المحتوى الرئيسى

تحية احترام وتقدير لبطل أكتوبر بقلم:فراس النابلسي

02/15 22:11

شاء الله سبحانه وتعالى أن يغادرنا يوم الخميس 2011/2/10 الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري سابقاً وذلك قبل يوم واحد من سقوط حكم الطاغية المخلوع حسني مبارك ولذلك لم تكتحل عينا الشاذلي برؤية احتفالات ملايين المصريين في ميدان التحرير وفي كل مناطق مصر المحروسة بعد سماعهم البيان المختصر لتنحي مبارك على لسان نائبه عمر سليمان. سعد الدين الشاذلي ذلك القائد العسكري الفذ الذي قل أن يجود الزمان بمثله كان له الفضل بعد الله سبحانه في وضع خطة حرب 73 كما عمل بحكم منصبه على إعادة بناء القوات المسلحة المصرية وانتشالها من وحل هزيمة 67 وبناء الروح القتالية للجندي المصري التي أصابتها حرب 67 في مقتل. شارك الشاذلي في حرب 67 وكان أثناءها قائد لإحدى الوحدات بالجيش المصري المرابطة في سيناء قام بتحرك عسكري أذهل الجميع الأعداء والأصدقاء على حد سواء فأثناء الفوضى التي رافقت القصف الصهيوني المركز ضد القوات المصرية في سيناء وانقطاع الاتصالات بين تلك القوات ومركز القيادة قام الشاذلي بتحريك جنوده شرقاً باتجاه اسرائيل واجتاز خط الحدود الدولية والمرابطة داخل اسرائيل والاحتماء بتضاريس صخرية طبيعية من قصف الطائرات الصهيوينة وظل على ذلك الحال عدة أيام حتى استطاع الاتصال بقيادة الجيش المصري التي أمرته بالانسحاب فوراً وقام بتنفيذ الأمر الصادر إليه واجتاز خط الحدود مرة أخرى وعبر سيناء عرضاً بجنوده بين تشكيلات الجيش الصهيوني حتى وصل قناة السويس وعبرها واستطاع الوصول لقواعده بأقل قدر ممكن من الخسائر. ونظراً للدور الخطير الذي يقوم به الإعلام في تكريس المفاهيم الخاطئة لدى الشعوب فقد قام الاعلام المصري الرسمي وعلى مدى الثلاثين عاماً الماضية بزرع فكرة بطل أكتوبر وقائد الضربة الجوية حسني مبارك مع تجاهل كامل للدور الذي لعبه الشاذلي في تلك الحرب وقد ازدادت تلك النغمة وضوحاً مع اقتراب سقوط مبارك في خطاباته الثلاثة الأخيرة ،لكن ذلك ليس تقليلاً لإسهام القوات الجوية المصرية وقائدها مبارك في حرب 73 ولكن إحقاقاً للحق فإن قوات المشاة والمدرعات والقوات الخاصة – والأخيرة كانت تحت قيادة مباشرة من الشاذلي نفسه - هي التي قامت بتدمير تحصينات بارليف ورفع العلم المصري شرق القناة ، وللمفارقة الساخرة فإن "بطل الضربة الجوية" حسني مبارك رفض العفو عن رئيسه السابق بعد عودته من منفاه في الجزائر عام 92 وأمر بإنفاذ حكم قضائي غيابي صدر ضد الشاذلي بسجنه 3 سنوات عقاباً له لمعارضته زيارة السادات للقدس وتوقيع اتفاق كامب دافيد بل إن نظام مبارك رفض تنفيذ حكم المحكمة التي قضت ببطلان الإدانة الصادرة ضد الشاذلي من محكمة عسكرية وأن ذلك يتناقض مع الدستور وبذلك فقد الشاذلي فرصة إلغاء الحكم السابق وإعادة محاكمته أمام محكمة مدنية وكان عليه قضاء فترة محكوميته كاملة ولم يشفع له تاريخه العسكري المشرف ولا سنوات عمره السبعين بالعفو عنه . ختاماً سيظل الشاذلي الذي لم يكرمه نظام مبارك عن دوره في حرب 73 بطلاً في أعين مواطنيه ويكفيه رحمه الله أن كل من عاصر تلك الحرب أو تعامل مع الراحل قد شهد له بالاخلاص وحب بلاده والتفاني في خدمتها رحم الله سعد الدين الشاذلي رحمة واسعة ورزقه أعلى الدرجات في جنات الخلود.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل