المحتوى الرئيسى

انتظرنا يا مصر .. وانتظرنا طويلا بقلم:زياد هواش

02/13 17:09

انتظرنا يا مصر .. وانتظرنا طويلا لماذا تأخرت علينا , كثيرا وكثيرا , لماذا عذبتنا , لماذا مرّت عجافا كل تلك السنين المريرة ..!! تعبنا وتعبنا وتعبنا .. وخفنا , وأحسسنا أننا ضعنا وضعنا , وصرنا , ظلال تمشي بلا أجساد على الأرض العربية . جذوع نخيل خاوية . ليالي سوداء باردة , كثيرة وكثيرة , عبرت , ومرت , وتتالت , وتعالت فيها أصوات الذئب الغادر , يعوي . صباحات كئيبة رمادية , تغيب عنها الشمس , شمس الحياة , شمس الأمل , شمس الحرية , مرت , وعبرت , وتكررت , يدق فيها القهر والظلم على الأبواب الموصدة بقلق , تستند على الجدران الواقفة بألم , طبقات من الغربة تعلوها طبقات , في سجن كان يسمى يوما وطن . غروب كان يهبط علينا ثقيلا , مملا , طويلا . يهبط على الساحات والميادين , الخالية من ضحكات الأطفال , لعبوا إلى جوار الخوف قليلا , وناموا بلا فرح , ملائكة الله على الأرض , ناموا بالجوع باكرا . يهبط على الشوارع الخالية من همسات العاشقين , في مدن الملح التي ترى في العشق جريمة , وترى في العاشقين متآمرين . يهبط على الأرصفة , يتوسد زواياها الباردة , الفقراء والمساكين , حفاة النهار وموتى الليل , رماهم الزمن الأصفر على ناصية الحياة , حجة على الناس يقولون أنهم المتقين . يهبط على القناديل الباقية تشع حزنا غريبا بالكاد ترسم في عتمة الملح معالم الطريق , طرق تسكنها في المساء عيون فاجرة , عيون كافرة , عيون حمراء , عيون الغرباء . يهبط على بقايا الأشجار اليابسة , لا يسكنها الطير , ولا تثمر , يعبر على سلاسلها سريعا وخاطفا الربيع الجميل . مساء كان يشبه قلوبنا اليابسة , تشقق شغافها , تساقطت عنها أجراسها الصغيرة , هجرتها شرايينها , أنكرتها أوردتها , مشت فيها الجرذان السامة , وسكنت في تجاويفها وطاويط الليل . كنا يا مصر .. نعيش بلا قلوب , وكنا العاشقين , وسنبقى , يا قبلتنا , العاشقين . لأننا عيوننا , دجلة والفرات وقلبنا النيل ووجهنا فجر القدس الجميل لنا انحناءة النخيل إذا ينحني رطبا النخيل يهب علينا من قاسيون نسيم جبل الشيخ فنتضوع العشق الشام الياسمين . اليوم الأول , من الشهر الأول , من العام الأول للزمن العربي . سوريا الدافئة بعروبتها / أنا الآن عربي زياد هواش ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل