المحتوى الرئيسى

روح الميدان

02/15 23:19

سؤال طرحته علي نفسي أياماً‮ ‬عديدة وأنا أتابع الفضائيات ولا أغادرها تحت أي سبب،‮ ‬لماذا لا يرحل الشباب ويترك الميدان،‮ ‬خاصة أن النظام السابق،‮ ‬كان قد بدأ يستجيب لمطالب الثورة،‮ ‬مع إنه كان يتحرك بسرعة السلحفاة في الاستجابة لمطالب المتظاهرين فيجيء تحركه دائماً‮ ‬بعد رفع سقف الطلبات وزيادة مشاعر الغضب بينهم،‮ ‬إلا أن ما تم تحقيقه في هذا الوقت القصير،‮ ‬بالاضافة الي أن القوات المسلحة أعلنت أنها تضمن تحقيق هذه الإصلاحات،‮ ‬يعد انجازا كانت هذه التساؤلات تدور داخلي حتي ذهبت إلي الميدان وأخذت أتجول في جنباته بين المتظاهرين لأكتشف أن ميدان التحرير تحول إلي حياة أخري،‮ ‬حياة شبه مثالية،‮ ‬أعادت الروح المصرية المفقودة منذ سنوات طويلة لأبناء مصر،‮ ‬في ميدان التحرير كنت تجد ورشاً‮ ‬فنية للأطفال يرسمون فيها ما يشاءون بدءاً‮ ‬من علم مصر وانتهاء بالشعارات دون أن يضطروا إلي دفع رسوم أو البحث عن دور للحضانة تحقق لهم هذه الرغبة التي اختفت من المدارس،‮ ‬وورشاً‮ ‬أخري لطلاب الفنون الجميلة وكل من يتقن الرسم الذين افترشوا الأرض بلوحة تمتد أمتاراً‮ ‬يشارك كل منهم فيها برسم جزء يعبر فيه عن مشاهداته ورؤيته في بانوراما تجسد ثورة ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬في جانب آخر من الميدان خصص مربع تم تسويره ليكون وزارة للتموين،‮ ‬تصب فيها التبرعات التموينية حتي يتم توزيعها بأسلوب عادل علي كل الموجودين في الميدان،‮ ‬وفي مقابله نصب مسرح عليه أجهزة مؤثرات صوتية وكاميرات وقد انطلقت منها الأغاني الوطنية التي لم يكن يسمعها الشعب إلا في المناسبات الوطنية‮.. ‬إن الميدان تحول إلي حياة يفتقدها كل مصري في مجتمعه وحيه وعمله،‮ ‬عندئذ أدركت الإجابة علي تساؤلي‮: ‬لماذا لا يرحل المتظاهرون؟ إنهم يجدون أنفسهم التي ضاعت منهم سنوات طويلة،‮ ‬أصبح سلوكهم في هذا الميدان سلوكاً‮ ‬راقياً،‮ ‬الآن وبعد أن أشرقت علي مصر شمس الحرية،‮ ‬أصبح لدي كل منا أمل في أن ينقل روح الميدان إلي أحيائنا ومدارسنا وأعمالنا‮.‬ألفت الخشاب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل