المحتوى الرئيسى

مجدى صابر: الشاب الذى يسعى لاسترداد حقه بأى وسيلة.. (ابن موت)

02/13 10:32

 «مخطئ من يظن أن حالة الانقلاب الذى تسببت فيه ثورة 25 يناير اقتصرت على المجال السياسى فحسب، فحينما رفع الثوار شعار أن (الشعب يريد إسقاط النظام) كان المقصود، من وجهة نظرى، هذا الواقع الفاسد الذى تسيد المجتمع المصرى فى كل المجالات وطال كل النواحى الحياتية فى الشارع المصرى سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بل ودراميا أيضا»..... هكذا يرى المؤلف مجدى صابر الذى قدم بعض الأعمال فى الدراما التليفزيونية التى ألقت بظلالها على حال المجتمع الراهن والملتهب فى الأحداث التى تشهدها مصر اليوم.قال: «الشعب المصرى الذى رأيناه بعد 25 يناير لن يقبل بأى شىء ولن يرضخ لأى عمل درامى يهدف صاحبه للربح، بعد أن حول البعض الدراما إلى تجارة وبعدوا عن أهدافها ورسالتها، والقيمة الفنية والإبداعية التى تحتويها، وعليه لا أبالغ إذا قلت إن هناك نوعية من المسلسلات ستختفى تماما وستترك الساحة للأعمال القيمة التى تحترم عقل وذكاء ومشاعر هذا المصرى الجديد.• هل لديك معلومة بشأن أى استجابات من قبل المنتجين لما يحدث فى الشارع المصرى؟ــ ليست معلومة بقدر إنها قراءة للواقع وتنبؤ لما قد يحدث، وعليه أتوقع أن يقوم عدد كبير من المنتجين بتغيير مسارهم وأن يسعوا لتقديم دراما تعبر عن نبض الشارع المصرى، خاصة الأحداث الأخيرة التى أعتقد أنها ستكون الشغل الشاغل لكتاب الدراما فى الأيام الحالية والمقبلة ولسنوات طويلة، خاصة أن عددا كبيرا من الكتاب منعوا من تناول قضايا الفساد بشكل يرضيهم لتعنت الرقابة، لكن الآن تغيرت الحال وأصبح الباب مفتوحا أمامهم.• وماذا عنك.؟ هل لثورة الشباب أثر على أعمالك الجديدة؟ــ منذ 3 سنوات كتبت مسلسلا تنبأت فيه بحالة الانفجار الشعبى الذى حدث بشكل يكاد يكون مطابقا ولكنه ظل حبيس الأدراج حتى قررت الجهة المنتجة تمويله العام الماضى وحالت الظروف دون تنفيذه إلا أنه أخيرا فقط تم التصدى له بشكل جاد وجارٍ فعلا العمل فيه وهو مسلسل «ابن موت» الذى يحكى قصة مجموعة من الشباب الذين يعيشون بأحد الأحياء الشعبية الذين يفشلون فى تحقيق طموحاتهم فيلجأ بعضهم للسرقة ثم يقدمون على حرق ما يسرقونه كمحاولة لأن يصرخوا معلنين عن وجودهم وهو ما دفعنى لكى اختار اسم «ابن موت» لاطلقه على العمل، لأننى أرى أن الشاب الذى يسعى لإرجاع حقوقه بأى وسيلة تهون عليه حياته وهو ما حدث فعليا وهانت حياة كثير من الشباب عليهم مقابل مساعيهم لاسترداد حقوقهم.• إذن فأنت مع الثورة الشبابية قلبا وقالبا، أليس كذلك؟ــ أولا أنا لدى تحفظ على وصف هذه الثورة بأنها شبابية، فعلى الرغم أن أصحاب فكرتها ومنظميها هم مجموعة من الشباب المصريين لكنها تحولت بعد ذلك إلى ثورة شعبية حقيقية لا تقل أبدا عن ثورة 1919 وتتفوق على ثورة 1952 وبالطبع أنا مع هذه الثورة وكلنا كذلك فلقد سعدنا بها ونساندها لأنها تعبر عن حالنا جميعا ومطالبها هى تلك التى بحت أصواتنا ونحن نطالب بها كل بطريقته فمن خلال أعمالى الدرامية كثيرا ما طالبت بمحاربة الفساد أنا وغيرى من الكتاب.• هل ترى أن الثورة حققت أهدافها أم إن المشوار لايزال طويلا؟ــ إلى حد كبير أرى أن الثورة حققت أهدافها وهى مناسبة لأقول لكل المتظاهرين المرابطين فى ميدان التحرير إن كل التحية لكم فأنتم أصحاب الفضل ولكن حان الوقت للاستماع لصوت العقل حتى لا تحدث فوضى، خاصة أننى أشهد حاليا حالة جدال شديدة، فالمتظاهرون لهم مطالب متمسكون بها بشكل كبير.• هل تقصد بالقوى جماعة الإخوان المسلمين؟ــ لا، بل كنت أقصد قوى أخرى كثيرة تحمل العداء بداخلها تجاهنا منها إيران مثلا ويكفى ما قاله خامنئى مرشد الثورة الإيرانية على مصر وهناك حماس وما فعلته حينما نجحت فى تهريب بعض الأشخاص من السجون وتفجير أنبوب الغاز فى سيناء ويجب ألا ننسى كيف أن الإسرائيليين متربصون بنا ومن الممكن أن يقدموا على عمل متهور إذا شعروا بأننا بحالة من الضعف إضافة إلى الانهيار الاقتصادى الذى نعانيه منذ اندلاع الثورة.• لماذا استثنيت الإخوان المسلمين رغم أن البعض يشير إليها بأصابع الاتهام أنها تحاول ركوب هذه الموجة؟ ــ لا أحد ينكر أن للإخوان أهدافهم السياسية وأجندتهم الخاصة معلومة للجميع على مدار تاريخهم الطويل ووجودهم بين المتظاهرين أمر طبيعى وهى محاولة للضغط على النظام للاستجابة لهذه المطالب وان كنت أرى انه اذا كانت هذه المطالب شرعية فلماذا لا يتم تنفيذها حتى لو تضمنت إنشاء حزب، فهذا الطلب ممكن فحصه ودراسته بما فيه صالح الوطن، خاصة أن هناك أدلة وبراهين على أن يد الإخوان لم تكن بعيدة عن التخريب الذى تعرضت له مصر أثناء الفراغ الأمنى، إضافة إلى أننا اعتادنا من الإخوان ممارسة نشاطهم فى الخفاء فحان الوقت أن نبدأ مرحلة جديدة.• كيف وأنت قبطى تطلب حزبا للإخوان المسلمين؟ــ وما الذى يمنع فهم؟.. بالفعل موجودون فى العمل السياسى وهم كتلة لا بأس بها ولا أرى أى ضرر أن تضم الحكومة وزيرا ممثلا للإخوان، كما أننى لا أعترض على فكرة أن تكون هناك أحزاب دينية، لأنه فى الإطار ذاته قد يكون هناك حزب قبطى إذا دعت الضرورة لهذا وكان مطلبا شعبيا، فلقد انتهى عصر تكميم الأفواه وعلينا الاستجابة لمطالب الشعب ولاحتياجاته دون أن يبادرنا خوف قد يكون وهما وليس حقيقة فمصر تغيرت ويجب أن ننحى المواقف الماضية جانبا.• لكن البابا شنودة كان له موقف واضح ومعلن للجميع من التظاهرات والثورات، حينما نصح أقباط مصر بعدم الاشتراك، فما تعليقك؟ــ مع كل الاحترام للبابا لكنه يمثل الأقباط دينيا فقط، أما الشأن السياسى فهذا أمر آخر، فالأقباط هم جزء أساسى فى نسيج هذا الوطن ولا أحد يستطيع أن يحكر على مواقفهم السياسية والأقباط والمسلمون خرجوا للتظاهر تحت مسمى واحد وهو «مصريون»، وفى هذه الأثناء لم تتعرض كنيسة واحدة للإيذاء فى ظل حالة الوعى والحب والانتماء التى جمعت الجميع تحت مظلة واحدة وهى مصر. وأعتقد أن أحد أهم مكاسب هذه الثورة هو اندماج الأقباط والمسلمين بهذا الشكل بعد الأحداث التى لاحقت المسيحيين وتفوقت هذه الثورة فى كل المجالات، كما ذكرت، بل تفوقت إعلاميا أيضا حينما نجحت فى هز كيان ماسبيرو هذا المكان الذى فتح أبوابه على مصراعيه للمعارضة من كل الاتجاهات بخلاف المعتاد.• بعض المتظاهرين فى التحرير رفع شعار «الكذب الحصرى على التليفزيون المصرى» إشارة منهم إلى أنه فقد مصداقيته، فهل تتفق معهم؟ــ لنكن صرحاء التليفزيون المصرى تأخر كثيرا فى تقديم تغطية موضوعية عما يحدث، ففى الأيام الأخيرة فقط بدأ ينتبه وبدأ فى إتاحة المجال للشباب المتظاهر يعلنون عن وجهة نظرهم ويقولون بشكل علنى أنهم يريدون إسقاط النظام والرئيس وهذا التأخر تسبب فى عزوف الكثيرين عن متابعة ما يحدث فى بادئ الأمر على شاشة التليفزيون المصرى، فأنا مثلا تابعت الأحداث على قنوات العربية والمحور ودريم لأنها تنقل لنا صوت العقل والحياد وكرهت كثيرا أداء قناة الجزيرة التى فضحت نفسها بتغطيتها لما يحدث فى مصر وكشفت عن عدائها الصريح لمصر حينما تصنعت أنها تتحدث باسم المتظاهرين وفتحت لهم هواها وكأنها تساعدهم على التغيير، والحقيقة غير ذلك بالمرة، فهى تسعى بكل ما أوتيت أن تشعل نيران الفتنة وكم سعدت عندما غير الإعلام المصرى الرسمى لهجته وفتح بابه للشباب المعارض الذين أصبح لهم وجود على تليفزيونهم الوطنى وهذا أمر رائع بلا شك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل