المحتوى الرئيسى

الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة - الانقسام بين الانهاء والتكريس بقلم: أكرم أبو عمرو

02/14 23:57

الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة الانقسام بين الإنهاء والتكريس بقلم / أكرم أبو عمرو يبدو أن الأخذ بأسباب الوقاية من حمى الثورات الشعبية للتغيير بدأت تأخذ طريقها إلى قمة هرم اتخاذ القرار في الدول العربية ، فمن إعلان احد الرؤساء المخضرمين في عالمنا العربي عن نيته عدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة التي ستجرى في بلاده بعد بضعة سنوات، إلى إعلان آخر من احد رؤساء الحكومات العربية بأنه أيضا لايعتزم تولي هذا المنصب لفترة أخرى وصولا إلى وضع بعض القيادات العربية أيديها على اخطر الملفات الاجتماعية والاقتصادية في بلادها لمعالجتها ، واعتقد أن قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعها الأخير القاضي بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في موعد لا يتجاوز شهر آب القادم، يأتي في ظل هذا التغير التي فرضته ثورة يناير العربية التي اندلعت أولى شرارتها في كل من مصر وتونس مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الظرف فنحن لم نصل بعد إلى مرحلة الدولة المستقلة ، وما زلنا نعيش مرحلة النضال والثورة من اجل التحرر من الغاصب والمحتل . إن الإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية قريبا هو احد الخيارات العملية التي طالما تمنيناها للخروج من المأزق الفلسطيني الحالي ، فقد سئمنا التصريحات والتصريحات المضادة وما يصاحبها من كل أشكال الردح الإعلامي، وكأننا في مبارة لكرة القدم والفريق الأصلح من يسجل هدفا في مرمى الأخر ، حان الوقت لاتخاذ مواقف عملية حتى نضع شعبنا على الطريق الصحيح ، وعدم الانتظار لما ستسفر عنه الأيام القادمة لأننا نرى أن طوفان الشعوب قادم وسوف يكون لهذه الشعوب ما يشغلها ردها من الزمن لذا علينا الانتباه إلى أنفسنا بتجاوز محننا وكتم غيظنا ، فالوقت يمضي بسرعة وعدونا لا يدخر جهدا للاستفادة منه في تنفيذ مخططاته ومشاريعه ، وشعبنا سوف يفقد صبره وهو ينظر إلى ثورات الشعوب من حوله ، لذا نأمل أن لا نتوقف كثيرا عند إصدار القرار فحسب بل ننتظر خطوات عملية وحراك عملي في اتجاه تنفيذ هذا القرار ، نريد أن نسمع ونقرأ عن بدء الفصائل والتنظيمات الفلسطينية في الإعداد لقوائم مرشحيها ، نريد أن نرى مكاتب لجنة الانتخابات المركزية قد بدأت في العمل لتحديث سجلات الناخبين ، نريد أن نرى مجموعة المراسيم الرئاسية تصدر تباعا لتنظيم هذه العملية الانتخابية وصولا إلى يوم الاقتراع . يجب المضي قدما من اجل تحقيق آمال وطموحات شعبنا ، وعدم وضع العصا في العجلة عملا بالأفكار العفوية التي كانت تصدر من بعض الشباب المصري الذي كان محتشدا في ميدان التحرير بالقاهرة عندما كان يسمع اقتراحات وآراء لبعض الشخصيات والساسة بضرورة استمرار الرئيس حسني مبارك لحين انتهاء فترة ولايته لتوفير غطاء دستوري للتغيير ، عندها كان الرد على الرئيس الرحيل ومن ثم نفكر في الخطوة التالية ، لم يكن ذلك حقدا أو كرها في الرئيس بقدر ما كان رغبة جارفة في التغيير وذلك بالبدء الفوري ، ونحن لا بد من البدء وعدم الانتظار لذلك على القوى الفلسطينية وبالتحديد حركة حماس تجاوز الماضي والأخذ في الاعتبار أن هذه الانتخابات ليس ضدها طالما أن الأمر سيكون مفتوحا على مصراعيه للمشاركة ، خاصة وان جميع محاولات المصالحة قد فشلت ، ولا يمكن الاستمرار في هذا الوضع ، يجب التطلع إلى الأمام ونفكر في الخطوات التالية ، المهم أن نبدأ ولا نتمترس خلف مواقفنا فمصلحة الوطن أهم من كل المواقف ، لننطلق نحو التغيير الذي سيكفل لنا حماية المشروع الوطني الفلسطيني ، فبعد الانتخابات وما ستسفر عنه من قيادات فلسطينية يمكن الانطلاق إلى الإصلاح . إصلاح منظمة التحرير ، تحديد الخيارات في مواجهتنا مع عدونا المتربص بنا ، الاتجاه نحو خطط تنموية تتيح فرص للحياة الافصل لشعبنا ، لأنه من الضروري العمل لحياتنا وحياة الأجيال من بعدنا جنبا إلى جنب مع مواجهتنا لعدونا فصراعنا مع هذا العدو صراعا طويلا . يمكننا جعل يوم الانتخابات يوما لإنهاء الانقسام عندما يتوحد الشعب الفلسطيني، وهو متوجها إلى صناديق الاقتراع وبذلك تكون الانتخابات قد حققت ما لم تحققه المؤتمرات والجلسات واللقاءات ، ومن هنا يمكن القول بان الانتخابات القادمة إذا ما تم السير بها قدما قد تكون سببا لإعادة اللحمة الوطنية ، وقد تكون سببا لتكريس الانقسام وتكون كل آمال شعبنا وتطلعاته قد ذهبت إدراج الرياح ولا يمكن لأي إنسان التنبؤ بما سيحدث بعدها ، ولكن يمكن رؤية استمرار الحصار الظالم على شعبنا علي قطاع غزة، وهذا ليس مستبعدا خاصة وأننا تابعنا الاهتمام الأمريكي والإسرائيلي والأوروبي بما يجري على ارض مصر ، وكيف أنهم أفصحوا بصراحة عن خوفهم وحرصهم على امن إسرائيل ، وبالتالي حريصون على استمرار الالتزام بالاتفاقيات التي عقدت بين مصر وإسرائيل ، ومن ناحبة أخرى فإن أمام مصر وقت طويل لبلورة سياسة عربية قومية نتمناها قد يستمر عدة سنوات وعلى أي حال سوف لن تتضح الأمور قبل معرفة نوع القيادة السياسية الجديدة التي ستصعد إلى قيادة مصر وبرنامجها في المرحلة المقبلة . أكرم أبو عمرو غزة-فلسطين [email protected] 14/2/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل