المحتوى الرئيسى

انتخابات على شرف الانقسام!بقلم:د. أيمن أبو نـاهيــة

02/15 00:49

انتخابات على شرف الانقسام! د. أيمن أبو نـاهيــة أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية - غزة قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في مدة أقصاها شهر أيلول القادم أي بعد ستة أشهر من تاريخ إصدار القرار دون إنهاء الانقسام أشبه بالنفخ في قربة مخرومة، لا اقصد هنا فقط الإعداد لخوض الانتخابات على كل المستويات، سواء في ما يتعلق بإعداد قوائم الناخبين وأسس الترشيح ولجنة الانتخابات وما إلى ذلك، لان كل هذا يحتاج إلى وقت وترتيبات وجهود جبارة لضمان سير الانتخابات بطريقة نزيهة وصحيحة، لكن ما قصده هنا تنقية وتهيئة الأجواء لضمان نجاح هذه الانتخابات، ولكي نكون أكثر عقلانية وواقعية الأخذ بالاعتبار أن نجاح الانتخابات يتوقف على ضمان المشاركة لكل الأطياف والفصائل والأحزاب الفلسطينية دون مقاطعة وتغيب لأحد، أما أن نقول يجب أن نجرى انتخابات كما أعلن عنها العام الماضي وتم إلغائها وكان أيضا السبب ليس الوقت والاستعدادات فحسب بل أيضا كان السبب بحد ذاته هو عدم تنقية الأجواء وتهيئتها لإجراء الانتخابات، وهو نفس الخطأ الذي يتكرر الآن! بمعنى يجب إتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام كي يتسنى للجميع أن يشارك في الانتخابات بشكل حضاري وديمقراطي، وإلا ستكون انتخابات ناقصة في ظل الوضع الراهن لما نشهده ونعيشه من انقسام مرير على مدار أربعة سنوات متواصلة بين الضفة والقطاع. وبوضوح تام وبعيدا عن الغموض وتحاشيا لتكرار الأخطاء أن أي انتخابات يجب آن تتم في إطار إزالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة وغير ذلك يعد رجوع إلى الوراء أي كلما مر يوم على الانقسام كلما زادت شقة الخلاف وتكريسه بين شقي الوطن من تبادل الاتهامات والاعتقالات إلى تشديد الحصار ليس على قطاع فقط بل أن الضفة هي الأخرى واقعة تحت حصار المستوطنات والحواجز العسكرية وما آل إليه الوضع من سوء في القدس والخليل، إذن لماذا تستعجل الانتخابات قبل أن نتصالح مع بعضنا البعض، هل أن المصالحة تبدو مستحيلة وقد فشلت كل المساعي والوساطات واللقاءات السابقة في تقريب وجهات النظر أو الاقتراب من المصالحة المنشودة؟! أما القول أن التطورات التاريخية الجارية في مصر حالت دون تحقيق المصالحة وهذا ما عجل في اتخاذ قرار إجراء الانتخابات! أو أننا كنا ومازلنا نعول على دور الوساطة لعمر سليمان في إنهاء انقسامنا! كل هذا لايبرر اعتمادنا على انفسنا في انهاء الانقسام، نعم الحقيقة أننا غير جادين في إنهاء هذا الملف وطي صفحة الماضي والشروع في المصالحة الحقة، فإذا كنا نحن غير جادين في أمرنا كيف بالغير، هل سيكون جاد في أمرنا؟! فالأولى أن نعتمد على أنفسنا ونبادر بصفاء النية للمصالحة من اجل هذا الشعب والوطن المحتل، فإذا كنا نحن أصحاب المشكلة غير جادين ونيتنا غير صافية في إنهاء انقسامنا اللعين كيف بنا سنخوض انتخابات تأخذ بعدها الديمقراطي النزيه والشفاف ومشاركة الجميع. أن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة على مبادئ ديمقراطية وحرية التصويت أمر يقبله الجميع ولكن أعود واكرر أن المصالحة والاتفاق بالتراضي على هذه الانتخابات أمر ضروري على قاعدة المشاركة للجميع دون تمييز حتى لا يكرس الانقسام من جديد في مسألة الانتخابات وهو ما سينعكس على المجتمع الفلسطيني أكثر ماهو عليه الحال الآن، كما أن فترة الأشهر الستة الباقية هي فترة كافية لمن يحاول تحقيق المصالحة وإجراء الاتصالات اللازمة بهذا الخصوص وفي نفس الوقت يبدأ التحضير للانتخابات حتى ما تنتهي قضية الانقسام وتعم المصالحة تبدأ عملية الانتخابات في جميع محافظات الوطن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل