يوميات الأخبارذكر بعض مما جري
<< سيظل يوم الجمعة الماضي، الحادي عشر من فبراير، ماثلا في الذاكرة الوطنية والإنسانية لعصور طويلة مقبلة. << السؤال الأهم، الماثل أمامي الآن: كيف نعمل حتي لا يتكرر الوضع الذي استمر ثلاثين عاما، ثلاثة عقود من أعمارنا المحدودة عشناها في ظل نظام طال أثره بالسلب كل إنسان ينتمي إلي مصر. تم شخصنة الدولة، اختصارها في شخص واحد. ومن يحيط به، سواء كانت قرابة الدم، أو الصلات الحميمة التي تشبه المافيا، تلك الفئة التي ظهرت مع النظام وعرفت برجال الأعمال، أو حملة المباخر ومنشدي التسابيح، صار القرب هو القانون. القرب من الشخص، وليس الكفاءة، انها السمة القديمة، أهل الثقة وأهل الخبرة. لكنها في الحقبة المباركية تمددت إلي أقصي حدود ما تتضمنه من قبح وفجاجة، كنت أعود إلي أشد العصور انحطاطا في تاريخنا وأجد ان المقارنة صعبة، لم يكن الفرعون طاغية متجبرا كما دأبت بعض الأقلام علي التشبيه، كان الفرعون ذروة هرم الدولة. الضامن لتماسكها، والحافظ للنظام الذي يشرف علي توزيع مياه النيل، في العصر المملوكي - وهو أقرب العصور إلي تلك الحقبة- كانت الشخصنة عنصرا أساسيا في الصعود والانحدار. حتي ان مزاج السلطان الجالس علي ذروة السلطة يسهم في الصعود والهبوط، ومن أكثر العبارات التي تكررت في المصادر التي أرخت للعصر المملوكي تلك الجملة، »وفيه تغير خاطر السلطان عليه..« تغير علي من؟ في معظم الأحوال علي أقرب الناس إليه، غالبا ما يكون اميرا كبيرا، ولكن يستيقظ السلطان يوما متعكر المزاج. أو يعاني من مغص ما، أو أثر حلم قديم قلب احواله. عندئذ يأمر بالترسيم عليه »أي اعتقاله« والحوطة علي موجوده »أي الاستيلاء علي ممتلكاته«. ثم شكه في الزنجير »أي وضعه في القيود« تم ارساله إلي سجن الجب، وغالبا ما يلقي حتفه بطريقة مبتكرة، لعل أغربها ما حدث مع الأمير »أزبك من ططخ« الذي أنشأ الأزبكية وسوي أرضها ومهد حدائقها. بعد ان تغير خاطر السلطان عليه ارسله إلي السجن، وصار يقدم إليه بدلا من الطعام ثلاث وجبات من الاحجار الكريمة، الفطار من الزمرد، الغداء ماس وياقوت وبشب، العشاء ذهب أصفر وأبيض، جاع أمير الأمراء حتي أكل نعله، جري هذا مع الأمير سلار أيضا وكان من أعظم امراء الدولة المملوكية، ولكن سوء حظه جعل خاطر السلطان يتغير عليه. بعد ان وصل كل منهما إلي أقصي حدود الجوع أمر السلطان ببناء جدار عليه داخل السجن، ولقي كل منهما حتفه مغمورا، مجهولا بعد عز وجاه ذروة سلطة. حتي نفهم ما جري خلال العقود الثلاثة الماضية، وحتي نتجنب تكرارها يجب ان نقرأ التاريخ جيدا الذي يضيء لنا الحاضر. خاصة العصر المملوكي الذي أكدت مرارا استمراره، وآمل ان يكون قد انتهي يوم الجمعة بثورة الشعب المصري التي تعد الأعظم في تاريخه.وزير الإعلامالأحدأتمني من الفريق أحمد شفيق ان يتريث كثيرا قبل ان يرشح اسما ما لتولي وزارة من الوزارات، ولأنني عرفت الرجل عن قرب خلال المرحلة الأخيرة، وعرفته من قبل عبر انجازاته اثق انه سيضع ما أقوله موضع العناية، بشكل عام فإن اختيار الوزراء في هذه المرحلة الدقيقة يجب ان يتم وفقا لمعايير دقيقة ورؤية مختلفة أهمها الكفاءة المطلقة والسيرة الحسنة والتاريخ المشرف، ومن الأفضل ان يتم اختيار وجوه جديدة من جيل الشباب الذي قام بالثورة، أو الجيل القريب منهم، لماذا لا نري اسماء محفوظ أو أمثال وائل غنيم وزراء في حكومة جديدة. لقد أحدث إعلانه عن تسمية وزير الإعلام انزعاجا، وبداية لابد من الاعتراف بمهنية الاستاذ عماد الدين أديب وقدرته الإعلامية، لكنه ليس الشخص المناسب ليتولي وزارة الإعلام والاسباب عديدة، منها قربه الشديد من النظام السابق. وحواره المسلسل مع الرئيس السابق في الانتخابات الرئاسية مازال ماثلا في الاذهان، أيضا خلال الثورة بدا وكأنه تفرغ لإجهاضها، وانتشر في الفضائيات يتحدث بذكاء مبديا الموضوعية ولكن جوهر ما كان يدلي به لمصلحة النظام وفي اتجاه اجهاض الثورة وتصفيتها.لذلك وضعه الشباب في قائمة اعداء الثورة، اما مسيرته المهنية - رغم كفاءته- فقد ارتبط بمؤسسات الإعلام السعودية وهنا عديد من التحفظات.. أقول للصديق الفريق أحمد شفيق ان مصر اكتسبت روحا جديدة ومكانة رفيعة في العالم، الروح والمكانة يمكن ان يتحولا إلي طاقة خلاقة وإمكانيات اقتصادية هائلة، بشرط الا نعيد تقديم الوجوه القديمة، اننا في حاجة إلي دفع هؤلاء الشباب إلي مواقع المسئولية أو من يختاروه هم، ولكن أعجبت وتأثرت بترشيحهم الدكتور أحمد الجويلي رئيسا للوزراء، هذا فرق عميق في منظور الاختيار والذي يفتقده تماما ترشيح الاستاذ عماد أديب.لحظات غامضةالآن، استعيد التفاصيل، متأملا، ومتفحصا، وأتوقف عند ثلاث محطات، الأولي بداية الثورة يوم الخامس والعشرين، حتي الواحدة ظهرا لم يكن ثمة ما ينبئ بشئ غير عادي، ثمة بدايات مظاهرة عند دار القضاء العالي، واخري عند نقابة المحامين، وثالثة عند نقابة الصحفيين، مشاهد اعتدناها في السنوات الماضية فيما عُرف بالوقفات الاحتجاجية والتي كانت تواجه بحشد كثيف وعنف مبالغ فيه. كان المشهد عبثيا احيانا. لن أنسي قط زميلنا محمد عبدالقدوس ظهر يوم جمعة، كان يمسك بمكبر الصوت، يخطب مهاجما فساد النظام. كان بمفرده وفي مواجهته قوة ضخمة يقودها ثلاثة لواءات، في ذلك اليوم، أول أيام الثورة. اتصل بي عدد من الأصدقاء، وصفوا لي ما يجري، ولم يكن الأمر يختلف عن الوقفات الاحتجاجية، إلي ان جاءني اتصال يقول صاحبه وهو صديق حميم، ان المظاهرات الثلاث تحاول التقدم باتجاه ميدان التحرير، هنا أتوقف عند هذه اللحظة التي تحتاج إلي فحص عميق من اساتذة التاريخ، والادباء، وعلماء النفس والاجتماع، كيف تحولت هذه المظاهرات القادمة من نقاط مختلفة إلي تجمع حاشد بدأ منه الاعتصام في الميدان واستمر لمدة ثمانية عشر يوما تم خلالها التصعيد المليوني، ستظل هذه اللحظات التي جري فيها التحول علامة استفهام كبري، سيظل التحول خلالها مستعصيا علي فهم الكثيرين. كان الأمر اشبه بالنهر، تأتيه المياه من روافد عديدة إلي ان تصب في المجري الرئيسي الذاهب إلي البحر الاشمل، ثمة روافد عديدة جري تفعيلها بدءا من ذلك العصر. بعضها قادم من الروح الدفينة للمصريين، الكامنة. والتي لايفهمها الحاكم وكثير من أبناء النخبة، هذه الروح مكوناتها عديدة، تضرب جذورها في عصور سحيقة، وفي لحظة معينة تنضج شروط التفاعل، فيتحول الصمت إلي هدير. إلي زحف مقدس، بدون قوي منظمة، بدون احزاب، بدون زعامات كاريزمية انجز الشعب ثورته العظمي ضد الدكتاتورية، ضد سرقة ثرواته، ضد الاهانات المتوالية، والتعالي عليه من خصومه الذين يفترض انهم مصريون، لم يحدث ان عومل الشعب المصري باحتقار وازدراء كما عومل من النظام الزائل، ولكن نسي هؤلاء الحكام جوهر المصريين الذي لا يدركونه ولا يعرفونه لأنهم جهلة بالمعني العام وجهلة خصوصا بمكونات مصر التي تستعصي حتي علي أبنائها احيانا وأجهزة الفحص والبحث المزودة بأحدث المناهج العلمية، ما تزال تلك اللحظات في حاجة إلي فحص.موقف المشير الجمعةسيظل يوم الجمعة ماثلا في ذاكرتي بجميع قوانينه ووقائعه، استيقظت خائفا، متوجسا، اما الخوف فخشية صدام محتمل بين القوات المسلحة والشعب، وهذا ما دعوت الا يحدث ابدا، أما الخشية فمن المجهول، كان الخطاب الأخير البليد قد أورثني هما وقد جاء الرد عليه من ملايين المحتشدين في أنحاء مصر، بعض الفضائيات قسمت الشاشة إلي نصفين، صورة مباشرة من ميدان التحرير الذي بدأت جماهيره في الرفض الحاسم وارتفع زئيرها. بينما كان الرئيس السابق يخطب مستمرا في أكثر الخطابات ركاكة في تاريخ مصر المعاصرة، عبر الهاتف تحدثت إلي شاب نابه أكد لي ان التغيير قد وقع بالفعل. وان البيان رقم واحد عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي اجتمع بدون القائد الأعلي يفسر ذلك، ويبدو ان المسألة تتعلق بالوقت، وبرغم تحليله الدقيق إلا انني لم أطمئن. كان هاجس الصدام يقلقني ويقض توازني، اتصل بي أصدقاء قريبون وتساءلوا: لماذا لا يحسم المجلس الأعلي الأمر؟ لماذا لا يتخذ الخطوة الحاسمة بعزل الرئيس المتشبث بالسلطة حتي لا يرث نذر تفكك الدولة المصرية وانهيارها لتعم الفوضي البلاد؟كان الحشد مهولا في ميدان التحرير، وفي بر مصر كلها. في كل محافظة ميدان للتحرير، كانت مصر تنتفض في لحظة من أندر وأروع ما عرفه البشر، أهدت مصر إلي العالم نموذجا إنسانيا فريدا، في الاحتجاج ضد الظلم والطغيان، بعد انتهاء صلاة الجمعة هبت الجموع، بعضها زحف إلي الرموز الرئاسية. وبعضها بقي في مكانه يتظاهر. سري الهدير من الاقصي إلي الادني، وكان وقوف القوات المسلحة المصرية حامية للمتظاهرين من اللحظات الكبري التي سيذكرها تاريخنا، ولكن ما كان يجري خلف الستار وبعيدا عن أعين المتظاهرين هو الأخطر، وقد أتيح لي معرفة بعض من تفاصيله، كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة يرقب الموقف بدقة، وأدرك قادته ان مصر تتعرض لخطر داهم، وان البلاد يمكن ان تتفكك، وهنا طلب المشير محمد حسين طنطاوي من الرئيس التنحي حفاظا علي سلامة مصر، ويبدو ان الرئيس رفض، وهنا أكد له المشير ان ولاءه الأول لمصر، وان الظروف وصلت إلي حد ينبغي عليه ان يختفي من المشهد. ستظل تفاصيل هذه اللحظات الحاسمة دقيقة وحرجة إلي ان يكشف الستار عنها، ولكن المؤكد ان المشير وقادة القوات المسلحة أقدموا علي موقف أنقذ مصر من انهيار مخيف. تم ذلك بهدوء وانكار ذات، وبروح وطنية عالية، ولذلك يستحق المشير والقادة الذين رأيناهم في المجلس الأعلي كل اجلال وتقدير.عمر سليمانالجمعةليته ظل صامتا. كانت مكانته عالية. وتقديره متينا، وما أعرفه عن الرجل يؤكد ذلك، خاصة انه مسئول عن مؤسسة لها مكانة خاصة في نفوس المصريين، وخلال المهام العديدة التي قام بها لم يسمع احد صوته، لم أره متكلما مرة واحدة خلال ادارته الملفات المكلف بها. خاصة القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل، ولعلها فرصة لكي اشير إلي أمر دقيق، فقد سحبت من الخارجية المصرية ملفات دقيقة ومهمة وأسندت إلي المخابرات العامة. بدأ هذا في عصر السادات الذي يبدو انه استهدف اضعاف مؤسسة الخارجية عقابا لها علي موقف ممثليها في مفاوضات كامب ديفيد والتي استقال خلالها وزيران أحدهما كان متهما مع السادات باغتيال أمين عثمان عميل الاحتلال البريطاني، اعني السفير محمد إبراهيم كامل، هكذا أصبح عمر سليمان مسئولا عن العلاقات مع إسرائيل والقضية الفلسطينية، وعن قضية مياه النيل، والعلاقات مع ليبيا والسودان. وكان اداؤه كما سمعت من أهل الاختصاص متميزا، وطوال هذه المسئولية لم نسمع صوته قط، وكان يتفق هذا معه كرجل مخابرات في المقام الأول، لكن من الأمور التي يجب إعادة النظر فيها، تلك الملفات التي يجب ان تعود إلي الخارجية، وان تظل مهام المخابرات العامة كما ارتبطت في اذهان الناس قاصرة علي مهام الأمن القومي بما فيها مسئولياتها تجاه إسرائيل، فمن الأمور التي اثارت اللبس تلك المسئولية السياسية للواء عمر سليمان الذي اتسمت سمعته بالنزاهة والكفاءة، ثم تم اختياره نائبا لرئيس الجمهورية خلال أحداث الثورة ولم يدم ذلك إلا عدة أيام، سمعنا صوته وليتنا لم نسمعه، كان الرجل في ادائه اقرب إلي شخصية السكرتير من موقع نائب الرئيس، وكانت طريقة القائه وصوته لا تتناسب مع المنصب الجديد، وكان يكثر من استخدام كلمة »السيد الرئيس« بما يوحي بالجملة التقليدية التي سادت خلال العقود الثلاثة »بناء علي تكليفات السيد الرئيس«..، المرة الوحيدة التي بدا فيها صوته قويا، مختلفا. عندما أذاع البيان المقتضب بتنحي السيد الرئيس، ودهشت فيما تلا ذلك عندما علمت انه القاه علي غير ارادته، وهذا يدخل في باب تفاصيل ما جري خلال ليلة الخميس ونهار الجمعة التي نرجو ان تعلن تفاصيلها قريبا. علي أي حال أعود إلي العصر المملوكي، اسرع صعود، واقصر مدة في منصب، وقبول صورة كانت سائدة بأخري صارت غالبة!سلام للشهداءالجمعةلعلها من أندر اللحظات وأكثرها ثراء علي كافة المستويات، عندما ذكر اللواء الفنجري الشهداء، وقام بأداء التحية العسكرية اجلالا لهم. تقليد نابع من العسكرية المصرية وروح الشعب المصري لاقي من القلوب أيا كانت جنسيات أصحابها تأثيرا عميقا، وانني علي ثقة ان ملايين البشر، خاصة المصريين، ستظل هذه اللحظة ماثلة في ذكرياتهم إلي الابد عند استعادة وقائع هذه الثورة، تحية غير مخطط لها، صدرت عن المتحدث العسكري في لحظة صادقة لذلك نفذت إلي صميم الارواح. واستقرت في ذاكرة الوطن. منذ اللحظة الأولي لظهور اللواء الفنجري مدير التنظيم والإدارة، ادركت رمزية الظهور وان ثمة أمرا غير عادي جري، ذلك ان المتحدث العسكري هنا له رمزية خاصة، انه القائد المسئول عن التنظيم والإدارة، أي ان الجيش في حالة عمليات، من ناحية اخري كانت شخصية الرجل تبعث علي الثقة وعلي الاطمئنان، اما نصوص البيانات التي تلاها فنموذج للبلاغة الحديثة العملية، الموجزة، اللفظ واضح القصد، الجمل لا يمكن تأويلها، لذلك نفذت مباشرة إلي الافئدة والعقول، وإذا ما قورنت بخطب الرئيس السابق الركيكة في صياغتها، المفتعلة في ادائها، المملة في لفها ودورانها، صدق البيانات العسكرية في مواجهة افتعال الخطب وكذب محتواها، بلاغتها في مواجهة الركاكة، لعلها من أسعد اللحظات في حياتي عندما سمعت جملة »البيان رقم ١«. لقد طال انتظار هذه الجملة كثيرا. ولعل أشد المؤثرات التي عرفتها في مساري تلك التحية العسكرية للشهداء الذين سقطوا في صفوف الثورة.هيكلالجمعة ليلاعندما منع الاستاذ محمد حسنين هيكل من الظهور في التليفزيون المصري، من الذي لحقه الضرر ؟، بالطبع التليفزيون المصري، ربما كان المنع منطقيا في الزمن القديم الذي ولي ولكن في عصر السماوات المفتوحة وثورة الاتصالات صار الحجب والمنع نوعا من البلاهة. الليلة أطل علينا الاستاذ من شاشة دريم مع الإعلامية مني الشاذلي، نفس الشاشة التي حاولت تقديمه منذ عدة سنوات ودفعت مقابل ذلك ثمنا فادحا، ومورست عليها ضغوط قاسية أضرت بالقناة نفسها ، التي لو تركت في صعودها لاصبحت علي قمة الفضائيات العربية. هل منع الاستاذ حجبه عن الناس؟ لقد أطل من نافذة مجاورة لا يكلف وصول المشاهد اليها الا ضغطة زر وقدم تجربة حياته الثرية التي كان التليفزيون المصري أجدر بتقديمها، ومازال لديه الكثير مما يقدمه، أشرت دائما إلي الثقافة الرفيعة التي يتمتع بها والتي جاءت نتيجة تكوين طويل شاق، ورغم حرصه علي وصف نفسه بالجورنالجي. أي الصحفي، وهو في هذا الميدان أعلي القامات الموجودة في الصحافة العربية، الا ان بعدا ثقافيا رفيعا يتمثل فيه، واقترح علي التليفزيون المصري ان يقدم الاستاذ ليحدثنا عن تكوينه الثقافي، وعن كبار المثقفين الذين عايشهم، وفتح لهم صفحات الأهرام في زمن صعب كانت الرقابة فيه علي اشدها، وأتاح الفرصة لنشر نصوص جريئة لنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهما، نصوص كانت بمنزلة النبوءة للكوارث التي جرت فيما بعد.الليلة ظهر الاستاذ في كامل لياقته، وتحدث بطلاقة ملقيا الضوء علي ما جري طوال اليوم، الاعماق التاريخية والثقافية والسياسية بالطبع للحدث، تجاوز منتصف الليل وهو الذي اعتاد النوم مبكرا، لم أعرف ملامحه بتلك الحيوية وهذا الأزدهار، ولم يكن هو بمفرده، بل كل مصري، اينما سعي، في مصر أو خارجها.من ديوان الشعر العربيندمت ندامة لو أن نفسيتطاوعني اذن لقطعت خمسيتبين لي سفاه الرأي منّيلعَمْرُ ابيك حين كسرت قوسيشاعر يمني مجهول
Comments