأمرين من ذل ومهانة ووأد حتي للآه في صدر المظلوم.. وأدعو شبابنا وشيبتا الثائرين.. لا تكفوا عن الاحتجاج والتظاهر.. ولكن اتركوا فرصة لأولي الأمر الذين نثق فيهم الآن ليقوموا بدورهم في رفع الظلم وتصحيح المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. فرصة ومهلة لالتقاط الأنفاس وانزال الافكار والاصلاح علي أرض الواقع.محمود فراج
Comments