المحتوى الرئيسى

سقوط أكذوبة أغلبية الأحزاب الموالية للأنظمة العربية وانهار إعلامها المتملق بقلم:محمد شركي

02/14 22:49

سقوط أكذوبة أغلبية الأحزاب الموالية للأنظمة العربية وانهار إعلامها المتملق محمد شركي عندما أجريت الانتخابات النيابية الأخيرة في مصر جاءت النتائج فوق ما يحتمله الكذب بحيث حصد الحزب الحاكم كل مقاعد البرلمان حسب إعلام النظام المتملق. ولما احتج الشعب المصري على هذه النتيجة لم يبال به الرأي العام العالمي الذي دأب على انتقاد وتكذيب نتائج الانتخابات المزورة في البلاد التي تشق عصا الطاعة على قوى الهيمنة الغربية العالمية . وبعد ثورة الشعب التونسي والمصري المظفرتين وسقوط النظامين تبخرت أكذوبة حزب النظام الذي كان يدعي الأغلبية المطلقة حتى أن بعض وسائل الإعلام بحثت في كل شبر في مصر لتعثر على مناضل واحد لهذا الحزب من أجل محاورته في شأن ثورة الشعب المصري فلم تجد له أثرا . والغريب أن يتبخر حزب كان بالأمس القريب يدعي الأغلبية المطلقة بهذا الشكل الذي فاق المفاجأة . ولا تبرير لهذه المفاجأة سوى أن هذا الحزب لم يكن له وجود على غرار باقي الأحزاب المولية لأنظمة في واقع الحال ، وإنما هو مجرد حزب بالقوة لا بالفعل أوجده النظام المصري كخدعة لتضليل الرأي العام المصري والعالمي في إطار إضفاء الشرعية على توريث الحكم والرئاسة عن طريق أكذوبة الديمقراطية المزيفة من أجل اقناع العالم التوريث وقع بطريقة ديمقراطية . ولم يكن الحزب الحاكم في مصرسوى شرذمة من أصحاب المشاريع الاقتصادية الذي استغلوا جهاز الأمن القومي والمخابرات لترهيب الناخبين وترغيبهم بالمال الحرام من أجل الوصول إلى قبة البرلمان لصيانة مصالحهم الاقتصادية ليس غير . وبمجرد انهيار النظام تبخرت هذه الشرذمة كالسراب وظهرت الحقيقة وهي أنه لا وجود لحزب النظام أو السلطة ، وإنما وجد حزب عبارة عن مسخ فرضه النظام بالقوة على الشعب . وهذه الحقيقة لا تتعلق بالنظام المصري فقط بل تأكدت أيضا مع النظام التونسي ، وهي تنسحب على كل الأنظمة العربية التي تتخذ لها أحزابا لمواجهة المعارضة الشعبية سواء في شكل معارضة حزبية أم في شكل معارضة شعبية عفوية دون تأطير حزبي . ومن المعلوم أن الشعوب العربية تضع ثقتها في الأحزاب المعارضة لأحزاب الأنظمة بالضرورة ليس حبا في أحزاب المعارضة ولكن نكاية في أحزاب الأنظمة . فحينما صوت ما يزيد عن أحد عشر مليون جزائري لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ لم يكن ذلك حبا في الجبهة الإسلامية بل نكاية في جبهة التحرير الموالية للنظام . وعلى هذا المثال يقاس كل تأييد شعبي لأحزاب المعارضة في الوطن العربي . ومع شديد الأسف لا زالت العديد من الأنظمة في الوطن العربي تعول على أكذوبة الأحزاب الموالية لها المتهافتة والتي تأكد تهافتها في كل من تونس ومصر. ومن علامات الأحزاب الموالية للأنظمة وهي أحزاب بدون أرصدة شعبية أنها تفرخ بين عشية وضحاها إذ يكفي أن ينصرف أحد الموالين لهذا النظام أو ذاك بسبب قرابة أو صداقة نربطه برأس النظام أو حتى بسبب مهمة داخل النظام إلى طبخ حزب يقوم على أساس الولاء للنظام زاعما أنه يملك رصيدا شعبيا كاذبا لا وجود له إلا بقوة الأجهزة الأمنية والمخابرات ، وذلك من خلال جهاز الإعلام الرسمي التابع للنظام ، وهو إعلام فاقد المصداقية لأنه يغرد خارج السرب كما يقال، ولا يمت بصلة إلى هموم الشعوب بل يصور الأحوال في البلاد العربية ذات الأنظمة الشمولية تصويرا مفارقا للواقع ، فيبدو كأنه خيال أو وهم أو أسطورة . فما من حدث يقع في هذه البلاد إلا ويحرص هذا الإعلام المأجور على تحويله إلى بطولات ينسبها للأنظمة بشكل مثير للسخرية ، وحتى الانتفاضات الشعبية يصير لها تأويل عجيب في هذا الإعلام . ولقد سجلت وسائل الإعلام الحرة أن الإعلام في تونس ومصر تحول بمائة وثمانين درجة بعد الثورتين ، فبعدما كان يصف الثورتين في تونس ومصر قبل زوال النظامين بأنهما فوضى وتخريب وتحريض من الخارج صار الحديث اليوم عنهما حديثا آخر حديث تزكية وتأييد وغير ذلك مما هو مخالف لما كان يبث بالأمس القريب دون خجل أو وجل ، والذي لا يستحي يصنع ما يشاء بطبيعة الحال . ولم يقتصر أمر تملق الأنظمة الفاسدة على إعلامها الرسمي المأجور بل تعدى إلى إصدار أهل الإفتاء المأجور فتاوى دينية لفائدة هذه الأنظمة . ولست أدري بماذا سيفتي اليوم بعد سقوط النظامين في تونس ومصر المفتي الذي وصف الثورتين بالفتنة ومن ساندها بالمحرضين ؟ إن الثورتين التونسية والمصرية كشفت العديد من الحقائق منها تهافت أحزاب الأنظمة الوهمية ، وتهافت إعلامها ، وتهافت الإفتاء الديني فيها وهو أمر خطير لأنه يتعلق بالباطل مع بعد الدين عن الباطل كل البعد . فهل ستتعظ الأنظمة المراهنة على أحزاب وهمية مصنوعة صناعة مكشوفة ، وعلى إعلام متملق لا يهدي لها عيوبها ، وعلى أهل الفتاوى المتاجرين بالدين تملقا والذين لا يسدون لها النصح ، وأنها ستغير أسلوب تعاملها مع الأحزاب الموالية والإعلام المتملق ، وأهل الفتاوى المنافقين الذين يخشونها ولا يخشون الله عز وجل ، أم أنها ستواصل صناعة الأحزاب الوهمية التي تكون سبب خرابها وزوالها كما كان الشأن في تونس ومصر ، وكما سيكون في كل قطر عربي يعتمد على أسلوب النظامين النافقين في تونس ومصر ؟؟؟ والمستقبل القريب كفيل بالكشف عن مدى اتعاظ الأنظمة المستبدة الباقية أو تماديها في الطغيان الجالب للزلزال الشعبي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من هذه الأنظمة الجاهلة أو المتجاهلة والتي نقول لها اليوم جهل أو تجاهل وغدا أمر وأي أمر ؟؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل