حسن شحاتة.. وإهدار المال العام

كل دول العالم بدأت تفكر بطريقة احترافية فى مسألة تعيين مديرين فنيين للمنتخبات، وكذلك فى مسألة التجديد لهم، الطريقة الحديثة تقتضى بأن يتولى المدير الفنى للمنتخب الأول الإشراف على المنتخب الأوليمبى فى الوقت نفسه، وذلك فى الفترات الطويلة التى لا يرتبط فيها المنتخب الأول بمشاركات رسمية، الغرض من هذا هو أولا أن يقوم المدير الفنى نفسه باختيار أفضل العناصر الشابة للمنتخبين معا الأول والأوليمبى، مما يمكنه من تكوين جيلين متتاليين من اللاعبين قادرين على تمثيل بلادهم بصورة مشرفة، خاصة إذا كان المدرب ناجحًا مع المنتخب الأول فإنه سيكون محل ثقة اتحاد الكرة فى بلاده، فضلا عن أن اللاعبين الشباب سيكونون اعتادوا على طريقة تدريب هذا المدرب وعندما يمثلون المنتخب الأول لن يحدث لهم أى اختلاف فى الفكر التدريبى، وبالتالى سيجتازون مرحلة التأقلم مع فكر المدير الفنى. السبب الثانى وهو الأهم أن اتحاد الكرة سيقوم بتوفير مبالغ كبيرة بسبب هذا النظام، حيث سيوفر راتبًا جهازا فنيًا كاملا لمن سيتولى تدريب المنتخب الأوليمبى، فضلا عن أنه سيستفيد بالفترة الخالية من الارتباطات الرسمية للمنتخب الأول والتى يتقاضى خلالها المدير الفنى وجهازه راتبًا بدون عمل. آخر الاتحادات التى طبقت هذا النظام هو اتحاد الكرة التشيلى الذى جدد تعاقده مع المدير الفنى الأرجنتينى مارسيلو بابليسا الذى قاد منتخب تشيلى فى نهائيات كأس العالم حتى عام 2015، ويكون من ضمن مهام عمله الإشراف على منتخب 20 عامًا. السؤال: ماذا لو طبق اتحاد الكرة المصرى هذا النظام؟.. ويتولى حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الأول الإشراف على المنتخب الأوليمبى وبصحبته جهازه المعاون.. أعتقد أن الفوائد ستكون كبيرة للكرة المصرية، خاصة أن إنجازات حسن شحاتة واختياراته للاعبين ليس عليها أى غبار أو تشوبها شائبة. وبلغة الأرقام سنجد أن اتحاد الكرة سيوفر الملايين سنويا فى حالة تطبيق هذا النظام، حيث سيوفر راتبا للجهاز الفنى كاملا وهو الجهاز الفنى للمنتخب الأوليمبى، فضلا عن أنه سيستفيد من خبرات حسن شحاتة وجهازه المعاون على مدار عام كامل فى منتخبين وهما الأول والأوليمبى معا، وسيستفيد جيلان من اللاعبين بخبرات "المعلم"، فضلا عن أن هذا النظام سيجعل لاعبى المنتخب الأوليمبى يعتادون على الفكر التدريبى لحسن شحاتة وعند تصعيدهم لن يحتاجوا وقتًا طويلا للتأقلم على فكره.