المحتوى الرئيسى

مستشفى حكومي رام الله بقلم:مروان صباح

02/13 18:17

مستشفى حكومي رام الله كتب مروان صباح / عندما يحملك القدر إلى مستشفى رام الله الحكومي مكرهاً كمريض أو مرافق لمريض مثلي فترى العجب العجاب ، أثناء إصطحابي لصديقي إلى طوارئ رام الله بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة ، أحالني المشهد إلى بعض الحقائق التى وقفت عندها ما بين الصدمة والحزن العميق خصوصاً لأنني بصحبة شخص صاحب نكته ودعابة بالنقد أمثال الفنان العربي زهير النوباني ، حيث ترى الأمور بشكلها البعيد والعميق ويصتحبك إلى دائرة المقارنات النابعة من الخبرة الطويلة لقياس منسوب الجودة والردائة بين شيىء قائم على الحق أو الباطل . هنالك مقارنه أصفها دائماً في محاكماتي للقضايا التى تمر علي تتمثل بذلك الفرق بين جامعة أكسفورد والسرك المتحرك ، فالسرك بعيد كل البعد عن البناء وهو متحرك في قالب خيمة كبيرة ، أما الجامعة مبنيه من جدار ضخم يحمل عراقه وتاريخ في كل حجر محفور أسم عالم ، فالحق يُبنى على قاعدة أصيلة متجزر في الأرض ومنافعه تعم على أهله أما السرك لا عنوان له متحرك وينتهى العلاقة معه في اللحظة التى تغلق الستارة ويذوب مثل كل شيىء يذوب معه الباطل ويندثر . السؤال الكبير الذي يغيب ويطل في كل حدث أو تعكيرة مزاج أو حسرة تصيب المزاج حيث يُتعسك القدر حين تتجول بين أقسام مستشفى رام الله وخاصةً قسم الباطني وحالة البؤس التى ترافق عين المواطن لما يشاهد من إزدحام للمرضى في الغرف والرائحة الكريهة وحالة الأسِرى التى لا يمكن أن ترها إلا في أفلام هتلر والحرب العالمية الثانية والحمامات القديمة المقززة التى تجعلك تُخرج ما في بطنك ( من تحت وفوق )، ونقص في الأجهزة وقلة الطوابق في حين مساحة الأرض كبيرة ، بإختصار حالة يرثى لها لا يصدقها إنسان بل لا يتقبلها إلا من لا حول له ولا قوة إلا هذا الوضع المفروض علية من إنسان لأخر . ألا يحق لهذا الشعب أن ينعم بمستشفيات تليق بنضاله العريق وشهداءه ، أليس هنالك أشخاص يفترض أن لديهم علم المنطق ولفظه وعلم المحسوس وحس الظاهر وحس الباطن وهم المفترض أكثر الناس بالأشياء المحسوسة والمعقولة علماً ، أو قبِلوا بواقع القائم بحذافيره البائسه وشرعوا يمارسوا دورهم كأطباء لا خبرة لديهم وجهل بالأُسس وركائزها والافتقار إلى الادرات الضرورية والاستراتيجيات وتأديتها مما تحولوا إلى أصحاب مهن لا إبداع وتعاملوا مع جثث البشر كمَركَبَات أو أي شيىء آخر مشابه . نحن نعيش على بعد أمتار متداخلة مع الدولة العبرية ونواجهه مصير العيش والتقليد للآخر بحكم القدر فإذا حَاولنا التقليد وفشلنا ولم نستطع إبتكار أسلوب يتماشى مع العصر والتقدم ، فضياع مصيرنا بدون شك ، لن نقترب من العدالة الإجتماعية ولن ينال المواطن شيئاً من حقوقة ولن تستقيم حياة الإنسان على أرض الحضارات ما دمنا أسرى التشوه لتعدد الأوجه ، والفشل سيتلوه فشل ، أنه يا أخوتي في الإنسانية عالم لا يرحم الفاشلين والضعفاء . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل