المحتوى الرئيسى

كلام علي الهواءقرأت‮.. ‬سمعت‮.. ‬شاهدت

02/15 23:19

اعادتني‮ ‬ثورة الشباب البريئة الجريئة الي ذكريات أليمة وحائرة ظننت انها في‮ ‬غفوة طويلة لن تحيا بعدها ابدا ولكن ما سطره شبابنا من علامات مضيئة لطريق المستقبل بث الروح مرة اخري الي هذه الذكريات لعلنا نتعلم مما حدث فيصبح لي ذكريات مبهجة قبل فوات الاوان نعيش كراما تحت راية العلم‮.‬قرأت منذ الصغر عن مباديء ثورة ‮٣٢ ‬يوليو ومازلت اتساءل عن سبب عدم تطبيق مبدأين مهمين فيها قرابة الستين عاما وهما القضاء علي الفساد والاقطاع وسيطرة رأس المال علي الحكم واقامة حياة ديمقراطية سليمة‮. ‬ولقد شاهدت علي مر ما مضي من سنوات عمري كيف تمت جريمة الزنا بين رأس المال والحكم فأضاعت حقوق الناس وخلقت بداخلهم شعورا بعدم الثقة في أن الحكومات تعمل من اجل مصالحهم حتي عمت البطالة وانهارت الاجور وارتفعت الاسعار،‮ ‬وكلها أورام هاجمت بطون وجيوب المواطن المصري البسيط بينما‮ ‬يري أناساً‮ ‬عاديين استغلوا قربهم من السلطة فأصبحوا بين ليلة وضحاها من اصحاب المليارات‮  ‬في مجتمع يئن نصف سكانه علي الاقل من السعي لتوفير الحد الادني للحياة وهو دولاران يوميا،‮ ‬فهل يستوي الأعمي الذي رعي هذه الطبقة الاقطاعية وقرَّبها منه وتفاخر بها امام شاشات التليفزيون باعتبارها قاطرة النهضة‮ .. ‬والبصير الذي رأي بقلبه الحقيقة وأراد ان يكون ناصحا للنظام لبتر هذه الطبقة وتذويب الفوارق بينها وبين الكادحين وتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية؟ البصير الذي‮ ‬يطالب‮  ‬بتوفير نظام تعليم جيد واجور تتناسب وارتفاع الاسعار فكان جزاءوه صدور القوانين الضريبية التي تصب في صالح الاغنياء فقط فيزدادون‮ ‬غني،‮ ‬فهم وحدهم الذين يستحقون ان يعيشوا في رغد وسلام ويملكون الشركات والاراضي والقصور ويستحوذون علي ممتلكات الدولة بثمن بخس بحجة الاستثمار وكأنه‮ ‬يقول للاغلبية الكادحة‮ »‬الا تحمدوا الله علي الفتات الذي تركناه لكم‮« ‬وعلي المسكن الصغير الضيق الذي تعيشون فيه ولايستطيع أحد أفراد الأسرة أن‮ ‬يسير بجوار الآخر وانما في طابور مثل طابور العيش والبوتاجاز‮.‬اذا كنا قد شاهدنا من خلال الفضائيات صورا مريرة عن حياة الناس في القري الفقيرة فما سمعناه وقرأناه كان اكثر بشاعة وبمثابة قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار في أي لحظة‮. ‬وقد حدث هذا في‮  ٥٢ ‬يناير‮ .... ‬عيد الكفاح ضد الاحتلال الانجليزي عام‮  ٢٥٩١ ‬الذي أصبح عيد رفض الذل والعبودية والخوف والخروج الي النور والحرية في عام ‮١١٠٢ ‬ولا فرق بينهما فقد اتفق الشعب في الحالتين علي مكافحة سلب مقدرات مصر‮. ‬المبدأ الأخر هو اقامة حياة ديمقراطية سليمة اعترف‮.. ‬بانني مازلت اتحسس وجوده في مستقبل حياتنا بشكل موضوعي وليس كما كان في السابق وحتي الان‮ . ‬فمواجهة الرأي السليم بالقمع والزج بأصحابه في السجون تحت مسمي‮ »‬معتقل سياسي‮« ‬جريمته هي تضليل الرأي العام وتحريضه علي كراهية النظام امر يثير العجب،‮ ‬وهل يملك الناس الا اراءهم بعد ان تضيق بهم سبل الحياة فيتم اغتصاب الافكار في المهد او تشويهها وحبس اصحابها؟ لقد خلق النظام بهذه المعاملة حالة من الشك بينه وبين الجماهير وأدعي انها لا عقل لها يستطيع ان يفرق بين الزَبد الذي يذهب جفاء وبين ما ينفعه فيمكث في الأرض‮ .. ‬علاقة الشك هذه تطورت عبر عقود فأصبح لها وجه اخر يسمح فيه بهامش من الحرية‮  ‬فيتحدث الناس عما يجيش في صدورهم سواء من خلال المظاهرات والاعتصامات والاضرابات فتسرع الحكومة في عجل علي طريقة افلام الريحاني‮ »‬اديله حاجة يامرزوق افندي‮«.‬جاءت اللحظة الحاسمة فاستيقظ النظام من‮ ‬غفوته واكذوبته التي صدقها عن نفسه بأنه عادل‮... ‬استيقظ علي بركان الشباب الذي انفجر في وجهه مطالبا بإسقاط كل رموزه واطلاق الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية وحل مجلسي الشعب والشوري الذي حوي بين جدرانه ترزية القوانين الذين افسدوا الحياة السياسية والبرلمانية في مصر‮.‬أحمد شلبي[email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل