صباح جديدثمــــن الحـريـــة
كل شعب يستحق حكامه .كان المصريون يعيشون حالة من الخوف.. كنا جميعا نسير بجوار »الحيط«.. شعارنا »يا عم وأنا مالي هو احنا اللي حنصلح الكون«.. ومنهجنا »خلينا ناكل عيش واوعي تتكلم لتروح وراء الشمس«.. كان الجُبن دستور حياة.. والاستكانة والضعف اسلوب معيشة.. حتي جاء يوم 25 يناير عندما استيقظنا علي زلزال بقوة 85 مليون مصري .. كان زلزالا قويا وتوابعه أقوي.. انهار معه واحد من أقدم الأنظمة التي جثمت علي صدور المصريين ثلاثين عاما كاملة.اخيرا.. أشرقت شمس الحرية.. تنفس الشعب هواء العزة والكرامة.. لم يكن احد - منذ ثلاثة اسابيع فقط - يتوقع ان ينجح شباب الفيس بوك في نقل ثورتهم الي الناس بوك ثم الي مصر بوك.. ارادوها ثورة بيضاء فكانت من أعظم الثورات في التاريخ.. اتحد فيها كل المصريين.. فلم تكن ملكا لأحد بعينه.. ولم نر طبقة غالبة علي اخري.. الكل كان علي قلب رجل واحد.. الشيوخ والرجال والنساء والشباب والاطفال طلبوا الحرية فحصلوا عليها.. لأن الشعب عندما يريد الحياة لابد ان يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.في ثورة 1952 كان الجيش في المقدمة وخلفه الشعب يسانده ويؤيده.. وفي ثورة 2011 كان الشعب في المقدمة وكان الجيش يحمي مطالبه.. كانوا في خندق واحد كلهم ارادوا الحرية فنالوها.المهم أن الثورة نجحت.. وأن مصر لن تعود ابدا الي عصر ما قبل 25 يناير.. ولن يعود المصريون الي الفساد الذي زكم الانوف.. ولن يسمحوا للصوص المال العام أن يستحلوه مرة اخري.. ولن يعطوا فرصة لعودة الكهنة وحملة المباخر لفرعون جديد.. والأهم أن يستوعب الجميع الدرس.. حكاما ومحكومين.. وأن يدرك شعب مصر أن الحرية ليست مجرد شعار نرفعه علي رءوسنا.. ولكنها مسئولية صعبة وجسيمة علي اعتاقنا.. ولابد أن يعي الجميع أن الديمقراطية ليست وساما نعلقه علي صدورنا لكنها عمل شاق وأسلوب حياة.مصر تمر بتجربة كبيرة وتحول خطير.. وقدرة ابنائها علي صنع الحرية وممارسة الديمقراطية علي المحك.. خاصة أن ثمة خيطا رفيعا يفصل بين الحرية والفوضي.. ويجب ان نهدأ جميعا ونكف عن المهاترات وأن نعود الي ممارسة عملنا بكل اخلاص وتفان هدفنا عزة مصر وكرامة ابنائها.. ونترك رجال القوات المسلحة المخلصين لينجزوا ما وعدوا به - وهم علي حق - فقد كانوا وسيظلون صمام الامان لكل المصريين.الديمقراطية لا يمارسها إلا الاحرار.. والحرية لا تذهب إلا لمن يستحقها .أحمد جلال[email protected]
Comments